تحركات دولية يقودها «المؤتمر الإسلامي» لمعالجة «الإسلاموفوبيا»

حرق المصحف على طاولة وزراء خارجية الدول الأعضاء في يونيو المقبل

TT

أدرجت منظمة المؤتمر الإسلامي، حادثة إحراق القس واين ساب لنسخة من المصحف الشريف، ضمن تقرير خاص عن العداوة ضد الإسلام «الإسلاموفوبيا»، ستقدمه لوزراء خارجية دول المنظمة، في حين أنه من المنتظر أن تكشف المنظمة خلال الأسابيع المقبلة عن نتائج تحركات دولية تقوم بها لمعالجة ظاهرة «الإسلاموفوبيا» من جذورها.

وكشف مصدر مطلع في منظمة المؤتمر الإسلامي، لـ«الشرق الأوسط»، أن المنظمة تتعامل مع قضايا الاعتداء على المسلمين ورموزهم الدينية ضمن إطار متكامل يتم من خلاله حصر جميع الانتهاكات والاعتداءات في مختلف مناطق العالم، لمعالجة «العداوة ضد الإسلام»، بعد أن أصبحت تشكل ظاهرة بدأت منذ زمن وما زالت متواصلة، الأمر الذي دفع المنظمة للتعامل معها بعناية، استوجبت بذل جهود على مستويات دولية عدة، ورفع تقارير خاصة بها لمناقشتها على طاولة اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة في شهر يونيو (حزيران) المقبل في كازاخستان.

وأوضح المصدر أن المنظمة بدأت منذ فترة بتحركات دولية من أجل معالجة ظاهرة «الإسلاموفوبيا» لإيجاد حلول جذرية لها، وذلك على عدة مستويات دولية مع عدة أطراف دولية من منظمات ودول غربية وشرقية، مؤكدا أنه سيتم الكشف عن بعض من نتائج هذه التحركات خلال الفترة القصيرة المقبلة.

وأشار المصدر إلى أن المنظمة تأخذ على عاتقها في هذا الموضوع تحديدا إجراء تقرير مفصل مع شق تحليلي لإشكاليات حوادث الاعتداء والانتهاك على الرموز الإسلامية والمسلمين في أوروبا وأميركا، حيث يتضمن التقرير إحصاء لعدد هذه الانتهاكات ومقارنتها بالأعوام الماضية وآلية وصفها وتصنيفها لطرحها على وزراء الخارجية من أجل إصدار قرارات لدعم جهود المنظمة في مكافحة العداوة ضد الإسلام، وهو ما يتوازى مع الخط الآخر الذي فتحته المنظمة مع دول ومنظمات عالمية في أوروبا والغرب بشكل عام من أجل معالجة مسببات «الإسلاموفوبيا» من خلال عمل منظم مع شركاء المنظمة في الغرب.

وعن الاعتداء على المصحف الشريف أكد المصدر المطلع لـ«الشرق الأوسط» أن المنظمة واستكمالا لما صرحت به من استنكار لهذا العمل، ستدرج هذه الحادثة ضمن انتهاكات أخرى ضد الإسلام ورموزه في ملف «العداوة ضد الإسلام» إذ تعتبر هذه الظاهرة قضية عامة متكاملة ستدون في تقرير خاص، بجانب قضايا اعتداء أخرى مثل استفتاء سويسرا على عدم بناء المآذن، والرسومات الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وغيرها سواء كانت قضايا رأي عام أو قضايا فردية.

وكان أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، قد عبر عن قلق بالغ وخيبة أمل عميقة إزاء ما حدث من حرق قس إنجيلي أميركي مثير للجدل نسخة من القرآن الكريم في كنيسة صغيرة بفلوريدا الأحد الماضي، تحت إشراف القس تيري جونز الذي أثار في سبتمبر (أيلول) الماضي موجة من الإدانات الإسلامية والدولية بشأن خطته لإحراق نسخ من المصحف الشريف في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وأعرب أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان للمنظمة عن صدمته من تلك الأخبار المؤسفة والانعكاسات غير المتوقعة لهذه الأفعال المشينة وغير المسؤولة التي يمكن أن تلحق ضررا كبيرا بالمشاعر الدينية لأكثر من 1.5 مليار مسلم حول العالم، واصفا تلك الفعلة التي يتفق المجتمع الدولي على إدانتها بأنها أسوأ مثال للتطرف.

ودعا البيان المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى ممارسة ضبط النفس في مواجهة هذا الحادث المؤسف، مجددا دعوة منظمة المؤتمر الإسلامي لتقييم ووضع معايير نوعية للحد من هذه الممارسات.

وحث البيان القادة السياسيين في العالم على اتخاذ التدابير الضرورية اللازمة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الأعمال المتطرفة التي يمكن أن تؤجج المشاعر الدينية، وذلك نظرا لما لها من تداعيات خطيرة على الوئام بين الأديان فضلا عن آثارها على السلام والأمن والاستقرار في العالم ويأتي إحراق القس الإنجيلي الأميركي لنسخة من المصحف في كنيسة صغيرة في فلوريدا، بعدما اعتبر أن المصحف الكريم «مسؤول» عند عدة جرائم.

وقام القس واين ساب أمام المنظمين الذين قالوا إن ما حدث الأحد كان «محاكمة» للقرآن اعتبر فيها كتاب المسلمين المقدس مذنبا وتم إعدامه، وقد استمرت مداولات هيئة المحلفين نحو 8 دقائق وضعت بعدها نسخة المصحف التي كانت قد نقعت في الوقود لمدة ساعة، على طبق حديدي في وسط الكنيسة وأشعل فيها النار.

واحترق المصحف لمدة 10 دقائق فيما التقط بعض الحضور الصور، وكان جونز أثار موجة من الاحتجاجات والإدانات من الكثير من الأطراف بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس بسبب خطته لإحراق المصحف الكريم في سبتمبر الماضي.

ولم ينفذ خطته هذه في نهاية المطاف وتعهد بعدم القيام بها أبدا. إلا أنه قال إنه أراد هذه المرة «أن يعطي العالم الإسلامي فرصة للدفاع عن كتابه» ولكنه لم يحصل على أي جواب، وأوضح أنه يعتبر أن لا محاكمة فعلية من دون عقاب فعلي.

وكان الحدث مفتوحا أمام الجمهور إلا أن أقل من 30 شخصا وجدوا في الكنيسة وتتمحور الحياة في مدينة غاينزفيل الهادئة على جامعة فلوريدا. وقد شهدت المدينة احتجاجات عامة حول ما كان جونز ينوي القيام به في ذكرى 11 سبتمبر إلا أنه تم تجاهل ما حدث الأحد بشكل كبير.