صالح يفقد سيطرته الكاملة على الجيش

مراقبون: حدوث مواجهات مسلحة في اليمن أمر غير مستبعد

TT

أخذت التطورات في اليمن منحى جديدا بعد انضمام وحدات ومناطق وألوية عسكرية بكاملها إلى «ثورة الشباب» المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة بعد 33 عاما فوق كرسي الرئاسة، فبعد انضمام الرجل القوي في الجيش، اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع، تبعه عدد غير قليل من قادة الجيش، منهم قائد المنطقة العسكرية الشرقية، اللواء محمد علي محسن، ثم قادة ألوية ومحاور عسكرية في طول البلاد وعرضها.

وقامت وحدة خاصة في الحرس الجمهوري، أمس، بحصار معسكر قاعدة الدفاع الجوي في محافظة الحديدة في غرب البلاد، وذلك بعد إعلان قائد وأفراد المعسكر انضمامهم للثورة، وحتى لحظة كتابة هذا الخبر لم تتوافر أي معلومات عن حدوث مواجهات بين القوتين العسكريتين. ويعتقد مراقبون أن حدوث مواجهات مسلحة أمر غير مستبعد، عندما يحاول النظام السيطرة على ما تبقى من الجيش، بعد الضربة القاصمة التي تلقاها النظام بانضمام عشرات القادة العسكريين إلى الثورة في يوم واحد.

ويوميا تستقبل ساحات التغيير، التي يعتصم فيها عشرات الآلاف من الشباب للمطالبة برحيل النظام، العشرات من ضباط الجيش والأمن الذين يعلنون استقالاتهم والتحاقهم بشباب الثورة ومطالبهم.

ويتكون الجيش اليمني من قوات برية وبحرية وجوية، كما هو الحال في بقية الجيش، لكنه في تقسيمه يقوم على قوتين أساسيتين، بريا، هما: الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، التي يقودها نجل الرئيس العميد أحمد علي عبد الله صالح وهي قوة على قدر كبير من التأهيل والتسليح وتمتلك مروحيات عسكرية قتالية وللنقل، ويشرف على تأهيلها الأميركيون ويمدونها بالتجهيزات اللازمة، خاصة وحدات مكافحة الإرهاب المتخصصة وفي إطار تعاون اليمن والولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب.

أما القوة الثانية فهي الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، وفي إطار هذه الفرقة ألوية عسكرية تنتشر في المناطق الشمالية والغربية من البلاد، وهي المناطق الخاضعة لقيادة اللواء الأحمر نفسه، ولعل هذا ما يفسر سرعة انضمام قادة تلك الألوية إلى الثورة، أسوة بالأحمر.

وبحسب المراقبين، يمكن القول: إن المناطق الشمالية والغربية والشرقية من البلاد باتت عسكريا تحت سيطرة علي محسن الأحمر ولم يعد للرئيس علي عبد الله صالح أي سلطة على قادتها، وذلك في ضوء ما أعلنه اللواء الأحمر، الذي أكد أن قواته ستحمي المناطق التي تسيطر عليها، إضافة إلى حماية ساحات الاعتصام في تلك المناطق.

وإزاء هذا المشهد الانقسامي في الجيش اليمني، هناك مخاوف من اندلاع حرب داخلية من أجل السيطرة على الألوية المنشقة، باعتبار ما حدث تمردا عسكريا، من وجهة نظر النظام، ويقول مراقبون ومحللون: إن الحرس الجمهوري سيكون الوسيلة الوحيدة لدى صالح ونجله في معركتهما المقبلة.. هذا إذا لم يحدث المزيد من المفاجآت.