خادم الحرمين للسعوديين: لا تطلقوا علي لقب «ملك القلوب» أو «ملك الإنسانية»

المفتي مخاطبا الملك عبد الله: قراراتكم الأخيرة رسالة بأن البلد متعاون يرفض الفتن

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله العلماء والوزراء وكبار المسؤولين وأعيان مناطق الرياض وحائل وعسير والباحة ووفدا من منسوبي وزارة التربية والتعليم ورئيس وأعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الرياض أمس (واس)
TT

طلب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من كافة أبناء شعبه عدم إطلاق لقب «ملك القلوب» أو «ملك الإنسانية» عليه، داعيا الجميع إعفاءه من هذا النعت، وقال: «الملك هو الله، ونحن عبيد لله عز وجل».

وكان خادم الحرمين الشريفين يتحدث خلال استقباله في الديوان الملكي بقصر اليمامة أمس الأمراء، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، والعلماء والمشايخ، وعبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والوزراء وكبار المسؤولين، وأعيان مناطق الرياض وحائل وعسير والباحة، ووفدا من منسوبي وزارة التربية والتعليم، ورئيس وأعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وجمعا من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه، وقد أعرب عن أسفه لعدم تمكنه من الوقوف للسلام عليهم، وقال: «إن شاء الله بعد أيام أو أشهر إن شاء الله»، وفيما يلي نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم، إخواني وأبنائي، أشكركم، وأتمنى لكم التوفيق، وأشكر كل واحد منكم رأيته وسلمت عليه، ولكن مع الأسف أنني لم أتمكن أن أقف، وإن شاء الله بعد أيام أو أشهر إن شاء الله.

إخواني.. هناك كلمتان ما دام المشايخ حاضرين، وهي للشعب أجمع، إخواني.. يقال: ملك القلوب، أو ملك الإنسانية، أرجوكم أن تشيلوا هذا اللقب عني، الملك هو الله، ونحن عبيد لله عز وجل، أما هذه أرجوكم تعفوني منها، وشكرا لكم يا إخوان».

من جانبه وصف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية القرارات الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الأسبوع الماضي بأنها «قرارات خير ونعمة»، مؤكدا في كلمة ألقاها أمام الملك عبد الله أن القرارات «فيها رسالة للمسلم وللعالم أجمع أن هذا البلد بلد الإسلام، نشأ على الإسلام، وعاش على الإسلام، ولن يتحول عنه إن شاء الله، وحكام متعاقبون يحكمون بشرع الله ثابتون عليه». وفيما يلي نص الكلمة: «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. خادم الحرمين الشريفين سلمه الله وأعانه على كل خير، نحمد الله على هذا التآلف، وهذه المحبة، واجتماع الكلمة، وتآلف القلوب على الخير والتقوى. نحمد الله أن وفقكم لما صدر من أوامر نافعة كان لها أثر فعال على الفرد والجماعة.

كلمتكم المباركة التي دلت على مكانة الشعب في قلبك ومحبتك لهم وهم أيضا يبادلونك هذا الحب العظيم، وهذه القرارات التي صدرت ـ ولله الحمد ـ إنما هي قرارات خير ونعمة، فيها رسالة للمسلم وللعالم أجمع أن هذا البلد بلد الإسلام، نشأ على الإسلام، وعاش على الإسلام، ولن يتحول عنه إن شاء الله، وحكام متعاقبون يحكمون بشرع الله ثابتون عليه.

