الطائرة الأميركية المحطمة تثير فضول سكان منطقة «غوط السلطان» الليبية

سقطت بسبب عطل فني وليس بنيران عدوة.. وطياراها تمكنا من القفز منها بسلام

مواطنون ليبيون تجمعوا حول الطائرة الأميركية التي تحطمت في منطقة «غوط السلطان» أول من أمس (رويترز)
TT

في حقل لا تشوب خضرته سوى بعض الأزهار البرية الصفراء والبنفسجية، تجثم طائرة أميركية محطمة أصبحت محطا لاهتمام السكان المحليين الذين دفعهم الفضول للتحلق حول حطامها أمس، حسبما يقول مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في منطقة غوط السلطان الليبية.

وتجمع عشرات الرجال بصحبة أطفالهم حول حطام المقاتلة من طراز «إف-15» التي تحطمت الليلة قبل الماضية أثناء قيامها بمهمة ضد الدفاعات الجوية للزعيم الليبي معمر القذافي. وحمل بعض هؤلاء هواتفهم الجوالة لالتقاط الصور الفوتوغرافية وصور الفيديو للطائرة، بينما عمد بعضهم إلى التقاط قطع من الجناح وحتى لمس الصواريخ التي لم تنطلق من المقاتلة التي لحق بها الكثير من الضرر. واختفت مقدمة الطائرة نهائيا ولم يتبق منها سوى بعض الأسلاك المحترقة بلونها الذي اشتد سواده حين ارتمت في خضرة الحقل. وعلى الجناح الأيمن ظهرت ثقوب واسعة خلفها تفكك الطبقة المعدنية التي كانت تغطي الطائرة. أما مؤخرة الطائرة فقد كانت أحسن حالا قليلا، إذ احتفظت بالكتابات الزرقاء والخضراء من بينها عبارة «يمنع الطلاء هنا». أما محركا الطائرة فقد فقدا ملامحهما الأساسية. ولم يصب عداد التصق بالجانب الخلفي من ذيل الطائرة المميز بأي أذى، فقد نجا غلافه وعقاربه الداخلية. وقالت القيادة الأميركية في أفريقيا من مقرها في مدينة شتوتغارت الألمانية إن الطائرة أصيبت بعطل فني فوق شمال شرقي ليبيا، وأن طياريها تمكنا من القفز منها بسلام.

وشاهد مجدي محمد عبد الجليل (31 عاما) العامل في مزرعة مجاورة وعدد من السكان المحليين الطائرة أثناء سقوطها.

وقال مجدي «شاهدنا طائرة تسقط عند نحو الساعة 11.45 مساء، وبعد ذلك سمعنا صوت انفجار بعد دقيقة عندما تحطمت الطائرة». وأضاف «كنا نقف في الخارج، وشاهدنا الطائرة تسقط وتبعناها، وشاهدنا أحد الطيارين يهبط بعيدا، ثم رأينا مروحية تأتي وتلتقطه». وتابع أنه تم اقتياد الطيار الآخر إلى مكاتب المجلس الوطني الانتقالي التابع للثوار في الأبيار شرق بنغازي. وقال «لقد كان يرتدي ثيابا عسكرية. وحاولنا التحدث معه، وحاول التحدث معنا، ولكننا لم نفهم بعضنا البعض». وأضاف «كان يبدو عليه الانزعاج. وبدا خائفا وغير مرتاح».

وذكرت القيادة الأميركية في أفريقيا أن «الطيارين قفزا من الطائرة سترايك إيغل إف-15 التابعة لقوات الجو الأميركية في 21 مارس (ىذار) الحالي عند نحو الساعة 10.30 بتوقيت وسط أوروبا». وقالت متحدثة باسم القيادة إن تحطم الطائرة لم يكن ناجما عن عمل عدواني، وإن تحقيقا بدأ لتحديد سبب العطل الذي أصاب الطائرة. وقال عبد الجليل إن الطائرة بدت كأنها تسقط من السماء، وأنه وآخرين لم يسمعوا أو يشاهدوا أي شيء يشير إلى أنها أصيبت بنيران أسقطتها. وأضاف «لم تكن هناك أي ضربة، لا شيء، الطائرة فقط سقطت».