جمعية سياسية بحرينية تطالب بقاعدة دائمة لقوة درع الجزيرة «للتصدي للمشروع الإيراني»

المنامة تحذر مواطنيها من السفر إلى لبنان.. واتحاد العمال يعلق الإضراب العام * الطيران المدني البحريني يوقف جميع الرحلات من وإلى بيروت

TT

في مؤشر على عودة الحياة إلى طبيعتها، أعلن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين أمس «تعليق» الإضراب العام والعودة إلى العمل في جميع القطاعات اعتبارا من اليوم، في الوقت الذي طالبت فيه جمعية سياسية كبرى السلطات البحرينية بإيجاد قاعدة دائمة لقوة درع الجزيرة.

وطالبت جمعية الأصالة الإسلامية (تمثل التيار السلفي) بإقامة قاعدة دائمة لقوات درع الجزيرة بالبحرين، «من أجل التصدي للمخططات التآمرية التي تهدد أمن المنطقة برمتها، ولمواجهة المشروع الإمبراطوري الإيراني في تصدير الثورة إلى المنطقة من أجل الهيمنة عليها».

وقالت الجمعية في بيان لها أمس، أرسلت نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» إنه «بالنظر إلى التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية البحرينية، وقيام السلطات الإيرانية باستدعاء سفيرها لدى البحرين للاعتراض على ما سمته غزوا واحتلالا سعوديا بعد دخول قوات درع الجزيرة أراضي البحرين، وتهديد رئيس الشورى الإيراني دول مجلس التعاون بأنها ستدفع الثمن وأن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام دخول قوات درع الجزيرة، وذلك في تحد سافر لكل الأعراف والقوانين الدبلوماسية وانتهاكا لمبادئ حسن الجوار، وبناء على التصريحات السافرة لرئيس ما يسمى حزب الله وتدخله بالشؤون البحرينية وإعلانه استعداده لمساعدة الفئة الباغية التي سعت في الأرض فسادا وقتلت وروعت الآمنين وهددت السلم الأهلي بالبحرين، فإننا نخاطب الملك حمد بن عيسى آل خليفة وقادة دول مجلس التعاون بإقامة قاعدة دائمة لقوات درع الجزيرة بالبحرين، من أجل التصدي لمثل هذه المخططات التآمرية التي تهدد أمن المنطقة برمتها، ولمواجهة المشروع الإمبراطوري الإيراني في تصدير الثورة إلى المنطقة من أجل الهيمنة عليها».

وأكدت «الأصالة» أن إقامة هذه القاعدة بالبحرين من شأنه أن يمكن مجلس التعاون من التحرك السريع لوأد أي مؤامرات تحاك ضد أمنه، وذلك أن البحرين تمثل البوابة الشرقية لدول مجلس التعاون، وتعتبر خط الدفاع الأول ضد الأخطار والمؤامرات الخارجية، «كما تبين من أحداث 14 فبراير (شباط) الماضي أن البحرين كانت المنفذ الذي كانوا يريدونه أن يمثل المدخل لنشر الخراب بالمنطقة برمته».

إلى ذلك، قال الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين في بيان مقتضب: «حرصا من الاتحاد العام على مصالح العمال وحقوقهم واستمرار عجلة الاقتصاد الوطني يعلن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين تعليق الإضراب العام والعودة إلى العمل في جميع القطاعات اعتبارا من اليوم».

وكان الاتحاد أطلق إضرابا عاما مفتوحا في 13 مارس (آذار) الحالي.

وأشار الاتحاد إلى أنه اتخذ قراره بعد «التطمينات والتأكيدات التي تلقاها الاتحاد من جهات رسمية عليا بوقف مظاهر التعديات على العمال التي تؤدي إلى إعاقة وصول العمال من وإلى مواقع عملهم وتعرضهم للضرب والإهانات وتوفير سلامة العمال والمواطن» حسب نص البيان.

ويأتي بيان اتحاد نقابات عمال البحرين، ليغلق نحو شهر من توقف أعداد كبرى من الموظفين في البحرين عن الذهاب لأعمالهم، وهو ما أثر على الحياة الاقتصادية في البلاد، ويبدو أن تنازل الاتحاد بطلب عودة المنضوين تحت لوائه للذهاب لأعمالهم يأتي بعد تحذيرات ديوان الخدمة المدنية، بفصل جميع من يتوقف عن الذهاب عن العمل.

وفي شأن العلاقات البحرينية اللبنانية، وفي أعقاب خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وهجومه على البحرين وتأييده للمعارضة، أصدرت الخارجية البحرينية أمس، قرارا يقضي بمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان، ونصحت رعاياها الموجودين في لبنان بمغادرتها فورا، خوفا من تعرضهم لاعتداءات من أطراف إرهابية هناك.

وأكد مصدر مسؤول في الوزارة لـ«الشرق الأوسط»، أن قرار المنع جاء على خلفية تصريح نصر الله، والذي أعتبره المسؤول يشكل تهديدا وتدخلا في الشؤون البحرينية، مضيفا أن هذا القرار لا علاقة له بالعلاقات البحرينية اللبنانية «لأننا نتعامل مع الحكومة اللبنانية وليس مع طرف أو حزب».

وفي تعليقه على بيان السفارة الإيرانية لنفي علاقتها بالأجهزة الاستخباراتية التي وجدت في حوزة المتظاهرين قال: نحن موقفنا واضح، وليس لدينا مزيد من الوقت للرد على أكاذيب وافتراءات الصحف والقنوات الإيرانية، والرد الرسمي كان واضحا.

وأشار إلى أن البيانات الرسمية للحكومة الإيرانية تشكل خرقا وتدخلا سافرا في الشأن البحريني كدولة ذات سيادة، أو الحديث عن مواطنين بحرينيين.

وأشار المصدر إلى تحرك الدبلوماسية البحرينية على مختلف الأصعدة الدولية لتنسيق المواقف وإيضاح الحقائق على أرض الواقع. وفي تطور سلبي في العلاقات البحرينية اللبنانية، أعلنت إدارة شؤون الطيران المدني البحريني مساء أمس، أنها أوقفت كافة الرحلات الجوية من وإلى لبنان.