شباب الثورة في صنعاء: لن نرفع السلاح ضد بعضنا.. ولن ننجر إلى مربع العنف

كشفوا لـ«الشرق الأوسط» عن خططهم لما بعد رحيل نظام الرئيس صالح

TT

يمر الوقت على شباب ساحات الاعتصامات في مدن يمنية كثيرة، يجمعهم هدف واحد، معلنين استمرارهم إلى حين تحقيقه، وهو سقوط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، فـ«ساحة التغيير» في صنعاء، التي أسسها ناشطون من الشباب والطلاب في 20 فبراير (شباط) الماضي، لم تعد ساحة للشباب فقط؛ حيث يوجد فيها اليوم جميع شرائح المجتمع من أكاديميين وعلماء دين وقضاة وإعلاميين وسياسيين وطلاب مدارس ونساء وغيرهم ينتظرون سماع الخبر السار لهم، وهو رحيل الرئيس صالح.

ومع إعلان الرئيس صالح، أمس، أن محاولة الاستيلاء على السلطة عن طريق الانقلاب ستقود لحرب أهلية، كان الشباب يعلنون، عبر مكبرات الصوت، تأكيدهم أن ثورتهم سلمية، ويقول أحد القيادات الشبابية وعضو ائتلاف ثورة التغيير السلمي عبد الرحمن العامر لـ«الشرق الأوسط»: «نحن واثقون من أنه لن تحدث حرب أهلية بأي حال من الأحوال، ونؤكد أننا لن نرفع أي سلاح ضد بعضنا البعض، ولن ننجر إلى مربع العنف حتى لو استخدم النظام رصاصه وأسلحته ضدنا، فلن ننجر إلى مربع الحرب التي يطمح إليها».

وأضاف أن «الشعب اليمني على وعي كامل أن الطريق السلمي هو وسيلتنا لتحقيق مطلبنا بأقل الخسائر والتضحيات المحتملة، وهاهم أفراد القبائل من المحافظات كلها موجودون بيننا، من دون أسلحتهم، وجاءوا إلينا بصدور عارية للمطالبة بإسقاط النظام، ونحن ندعو القبائل والجيش إلى مواصلة التزامهم بسلمية ثورتنا مهما كلفت من تضحيات، نحن منتصرون بطريقنا السلمي فقط».

ويلفت العامر إلى أن «النظام استخدم الكثير من الأوراق التي أراد من خلالها أن تكون فزاعة في وجه الشعب، ومن أهمها القبيلة، والعلماء، والجيش، والانفصال، وهذه الأوراق كلها أعلنت وقوفها مع ثورتنا»، ومع انضمام العشرات من العسكريين الذين تكتظ بهم ساحة التغيير فإن الشباب يعتبرون ذلك «رافدا مهما وقويا، ويمثل تأكيدا على شرعية مطالبنا وأنها ستأتي اللحظة التي سيخرج فيها جميع أبناء الشعب ليتلف الكل حول هدفنا»، وعلى الرغم من ذلك فإن العامري يعترف بوجود مخاوف لدى «قيادة الثورة الشبابية» من الالتفاف على مطالبهم، ويقول: «لا ننكر أن هناك من يحاول الالتفاف على ثورتنا، وهو شيء موجود، لكننا نثق أن أي شخص أو أي جهة أو أي طرف لن يقدر على فعل ذلك؛ لأننا نعرف ما نريد بشكل واضح وهو الدولة المدنية الحقيقية». وفي الوقت الذي تزداد فيه مخاوف كثير من شرائح المجتمع اليمني من الفراغ والفوضى من رحيل النظام وسقوطه، فإن الشباب، كما يقولون، لديهم الكثير من المشاريع والسيناريوهات التي أعدوها لما بعد الرحيل، وهي محاولة لطمأنة الشارع اليمني، ويحدد الناشط ما قال إنه «سيناريو» تم إعداده من قبل «القيادات الشبابية، ويرتكز على هدف محدد وواضح، هو تأسيس دولة مدنية ديمقراطية».

ومن أهم تفاصيل الخطة التي سيتم اعتمادها خلال أيام: «تكوين مجلس رئاسي، من 7 أو 9 شخصيات مدنية وشبابية، وشخص واحد عسكري، ثم يقوم المجلس بتشكيل لجنة قانونية لصياغة دستور جديد، يعتمد النظام البرلماني، واللا مركزية، والفصل الحقيقي بين السلطات، ثم تشكيل لجنة انتخابية عليا مستقلة، وعلى ضوء ذلك الدعوة إلى استفتاء على الدستور الجديد، وبعدها تتم الدعوة إلى انتخابات برلمانية تعتمد القائمة النسبية، ليتم بعدها تشكيل الحكومة وفق ذلك، ويسلم المجلس الرئاسي السلطة للحكومة البرلمانية».

أما عن تسليم صلاحيات الرئيس لنائبه فيعتبر العامري ذلك «غير دستوري؛ لأن النائب ليس معينا بقرار جمهوري، كما أن مجلس النواب الحالي انتهت شرعيته ونحن الآن في فراغ دستوري». ويؤكد أن الشباب حققوا الكثير من النتائج المهمة، منها: «تنازل النظام عن التوريث والتمديد، وتنازله عن بقائه حتى 2013، وفي الأيام المقبلة يتحقق هدفنا الأساسي وهو رحيله».. أما عن رسالة الشباب للرئيس صالح فيقول العامري: «إن عليه أن يتخذ قراره وينتهز فرصته، ويمكن له الآن أن يرحل أو يفر، كما يمكنه أن ينجو من أشياء كثيرة، ونقول له إن اعتقاده أن طول بقائه على الكرسي سيجر الشعب إلى العنف لن يحدث ليرحل مبكرا أفضل له من اعتقاله وتقديمه للمحاكمة».