الحريري يحذر من استخدام لبنان منطلقا لتأجيج الصراعات في الدول العربية

اعتبر أن حزب الله يريد التغيير على الطريقة الإيرانية

TT

حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من «مخاطر استخدام لبنان منطلقا وورقة في تأجيج الصراعات الداخلية في البلدان العربية». وفي كلمة ألقاها خلال استقباله وفودا من «شباب المستقبل» وعائلات بيروتية، رد الحريري على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله المؤيد للانتفاضات الشعبية في العالم العربي وخصوصا في البحرين من دون أن يسميه، فقال «استمعنا قبل أيام إلى مواقف صدرت عن قيادات رئيسية في حزب الله، خصصت لزج لبنان، في خضم التحركات التي تشهدها بعض البلدان العربية الشقيقة، وهي مواقف تتحرك على أساس أن هناك تحركات «بسمنة» وتحركات «بزيت». فما هو مقبول في طهران وعربستان وقم ومشهد، مرفوض في المنامة وغيرها من العواصم، وما هو مرفوض في طهران مقبول في سواها».

وأضاف الحريري «هناك من يريد أن يتخذ من لبنان، ساحة لتصدير الثورات إلى البلدان العربية، ويتصرف مع التحركات الشعبية العربية كما لو أنه الأب الروحي والفكري لتلك الثورات، وهو أمر لا يخالف الحقيقة والواقع فحسب، ويحاول أن يسقط على الحركة الشعبية العربية إسقاطات لا علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد، إنما هو أمر يتجاوز حدود التأييد والتضامن، ليجعل من لبنان ورقة في مهب الخلافات الداخلية للعديد من البلدان العربية».

وإذ لفت إلى أن «قيادة حزب الله، تطلب التغيير في البلدان العربية على الطريقة الإيرانية، وهي تريد من اللبنانيين أن يوافقوا على تحويل بلدهم، إلى ساحة لتصدير الثورات، لترتفع أعلام ورايات الحزب في العواصم العربية على الصورة التي ترتفع فيها في بيروت، أوضح أن هذه السياسة مرفوضة من أكثرية اللبنانيين، التي لا تريد للبنان أن يغرق في سياسات المحاور، وأن يتحول صوته في تأييد الحركات الشعبية العربية، إلى صدى للأصوات الآتية من الخارج، وتلك التي تغدق على بعض الجهات، مما يسمونه المال النظيف وغير النظيف». ورأى أن «هذه دعوة من قيادة حزب الله، إلى أن يكون لبنان شريكا مضاربا في العديد من الانقسامات العربية، وهي دعوة لا تتوقف عند حدود التدخل في شؤون البحرين، ولكنها تؤسس لزج اللبنانيين، أو فريق منهم، في أدوار خطيرة، تصدر الفتاوى في شأنها من مراكز القرار في دول إقليمية نافذة».

واعتبر الحريري أن «فكرة تصدير الثورة بالطريقة التي وردت على لسان قيادات في حزب الله، هي الوجه الآخر لفكرة تصدير الانقسام في الوطن العربي، وتصدير الفتنة إلى الساحة الإسلامية، ونحن على يقين، أن الجمهور اللبناني عموما، والجمهور الإسلامي تحديدا، بجناحيه السني والشيعي، لن يقف عند هذه الترددات والدعوات الخطيرة، وهو لن يسمح بفتح الأبواب أمام أية مغامرة بمصالح لبنان وعلاقاته مع أشقائه العرب»، مشيرا إلى أن «الإخوة العرب يمتلكون من الرشد والوعي والكفاءات البشرية، ما يمكنهم من تحديد مسارات التغيير والتطوير في بلدانهم وهم لا يحتاجون إلى خبراء من حزب الله، أو من أي جهة تقف وراء حزب الله، فالتضامن مع الشعوب العربية شيء وصب الزيت على نار الخلافات العربية شيء آخر، ولبنان لن يكون جسرا تعبر منه الخلافات إلى أي بلد عربي شقيق».

وختم رئيس حكومة تصريف الأعمال قائلا «إن الحملة التي تطاول البحرين والمملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، هي حملة أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها أمر عمليات خارجي، يعمل على توريط لبنان في مسارات إقليمية، لا طائل منها، ولا وظيفة لها سوى الإساءة لمصالح لبنان وعلاقاته التاريخية مع أشقائهم العرب».