ثم هي رسالة أيضا أن هذا البلد إصلاحه نابع من دينه ووطنه ليس بخارج عنه، ولكن إصلاحه وما يعمل من إصلاح نابع من دينه، ثم من هذا الوطن، من غير أن يملى عليه شيء من ذلك، ثم هذه القرارات أعدتم فيها للعلم وأهله هيبتهم، وأعدتم فيها لدعاة الفضيلة وحماة الفضيلة عن الرذيلة مكانتهم، وللدعوة إلى الله مسارها، وللمساجد حرمتها، ولحلق تحفيظ القرآن آليتها واستمرارها بهذا الدعم السخي العظيم الواقع منكم، ثم من تأمين المساكن وإعانة البناء ثم ملاحظة السلع التجارية والحرص بأن لا يكون هناك مغالاة وتلاعب بالأسعار، ثم الشؤون الصحية وحرصكم عليها، ثم هذه أيضا رسالة على أن هذا البلد متلاحم، متعاون يرفض الفتن والمصائب ويقف مع الحق، ويؤيد قادته على الخير والتقوى كما هم عليه من قبل. نسأل الله أن يبارك في عمرك وأن يوفق ولي عهدك ونائبك الثاني لكل خير».

من جهته، أكد الدكتور صالح آل الشيخ رئيس المحكمة الجزئية أن الأوامر الملكية الأخيرة «قرارات ملكية تاريخية عمت بخيرها جميع أفراد الشعب السعودي وفئاته المتنوعة من العلماء والقضاة والدعاة ورجال الأمن وموظفي الدولة وطلبة العلم والجامعات ومحدودي الدخل والجمعيات الخيرية والمؤسسات والأندية الثقافية والأدبية والرياضية، وتأكيدكم على ضرورة ملاحقة الفساد والمفسدين بكل حزم».

وقال آل الشيخ في كلمة نيابة عن المشايخ: «إن هذه القرارات الاستثنائية جاءت في هذه الحالة الاستثنائية التي تمر بها المنطقة العربية لتؤكد للعالم عموما وللمرجفين منه خصوصا أن اللحمة السعودية بين القادة والشعب حالة فريدة أصيلة من الحب والوفاء المتبادل بين الملك والشعب الطيب الوفي». وأضاف: «فهنيئا للأمة بكم يا خادم الحرمين لحرصكم على صيانة العلماء وتبجيلهم لما لهم من الفضل والنبل ولدورهم البالغ الأهمية في حراسة الدين وحماية الفضيلة، فلقد جاءت قراراتكم مؤكدة على منع الإساءة إليهم وعدم تجريحهم في المجالس ووسائل الإعلام وتلكم أعظم إمارة على حبكم لحملة الإسلام وحماته وحملة ميراث النبوة».

وقال: «نشكركم خادم الحرمين الشريفين على اهتمامكم بأن يعم الرخاء جميع أبناء الوطن وأن يشمل البناء والتعمير والتطوير جميع شؤون البلاد في توجه إسلامي أصيل تؤكدون فيه على الثوابت العقدية وترسخون فيه القيم الإيمانية العلية وتحرصون فيه على المتغيرات العصرية في انسجام وتوازن تؤكدون فيه على الأصل وتسيرون فيه متطلبات العصر وسوف يتوقف التاريخ عند هذه اللحظة المباركة التي أسعدت القاصي والداني ولسوف يسطرها الدهر بحروف من نور لتكون درسا ونبراسا في السياسة الحكيمة والرياسة الرحيمة». وهنأ الشعب السعودي على ما بينه وما بين خادم الحرمين «من حب وتلاحم وتراحم وتعاطف عز نظيره في دول العالم فأثلج صدور المحبين وأرغم أنوف المغرضين وحطم فلول المحرضين الذين راهنوا على هذا الشعب الأمين فردهم الله على أعقابهم خائبين»، وقد ألقى الشاعر سعود بن سالم العتيبي قصيدة ترحيبية بهذه المناسبة.

