العلمان الليبي واليمني ينافسان نظيرهما المصري على أرصفة القاهرة

رحلة التظاهر ضد النظام تبدأ بالبحث عنه

TT

بعد أن أصبح العلم المصري تجارة رائجة مع اندلاع ثورة «25 يناير» وحتى اليوم، حيث تجده يباع على أرصفة شوارع القاهرة، أضحت أعلام الدول العربية، خاصة ليبيا واليمن وسورية، منافسا قويا له، وأصبح مشهدا مألوفا أن تشاهد أعلام هذه الدول، التي تشهد احتجاجات شعبية ضد أنظمتها، ترفرف بجوار العلم المصري، ويصبح لها جمهور من أعضاء جاليات هذه الدول في مصر أو من جانب المصريين أنفسهم، الذين يتضامنون مع أشقائهم العرب في رحلة البحث عن الحرية.

محمد، شاب مصري عشريني، يبيع الأعلام في شارع جامعة الدول العربية الشهير بضاحية المهندسين، ويبدو أن اسم الشارع انطبع على بضاعته، فلديه تشاهد مئات القطع من العلم الليبي، وبشكل خاص علم دولة الاستقلال القديم بألوانه الأحمر والأسود والأخضر وبوسطه هلال أبيض يحتضن نجمة خماسية، وبأحجام مختلفة تلبي كافة رغبات الليبيين في مصر، وتحديدا من المناوئين للرئيس معمر القذافي الذين يتخذون هذا العلم تعبيرا عن رفضهم لنظامه.

يقول محمد: «أعي جيدا أن العلم الليبي القديم يخص المعارضين للقذافي، والعلم الأخضر يخص المؤيدين له، ولكني أبيع الاثنين وليس لي شأن بهذا الانقسام بينهما، وإن كان العلم القديم يجد إقبالا أكبر ويكثر الطلب عليه، فإذا طلب العلم الأخضر فرد أو اثنان مني يوميا، فإني أبيع من العلم القديم نحو 20 قطعة، يصل ثمن العلم الصغير منه إلى 5 جنيهات، والأكبر قليلا 10 جنيهات». ويبين محمد أنه في أحيان كثيرة يقوم بتثبيت العلم فوق سيارة من يشتريه بناء على طلب صاحبها ليرفرف العلم والسيارة تطوف الشوارع.

لا يكتفي معارضو القذافي في القاهرة بمشهد الأعلام فوق السيارات، بل يمتد العلم إلى شرفات منازلهم أو أبوابها، أو ليشاركهم في مناسبات مختلفة، حيث يصحبهم في مظاهراتهم المنددة بالقذافي، سواء أمام مقر السفارة الليبية أو مقر جامعة الدول العربية أو في ميدان التحرير حيث يُرفع إلى جانب العلم المصري، سواء أمسكه ليبيون أو مصريون متعاطفون مع أحوال جيرانهم. وذات العلم تراه أيضا على «أكتاف» الدبلوماسيين أو المتضامنين المترددين على المقرات الليبية الموالية للثوار، مثل مندوبية ليبيا لدى الجامعة العربية بالقاهرة أو مقر القنصلية الليبية العامة بالإسكندرية.

لجأ محمد، بائع الأعلام، قبل أيام قليلة لإحضار كميات من العلم اليمني، بعد أن تزايد السؤال عنه من جانب اليمنيين المقيمين بالقاهرة، مع تصاعد حدة الاحتجاجات الشعبية في بلدهم ضد الرئيس علي عبد الله صالح، وما تبعها من مظاهرات أمام السفارة اليمنية بالقاهرة ومقر جامعة الدول العربية.

ولا يخفي محمد نيته في إحضار العلم السوري أيضا، مع ما تشهده سورية هذه الأيام من مظاهرات ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، التي استجاب لها أفراد من الجالية السورية بالقاهرة حيث تظاهروا أمام السفارة السورية بالقاهرة، وبالتالي بدأوا رحلة البحث عن العلم السوري على أرصفة القاهرة.