الآلاف يتظاهرون في أوكرانيا احتجاجا على خفض نفقات التعليم

الحكومة اضطرت لتقليص الإنفاق على التعليم تحت ضغوط صندوق النقد

ضباط شرطة يحاولون منع المتظاهرين من الاقتراب من مبنى الحكومة في كييف أمس (أ.ب)
TT

تظاهر آلاف المدرسين الأوكرانيين في العاصمة كييف، أمس، لليوم الثاني على التوالي، احتجاجا على خطط الحكومة إجراء خفض هائل في نفقات التعليم. واحتشد ما يتراوح بين 6 آلاف و7 آلاف مدرس، جميعهم تقريبا يعملون في مدارس بكييف، أمام المباني الوزارية وأخذوا يهتفون بشعارات مناوئة للحكومة. وردد المتظاهرون، ومعظمهم من النساء، هتافات ضد رجال الشرطة ومسؤولي الحكومة الذين اقتربوا من المظاهرة، مثل «عار» و«احترموا قانون التعليم» و«نتمنى أن نتقاضى مثل رواتبكم».

وأغلق مئات المدرسين، وهم يقرعون أجراس المدارس وينفخون في أبواق السفن، شارع هروشيفسكي وسط العاصمة الأوكرانية، الذي يتردد عليه مسؤولو الحكومة البارزون كثيرا، قبل أن تدفعهم الشرطة إلى الرصيف. وصرخت امرأة بوجه رجل شرطة وهو يجبرها على الابتعاد عن الطريق: «إياك أن تتجرأ على لمسي. أمثالي هم من علموك القراءة والكتابة. فهل تكون هذه هي طريقتك الآن بعد أن صرت رجلا كبيرا في إظهار احترامك لامرأة؟». ولم يكن هناك تبادل للضرب في المظاهرة الصاخبة، كما أن الشرطة لم تلق القبض على أي شخص.

يُذكر أن هذا هو ثاني أيام المظاهرات التي ينظمها معلمون وطلاب أوكرانيون يعارضون خطة يتبناها رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا أزاروف لخفض العجز في موازنة الحكومة، من خلال تقليص الإنفاق على التعليم. وقال أزاروف: إن حكومة أوكرانيا تفتقر إلى الأموال اللازمة لدعم التعليم والارتقاء به إلى المستوى الذي يقتضيه القانون الحالي. وتتضمن إجراءات خفض نفقات التعليم: إنهاء دفع أجور ساعات العمل الإضافية، وإلغاء علاوات الأقدمية، وتقليص الإجازات المرضية، وإغلاق بعض المدارس، وزيادة كثافة الفصول.

وقالت ريجينا إيفانوفا، معلمة في مدرسة ابتدائية: «أعتقد أنه يجب على أزاروف أن يحاول عيش حياته على راتبي. لقد رفعت حكومته رسوم المياه والكهرباء؛ لذا فإن راتبي كله يتجه عمليا الآن نحو دفع فواتير المرافق»، حسبما نقلت عنها وكالة الأنباء الألمانية في تقرير لها. ووصف صندوق النقد الدولي تقليص العجز في موازنة أوكرانيا بأنه شرط رئيسي لتقديم المزيد من القروض لها. وقال أزاروف: إن هذه القروض مهمة للحفاظ على قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها المالية.

وقال بعض المتظاهرين: ينبغي على كبار المسؤولين الحكوميين القبول بخفض رواتبهم، وعلى الشركات الكبرى دفع المزيد من الضرائب بدلا من تقليص المزايا المخصصة للمعلمين. وقال إيفهانيا كوريستيوك، معلم بالمرحلة المتوسطة: «بالطبع، يقول أزاروف إنه بحاجة إلى (أموال) صندوق النقد الدولي، لكن إذا أرسلوا الأموال إلى أوكرانيا فلن نراها نحن المعلمين. سينفق هذه الأموال كلها في مساعدة من يتحكمون في البلاد كي يصبحوا أكثر ثراء. نحن الأفراد البسطاء لن نحصل على شيء».