كذلك ألقى الدكتور فهد بن عبد الرحمن العبيكان كلمة أهالي منطقة الرياض، وقال: «إن كان للأيام أن يفخر بعضها على بعض لما فيها من المعاني السامية أو النعم الجزيلة فإن يوم عودتكم يا خادم الحرمين الشريفين إلى وطنكم الغالي وشعبكم الوفي هو واحد من هذه الأيام التي أجزل الله لكم ولنا فيها نعمه فرجع الراعي إلى رعيته موفور الصحة والعافية بحمد الله وفضله ليجد الأكف التي ارتفعت إلى الله سبحانه بالدعاء له في سفره ترتفع ملوحة بتحيته في قدومه والقلوب التي اشتاقت إليه في غيبته تخفق فرحة شاكرة في أوبته فالحمد لله الذي أتم علينا نعمته ونسأله جل جلاله أن يديمها علينا بدوام ظلكم الوارف ويبارك لنا فيها ببركة عهدكم الميمون».

وأضاف: «إن التلاحم بين قيادة هذا البلد المبارك الذي أكرمه الله بخدمة الحرمين الشريفين وبين شعبه الوفي هو نعمة من أجل النعم علينا نحن شعب المملكة العربية السعودية قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)، فنسأل الله أن يلهمنا شكر نعمه ويعيذنا من جحودها وكفرانها».

وقال العبيكان: «لقد عدتم مع الربيع إلى وطنكم الذي أغلاكم وأغليتموه وشعبكم الذي أحبكم وأحببتموه فأصدرتم أوامركم الكريمة التي تعزز مكانة العلماء الأجلاء وتحمل الخير والرفاه إلى أبنائكم المواطنين سعة من الله في الرزق وإصلاحا للأحوال وتحسينا للأوضاع واستكمالا لخطوات التنمية والتطوير فجزاكم الله خير ما يجزي ملكا عن شعبه وراعيا عن رعيته».

كذلك ألقى عبد الكريم بن رجاح بن مطلق الحربي كلمة أهالي منطقة حائل، وقال مخاطبا خادم الحرمين الشريفين: «إننا أبناؤك وإخوانك أبناء عروس الشمال حائل جئناك سيدي نهنئكم بالسلامة بأن من الله علينا بعودتكم لنا ولشعبكم الوفي بالصحة والعافية وإننا نحمل قلوبنا وأرواحنا بيدينا نهديها لقامتكم الشاهقة ونبلكم الكريم الذي لم يبخل على الوطن والمواطن بأي جهد ولا أي مال ولا رأي سديد يحمي الوطن ويضمن بعد توفيق الله الأمن والخير لهذا الجيل وللأجيال القادمة».

وأضاف: «لقد أكدت أوامركم الكريمة السابقة والحالية أن شعبك يعيش في قلب مليكه كما أثبتت الأحداث والمناسبات أننا في وطن الوفاء واللحمة الواحدة ولم ولن يكون هذا الشعب الوفي لعبة في أيدي أعداء الوطن مطلقا». وأضاف القول: «نجدد الولاء والطاعة وندعو لك ولعضديك ولي العهد والنائب الثاني بالتوفيق والصحة وقبول الأعمال عند الخالق جل وعلا».

ونيابة عن أهالي منطقة عسير ألقى محمد بن عبد الله الحميد كلمة جاء فيها «الثناء والحمد لله المعبود، أقر عيون الشعب بسلامة قائده المفدى والصلاة والسلام على صفوة خلقه محمد بن عبد الله حث على طاعة ولي الأمر وعدم الخروج على الجماعة وأنذر من شذ عنها بالنار وبئس القرار».

وأضاف الحميد «أتشرف بالمثول بين يديك نيابة عن أبنائك هناك وبناتك، يجددون لك البيعة، يبادلونك المحبة والوفاء والولاء، يشكرونك على العطاءات الخيرة التي شملت الكبير والصغير والحاضر والباد، يعاهدونك على الإخلاص للمبدأ والثبات على العهد والوقوف صفا واحدا وراء قيادتك الحكيمة، سلما لمن سالمك، حربا على من عاداك، لا تؤثر فيهم تقلبات الزمن ولا عاديات الأحداث ولا شقشقات العصافير أو نعيق الغربان».

