نتنياهو إلى موسكو لكسر الانطباع بأنه معزول

الروس اشترطوا تسليمهم بناية المسكوبية في القدس.. فسلمت لهم أمس

TT

بعد أن سلمت حكومته أرض ومباني المسكوبية في القدس أمس إلى السفارة الروسية في تل أبيب، يسافر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم، في زيارة رسمية. ومع أن نتنياهو قال إن هدف الزيارة تمتين العلاقات بين البلدين ومحاولة إقناع السلطات الروسية بالامتناع عن بيع الصاروخ المتطور أرض - جو من طراز «إس 300» إلى إيران، فإن المراقبين في إسرائيل يقولون إنها تستهدف كسر الانطباع السائد بأن نتنياهو معزول في العالم.

وكانت روسيا قد اشترطت على نتنياهو لهذه الزيارة أن يفي بالوعد الذي كان قد قطعه هو ورئيسا حكومتين سابقان (أرييل شارون وإيهود أولمرت)، بإعادة المسكوبية إلى ملكية روسيا بشكل رسمي وفعلي. فأمر وزير الزراعة الإسرائيلي، الذي كانت وزارته تستغل المبنى، بإخلائه على الفور. وهكذا أتيح القيام بالزيارة.

وبناء المسكوبية هذا يعتبر من البنايات القديمة الجميلة في القدس. وقد بناه الروس في نهاية القرن التاسع عشر كفندق يبيت فيه الحجاج الروس إلى المدينة المقدسة. وأممته حكومة الانتداب البريطاني في سنة 1917 وسيطرت عليه، وكذلك فعلت حكومة إسرائيل سنة 1948. ودأب الروس على المطالبة به عشرات السنين، إلى أن وعد شارون ثم أولمرت من بعده بإعادته. وقد توجهت أوساط استيطانية يهودية متطرفة إلى المحكمة الإسرائيلية العليا لمنع الحكومة من تسليم البناء، إلا أن المحكمة ردت الطلب.

ونفى مقرب من نتنياهو أن يكون موضوع البحث الأساس في المحادثات في موسكو موضوع مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، علما بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أجرى لقاء مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس ويواصل محادثاته اليوم مع المسؤولين الروس في الوقت نفسه. وقال إن هدفه الأساسي هو إقناع الروس بأن منح إيران وسورية صاروخ «إس - 300» سيؤدي إلى وقوع هذا الصاروخ بأيدي حزب الله اللبناني. وأن إسرائيل تعتبر ذلك تطورا خطيرا للغاية وخرقا لتوازن القوى الاستراتيجي في المنطقة، لأن هذا الصاروخ فقادر على إسقاط طائرات إسرائيلية قتالية متطورة. يذكر أن الرئيس الروسي ميدفيديف، كان ينوي زيارة إسرائيل في يناير (كانون الثاني) الماضي، خلال جولته في الشرق الأوسط. ولكن إضراب موظفي وزارة الخارجية الإسرائيلية في ذلك الوقت منع الزيارة، فوصل الرئيس الروسي إلى أريحا عن طريق الأردن، والتقى الرئيس عباس. وكل المحاولات التي جرت منذ ذلك الوقت لترتيب موعد آخر للزيارة باءت بالفشل. فقرر نتنياهو أن يسافر بنفسه إلى موسكو.