الدقباسي: المرحلة المقبلة يجب أن تكون مرحلة المؤسسات وليس الأشخاص

قال إن الحراك الذي تشهده دول المنطقة دليل على أن الأمة العربية قادرة على تجاوز المحن

TT

عقد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس اجتماعا مع هيئة مكتب البرلمان العربي الجديدة برئاسة علي الدقباسي رئيس البرلمان المنتخب، حيث تمت مناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة والدور المرتقب مستقبلا للبرلمان العربي لمواكبة الحراك الشعبي في المنطقة واستكمال الجهود لوضع النظام الأساسي للبرلمان العربي الدائم.

كما عقد مكتب البرلمان اجتماعا له بالجامعة العربية أمس برئاسة الكويتي الدقباسي وحضور نواب رئيس البرلمان ورؤساء اللجان الأربع التابعة للبرلمان، لمناقشة خطة عمل البرلمان للمرحلة المقبلة والإعداد للدورة البرلمانية الجديدة المقررة بدمشق في مايو (أيار) المقبل.

وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماعين، أكد الدقباسي أنه بحث مع موسى متطلبات المرحلة المقبلة ومواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة العربية، لافتا إلى أن «المرحلة المقبلة يجب أن تكون مرحلة المؤسسات وليس الأشخاص، فلا بد من احترام الآراء كافة وفق ثقافة جديدة تمكن من صناعة المستقبل وتحمي الأمن القومي وتوفر الرعاية للمواطنين».

وأشار الدقباسي إلى أنه سيتم العمل خلال الفترة المقبلة على إعداد نظام البرلمان العربي الدائم من خلال توحيد التشريعات العربية مع احترام خصوصية كافة الدول، بالإضافة إلى العمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمارات المشتركة وتأمين التشريعات التي ترتكز على احترام حقوق الإنسان وحق المشاركة في السلطة.

وعبر الدقباسي عن أمله في أن تحقق هذه الأمور ما تصبو إليه الشعوب العربية، خاصة «أننا أمام جيل جديد يرغب في تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص». وقال إنه «من هذا المنطلق، سأمارس صلاحياتي كرئيس جديد للبرلمان، ونأمل في استكمال النظام الأساسي ولوائحه وصولا للبرلمان الدائم الذي نطمح إليه».

وأكد أهمية اضطلاع البرلمان خلال الفترة المقبلة بالقضايا العربية بشكل حثيث، معربا عن أمله في أن تشهد دول المنطقة المزيد من الإصلاح والديمقراطية بما يسهم في تلبية تطلعات الشعوب في مختلف البلدان العربية.

وشدد الدقباسي على أنه سيسعى خلال الفترة المقبلة جاهدا من أجل تفعيل الأنشطة والمهام كافة التي يقوم بها البرلمان العربي، ليكون معبرا بشكل أساسي عن شعوب المنطقة ويحمي كرامتهم. كما وصف الحراك الحالي الذي تشهده دول المنطقة بأنه «أكبر دليل على أن الأمة العربية قادرة على تجاوز المحن والمصاعب والدفاع عن مصالحها وأمنها القومي وتعزيز حقوق الإنسان».

وعلى صعيد القضايا العربية، خاصة في فلسطين، ورأيه حول مبادرة الرئيس أبو مازن من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، قال الدقباسي إن «دور البرلمان العربي ظلم في هذا الاتجاه، فقد كانت له العديد من المبادرات من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية ورأب الصدع خلال العديد من اللقاءات في دمشق»، مضيفا أنه «ليس هناك من أحد يزايد على حب فلسطين، ولا بد من العمل على تحقيق وحدة الصف الفلسطيني وتنقية الأجواء»، متسائلا: «كيف نواجه تحديات الخارج ونحن ممزقون من الداخل؟». وقال الدقباسي: «إننا لن نقبل بالممارسات الصهيونية وسنعمل على كشفها أمام المحافل الدولية، وعلى الأشقاء الفلسطينيين مساعدتنا في تحقيق هذا الهدف من خلال توحيد الصف».

وفي ما يتعلق بالوضع في ليبيا، قال الدقباسي إن «البرلمان العربي أمام مرحلة جديدة فرضتها أجندة تطلعات الشهداء، الذين سقطوا في العديد من بلدان المنطقة، معبرين عن حقهم في الحرية والديمقراطية والكرامة. ومن هنا سيشارك البرلمان العربي في الأحداث كافة التي تشهدها المنطقة، ولن نقبل بقمع الإنسان العربي والمساس بحرياته في ليبيا واليمن وغيرها من بلدان المنطقة».

وفي ما يتعلق بالعلاقات الكويتية - العراقية والقضايا العالقة بين البلدين، أعرب الدقباسي عن أمله في أن تشهد هذه العلاقات تطورا ملموسا في ظل حرص البلدين على تحقيق المصالح المشتركة وفق الحوار الفاعل، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى حقوق بلاده في استعادة الديون وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة والكفيلة بإعادة الحقوق لأصحابها. وفي ما يتعلق بالوضع في البحرين، حذر الدقباسي من المؤامرات الخارجية التي تستهدفها، منوها بدعوة ولي العهد البحريني إلى تفعيل الحوار مع المعارضة. وأضاف: «إننا مع استقرار البحرين، ومن حق كل دولة أن تستعين بقوات خارجية لحماية أمنها.. ومن حق دول التعاون الخليجي أن تدافع عن مصالحها كما تشاء»، لافتا في هذا الصدد إلى الدور الذي تقوم به قوات «درع الجزيرة» لتحقيق الأمن في البحرين. وحول بقاء أعضاء برلمانات دول، مثل مصر وتونس على الرغم من حل البرلمانات فيهما، قال إن البرلمان العربي يجعل النواب يستمرون في عملهم حتى لو انحل برلمانهم إلى أن يتم تغييرهم بأعضاء جدد، سواء كان حله دستوريا أو غير دستوري. وحول التدخلات الإيرانية في دول الخليج العربي خاصة في البحرين، قال: «نحن نتطلع إلى علاقات جيدة مع كل أشقائنا العرب والمسلمين، وتجنيب منطقة الخليج حروبا جديدة. حيث مرت بثلاث حروب؛ العراقية - الإيرانية، وتحرير الكويت، وتحرير العراق. ونريد أن ننفق هذه الأموال التي تنفق على الحروب في التنمية التي تزيد الاستقرار». وطالب الدقباسي رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بأن يكون مسؤولا عن التصريحات التي يدلي بها، وقال: «هي لن ترعبنا، ونحن نعرف تاريخنا جيدا، وقادرون علي الدفاع عن مصالحنا». وحذر من المفاعلات النووية التي تبنيها إيران، وقال إنها «لا بد أن تخضع للمراقبة الدولية، لأننا دول مجاورة ونتأثر بها إذا حدث بإيران كما شاهدنا باليابان. ويجب كذلك أن تخضع المفاعلات النووية في إسرائيل للمراقبة الدولية».