وقال: «إن منطقة عسير كما عرفتموها منذ الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون حتى اللحظة وإلى الأبد بإذن الله تعالى ستظل مع شقيقاتها مناطق المملكة لحمة واحدة معكم وبكم والأسرة المالكة تحت راية التوحيد بالوحدة التي تجمعنا شجرة عملاقة طيبة أصلها ثابت راسخ بالأرض وفرعها سامق شامخ بالسماء دستورها القرآن والسنة بنيانها الدم واللغة والأصالة والمصير الواحد فليخسأ المزايدون ولتخرس ألسنة السوء، وليمت الأعداء بغيظهم. إن هذا الكيان الكبير بقيادتكم الرشيدة سيظل بعون الله قلعة حصينة خيرا وبركة لأهله عونا للعرب والمسلمين نصيرا للحق والعدالة». وألقى فيصل بن عبد العزيز الغامدي كلمة أهالي منطقة الباحة قال فيها: «نتشرف نحن أهالي منطقة الباحة بالمثول أمام يدي مقامكم الكريم نيابة عنهم لنعرب عن تهانينا وفرحتنا بعودتكم إلى أرض الوطن سالما معافى بحمد الله وفضله على أثر العارض الصحي الذي ألم بمقامكم الكريم، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يديم عليكم فضله وأن يمتعكم بالصحة والعافية وأن يسبغ عليكم نعمه ويمدكم بطول العمر».

وقال: «إن الله سبحانه وتعالى قد أنعم على بلادنا الغالية بنعمة الأمن وفضلها على سائر الأوطان بأعظم وأقدس المشاعر وجعلها قبلة المسلمين وجعلكم يا خادم الحرمين خير أمين على مصالح هذه الأمة مما جعل الحقد والحسد يعمي قلوب أصحاب الفئة الضالة والحاسدين لهذه النعمة التي من الله بها علينا، ولكن الله سبحانه وتعالى كان لهم بالمرصاد وكانت فرحة الشعب الكريم في شتى بلادنا وهو يعبر عن تلاحمه وتعاضده مع القيادة الرشيدة أبلغ رد على حقد الحاقدين».

وشدد قائلا: «إن هذه الرسالة الشعبية التي كان عنوانها الوفاء والتلاحم والعطاء لهذا الوطن وقيادته ما هي إلا عنوان يسطره التاريخ ليثبت للعالم أجمع بأننا ومع كل الأحداث التي تعصف بعالمنا العربي ندين لمليكنا وقيادتنا بالحب والتقدير والسمع والطاعة ونبرهن لهم بنجاح الوحدة الوطنية التي بذرها المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - وتبناها من بعده أبناؤه الكرام لنقدم لهم نموذجا في الترابط والتماسك في مجتمعنا الذي يدين بولائه لولاة أموره»، وأضاف: «وإننا هنا نقف بين يدي مقامكم الكريم لنجدد لكم العهد والولاء والسمع والطاعة في المكره والمنشط ولنثبت لكم بأننا جنودكم الأوفياء ليبقى هذا الوطن شامخا بإذن الله تعالى معتزا بقيادته الرشيدة التي لم تدخر جهدا في سبيل راحة المواطن وتوفير سبل العيش الكريم له، وما أدل على ذلك من الأوامر الملكية التي صدرت يوم الجمعة وشملت كافة أطياف الشعب السعودي ليهنأ الوطن والمواطن في عزة ورخاء». كذلك ألقى الشاعر درعان بن سعيد القحطاني قصيدة بهذه المناسبة.

