أوباما يواصل جولته في أميركا اللاتينية ويدعوها للعب «دور أكبر في العالم»

الرئيس البوليفي يطالب بسحب جائزة نوبل للسلام من نظيره الأميركي

أوباما وزوجته ميشيل خلال حفل استقبال أقامه على شرفهما الرئيس التشيلي بينيرا وزوجته سيسيليا الليلة قبل الماضية في قصر لا مونيدا بسانتياغو (إ.ب.أ)
TT

توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما من تشيلي إلى السلفادور أمس للبحث في الاقتصاد والأمن، وهما الملفان اللذان تواجه فيهما صعوبات هذه الدولة الصغيرة في أميركا الوسطى، آخر محطة في جولته في المنطقة. وفي خطاب في سانتياغو أول من أمس، أشاد أوباما بأميركا اللاتينية التي اعتبرها «منطقة تتقدم» و«مستعدة للعب دور أكبر في العالم». مؤكدا أنها «مهمة اليوم أكثر من أي وقت مضى» لازدهار وأمن بلده.

وكان أوباما قد أشاد قبل أيام قليلة في البرازيل، المحطة الأولى من جولته التي تستمر خمسة أيام في المنطقة «بالصعود الرائع» لبلد وصل إلى مصاف القوى الاقتصادية الكبرى. لكن هذا التطلع إلى «أميركا لاتينية جديدة» يمكن أن يصطدم بواقع السلفادور، البلد الذي يشهد حتى اليوم أعمال عنف تنفذها عصابات، ويبقى معبرا للمخدرات المرسلة إلى الشمال، أي إلى الولايات المتحدة.

وقبل وصوله إلى السلفادور، أعطى أوباما لمحة عما يمكن أن يناقشه مع الرئيس موريسيو فونيس الذي كان مقررا أن يستقبله بعد ظهر أمس في سان سلفادور ثم يعقدان مؤتمرا صحافيا مشتركا. وقال أوباما في خطاب خصص لسياسة واشنطن حيال أميركا اللاتينية ألقاه في سانتياغو: «قلت بوضوح بصفتي رئيسا، إن الولايات المتحدة تقبل بحصتها من مسؤولية العنف المرتبط بالمخدرات». واعترف بأن «الطلب على المخدرات، بما في ذلك في الولايات المتحدة، يؤجج هذه الأزمة». وأضاف «لكننا لن نتمكن من كسر سيطرة كارتلات المخدرات والعصابات ما لم نواجه القوى الاقتصادية والاجتماعية التي تغذي الإجرام». وتابع أوباما «علينا أن نصل إلى الشبان المعرضين للخطر قبل أن يتورطوا بالمخدرات والإجرام». وأعلن عن شراكات في أميركا لزيادة «(عناصر) الشرطة التي تراقب عن كثب والعدالة للشباب وبرامج الوقاية».

وقال دانيال ريستريبو، مستشار أوباما للشؤون الأميركية مساء أول من أمس للصحافيين إن المحادثات بين الرئيس الأميركي وفونيس مخصصة «للصعوبات الكبرى التي تواجهها السلفادور». وأشار خصوصا إلى «الركود الاقتصادي» و«أمن الأفراد». وأضاف ريستريبو أن «هذين المفهومين مرتبطان: كيف يمكننا مواصلة العمل معا للمساعدة على إنعاش الاقتصاد السلفادوري من أجل نمو دائم وتشجيع الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص على العمل لتذليل الصعوبات».

وبزيارته السلفادور، لا يكرم أوباما البلد الوحيد في أميركا اللاتينية الذي يستخدم الدولار الأميركي عملة رسمية فحسب، بل بلد أرسل وحدة إلى العراق، ويضم قاعدة جوية لمراقبة تهريب المخدرات. وتعد السلفادور التي دمرتها حرب أهلية من 1980 إلى 1992، دولة ديمقراطية انبثق رئيسها عن اليسار فيها.

وقال الوزير الكولومبي السابق موريسيو كارديناس، مدير شؤون أميركا اللاتينية في معهد بروكينغز في واشنطن إن هذه الزيارة «تشكل رسالة إلى هوغو تشافيز» الرئيس الفنزويلي المعروف بخطابه المعادي للأميركيين وطموحاته الإقليمية. وأضاف هذا الخبير أن أوباما «يظهر أنه يمكن إقامة علاقات جيدة مع رجل يساري، وهذا يعزل هوغو تشافيز لأن كل الدول ستفهم الرسالة وعلى الأخص الأكوادور وبوليفيا» اللتان يحكم كلا منهما رئيس يساري.

وسيعود أوباما الذي ترافقه زوجته وابنتاه في جولته، مساء اليوم (الأربعاء) إلى واشنطن بعد زيارة إلى موقع للمايا في السلفادور، حسب ما قال البيت الأبيض.

وحول شأن متصل بالمنطقة، طالب الرئيس البوليفي الاشتراكي إيفو موراليس أول من أمس بسحب جائزة نوبل للسلام من الرئيس أوباما، لأنه، كما قال، لا يستحق الجائزة بسبب «دفعه العنف» من خلال التدخل العسكري في ليبيا. وقال موراليس: «قبل عامين، علمنا أن الرئيس باراك أوباما فاز بجائزة نوبل للسلام، ولكن في هذا الوقت هل هو يدافع عن السلام أو هل يشجع بالأحرى على العنف؟». وتساءل موراليس «كيف يمكن أن تحث جائزة نوبل للسلام على القيام بغزو وقصف؟ إنه انحراف، إنه هجوم، إنه اعتداء». وأضاف للصحافيين في لاباز «لهذا السبب، يجب سحب جائزة نوبل للسلام من رئيس الولايات المتحدة».

يشار إلى أن إيفو موراليس الذي تقيم بلاده علاقات دبلوماسية مع ليبيا منذ عام 2008، والذي زار هذا البلد، رفض منذ بدء الأزمة الليبية مبدأ تدخل عسكري، معتبرا أنه «ليس الحل»، وهو سيؤدي إلى «مزيد من القتلى». واعتبر أن تدخلا من قبل الولايات المتحدة أو من قبل الحلف الأطلسي في ليبيا لا يهدف إلى حماية الأرواح، ولكن إلى «الحصول على المصادر الطبيعية لهذا البلد» الغني بالنفط.