عقب ذلك ألقى صالح بن أحمد النعيم كلمة المعلمين قال فيها: «استمعنا إلى خطابكم الضافي وكلماتكم الأبوية الحانية والتي اختتمتموها حفظكم الله بـ(لا تنسوني من دعائكم) عبارة مؤثرة جدا المعلمون والمعلمات قاطبة والذين يزيد عددهم على نصف مليون معلم ومعلمة يلهجون لكم بالدعاء أن يحفظكم الله ويمن عليكم بالصحة والعافية ويعربون لكم عن أسمى آيات الحب والولاء والطاعة ويعبرون لمقامكم الكريم عن سعادتهم واغتباطهم بما تفضلتم به عليهم وفقكم الله من أوامر ملكية ستسهم بإذن الله في رفاهيتهم وتحسين معيشتهم بما ينعكس إيجابا على أدائهم التربوي في مدارسهم.

إننا نجدد لكم الولاء، وإننا يد واحدة ضد أي مفسد يريد المساس بقادة الوطن وأمنه ومقدراته ولا مساومة على حب الوطن وأمنه وأمانه، مؤكدين أن نعمة الأمن في الأوطان من أعظم الحقوق التي حرصتم حفظكم الله على تحقيقها وبكفاءة عالية للمواطنين والمقيمين على أراضيها، ولن نسمح لكائن من كان بتعكير صفو تلك النعمة لأننا في قلبك وأنت والوطن في قلوبنا.. حفظك الله وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة وأدام عز بلادنا».

بعدها نقل مدير عام التربية والتعليم في منطقة عسير جلوي بن محمد كركمان تهنئة خمسة ملايين طالب وطالبة ونصف مليون معلم ومعلمة ومنسوبي التعليم بمناسبة وصول خادم الحرمين الشريفين أيده الله سالما إلى أرض الوطن وعبر عن فرحتهم بالأوامر الملكية الكريمة التي صدرت الجمعة الماضية وأكد أن رفض الوطن بكل أطيافه وفئاته لأطماع المغرضين الحاقدين للنيل من أمنه واستقراره وسام على جبين كل مواطن ومواطنة وكشف للأصالة التي يتمتع بها أبناء هذا الوطن وتأكيد لعمق القيم الأخلاقية والوطنية التي يتمثلونها وهو ما يلقي على كواهلنا وضمائرنا مسؤوليات كبيرة تجاه قادة هذا الوطن وأبنائه. وقال في كلمة ألقاها نيابة عن منسوبي وزارة التربية والتعليم: «لقد علمتمونا أن الإنسان هو الثروة الحقيقية وأن التنمية والازدهار تكمن في جودة إعداده وتأهيله وأن التربية والتعليم هما ذخر الوطن وعدته في السراء والضراء».

ونوه بما شهدته المملكة العربية السعودية من مراحل تطور توالت في عقود متعاقبة لتشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الزاهر تحولا نحو مجتمع المعرفة برؤيته السديدة وتوجيهاته المباركة التي كانت نبراسا نستلهم منها برامج ومشروعات التطوير في مظلة مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم «تطوير».

وقال: «إن رحلة التعليم انتقلت من التأسيس إلى التشييد الحديث والانتشار في منظومة تعليمية شملت المدن والأرياف والحواضر وما حققته المرحلة الحالية من تحول تاريخي يرتكز على الجودة والنوعية من منطلق أن الإنسان ليس مجرد وعاء للمعرفة أو وسيط ناقل أو مستهلك للتقنية، بل هو صانع ومطور لها ومنتج ومستثمر فيها من خلال الموهبة والإبداع والابتكار بما يملكه من مهارات علمية وعقلية عليا وما يتمثله من قيم دينية وأخلاقية وحضارية راقية».

وأشار إلى أن الوزارة قد حظيت في هذا العهد الزاهر بمشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام «تطوير» الذي أصبح وعاء ضخما لمشروع التطوير الذي يستهدف المنظومة التعليمية بكاملها، كما حظيت بشركة «تطوير» القابضة المملوكة للدولة التي أتاحت فرصا إنتاجية إضافية نتطلع إلى أن تقدم قيمة مضافة قابلة للاستدامة.

واستعرض الإنجازات التي تحققت بدعم من خادم الحرمين الشريفين في ثلاثة مجالات تمثل باكورة التطوير الشامل للتعليم العام في المرحلة الحالية حيث اكتمل توحيد الوكالات وإدارات التربية والتعليم المتماثلة في الوزارة وتطبيق اللامركزية من خلال منح الصلاحيات لمديري التربية والتعليم ومديري المدارس، إضافة إلى الميزانيات التشغيلية للمدارس والعمل على استكمال البنية التحتية للمدارس من خلال اعتماد أربعة آلاف مبنى مدرسي بقيمة 21 مليار ريال وتأهيل المباني القائمة وتنفيذ برنامج متكامل لتقنية المعلومات يشمل مشروع فارس لأنظمة الموارد المالية والإدارية ومشروع نظام الإدارة التربوية ومشروع نظام المعلومات الجغرافية للمدارس.

وفي مجال الخدمات التعليمية بين أن العمل يسير لإعداد برنامج متكامل لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص والشروع في إنشاء ألف ناد مدرسي للترفيه والتثقيف للطلاب والطالبات وأعضاء الحي، والشروع كذلك في إنشاء مراكز علمية متقدمة في كل محافظة ومنطقة تعليمية. ثم ألقى الطالب محمد بن عبد الرحمن الجبرين قصيدة بهذه المناسبة.

كما ألقى عبد الرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بالرياض كلمة منسوبي الغرفة عبر فيها باسم الجميع عن عظيم مشاعرهم وفرحتهم، وقال: «نهنئكم ونهنئ أنفسنا بسلامتكم وعافيتكم ونرجو من الله سبحانه أن يحفظكم ويديم عليكم الصحة والعافية». وأكد الجريسي أن رجال الأعمال يرون أن هذه المملكة وما توفر فيها من أمن وأمان أصبحت مضرب المثل لدى دول العالم أجمع. وأضاف: «مهمتنا نحن رجال الأعمال أن نكون سفراء لبلادنا عندما نذهب في وفود إلى الدول الصديقة والشريكة، نعطي أحسن صورة عن بلادنا، وعندما يأتون إلى بلادنا في وفود أيضا نستقبلهم ونعطي أحسن صورة عن المملكة العربية السعودية، ولذلك فإن المملكة العربية السعودية أصبحت الشريك المهم لكل دولة من دول العالم».

وتطرق إلى الاحتفاء الذي يجده رجال الأعمال السعوديون في كافة الدول نتيجة لأهمية ومكانة قيادة المملكة عند الجميع وما تمثله المملكة من شراكة استراتيجية مهمة لهم. وأشار إلى ما تشهده السعودية من طفرة اقتصادية بسبب السياسة الحكيمة التي انتهجها خادم الحرمين الشريفين، وقال: «عندما تفضلتم يا خادم الحرمين الشريفين وألقيتم كلمتكم التي أسعدت الشعب السعودي وكانت بلسما لكل مواطن سعودي فإن الطفرة الاقتصادية ستستمر بشكل أكبر بل مضاعفة في ذلك بمشيئة الله».

وعبر عن سعادة الجميع بالأوامر الملكية، والتي أشار إلى أنها كانت محل تقدير واحترام وتفاؤل «ولذلك فإن المملكة ستكون في طفرة اقتصادية غير مسبوقة وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل سياسة خادم الحرمين الشريفين الحكيمة وكذلك الشعب الوفي الذي يعمل دائما ليل نهار من أجل تحقيق الأهداف النبيلة التي رسمتها قيادتنا وأمرت بها».

وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن شكره وتقديره للجميع، متمنيا لهم دوام التوفيق.

حضر الاستقبال الأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير فهد بن مشاري بن جلوي، والأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن، والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير سعد بن عبد الله بن تركي، والأمير خالد بن مساعد بن عبد الرحمن، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم، والأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة الباحة، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء.