محمد جواد خليفة ينفي قوله لفيلتمان إن بري «خدع» نصر الله خلال «حرب تموز»

علوش لـ«الشرق الأوسط»: لا يمكن لحزب الله رفع قضية استنادا إلى «ويكيليكس» لأن المعنيين يتمتعون بحصانات دبلوماسية ومحلية

TT

نشرت أمس محاضر من وثائق دبلوماسية أميركية حول لبنان، عن لقاءات جمعت بالسفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال محمد جواد خليفة، المحسوب على بري، ينتقدان فيها حزب الله وزعيمه حسن نصر الله. وامتنعت أوساط نيابية محسوبة على بري عن التعليق على مضمون هذه الوثائق وتوقيتها.

وأكد بري، وفق مضمون الوثائق التي تناولته والتي تنشرها جريدة «الأخبار» اللبنانية، محورية حل قضية مزارع شبعا. واعتبر أنه «إذا لم تتحرر، فسأعارض شخصيا نزع سلاح حزب الله، ولكن إذا تحررت مزارع شبعا فمن سيكون بحاجة إلى حزب الله». ونقلت الوثيقة المؤرخة بتاريخ 19 أغسطس (آب) 2006، عن خليفة قوله لفيلتمان، إن بري «خدع حزب الله وإنه على خلاف مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي يظن نفسه أكبر من صلاح الدين وأكبر منا كلنا».

إلا أن خليفة نفى أمس ما جاء في وثيقة «ويكيليكس»، مؤكدا أنه «لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد» إلى تشبيه نصر الله بأنه «تصرف في خطابه إثر حرب يوليو (تموز) 2006 كصلاح الدين». وشدد على أن «ما نشر في هذا السياق يجعله يعيد النظر في مصداقية ما نشر في الفترة الماضية نقلا عن (ويكيليكس)».

وبحسب الوثيقة، فإن خليفة أبلغ السفير الأميركي بأن بري كان غاضبا من «خطاب النصر» الذي ألقاه نصر الله في 14 أغسطس ورغبة منه في كبح جماح حزب الله، خدع بري وزيري حزب الله من خلال موافقته على قرار مجلس الوزراء الذي اتخذ في 16 أغسطس لنشر الجيش اللبناني في الجنوب، رغم أن جزءا من القرار تخطى الخطوط الحمراء لنصر الله. ونسب خليفة لنفسه انتصارا صغيرا، قائلا، إن جولته في الجنوب «أعادت سيطرة الحكومة اللبنانية على المستشفيات والمستوصفات التي حاول حزب الله أن يحتلها»، مقدما صورة مروعة عن الجرحى من مقاتلي حزب الله الذين خرجوا من مخابئهم تحت الأرض بعد الانسحاب الإسرائيلي.

وتعليقا على ذلك، نشر خليفة أمس محضرا خاصا دونه أحد مساعديه عن الاجتماع المذكور مع فيلتمان، بما يدحض صحة ما ورد في وثيقة «ويكيليكس». وأكد أنه كان دقيقا في تسجيل المحاضر التي ما زالت موجودة لديه ويفتخر بها. واعتبر أن «الكلام الذي صدر عنه يدل على التزامه بوطنه وشعبه والمقاومة»، مشددا على أنه «من غير الوارد ابتزازه على أبواب تشكيل الحكومة». وكان مستشار بري علي حمدان نفى منذ أيام ما نشر عنه نقلا عن «ويكيليكس»، لناحية لقائه السفير الأميركي جيفري فيلتمان في فندق الفينيسيا بناء على طلبه وقوله، إن «الناس تدعم حزب الله ما دامت الحرب قائمة، لكن عندما ينقشع الغبار سيرى الشعب النتيجة التدميرية للتفرد المغامر لحزب الله».

وفيما يتعلق بالتداول في أن حزب الله بصدد الإعداد لفتح ملف قضائي للمتضررين من عدوان «حرب تموز» واتهام أطراف لبنانية بناء على وثائق منقولة عن موقع «ويكيليكس»، أعرب عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، عن اعتقاده بأن «الوثائق المترجمة عن (ويكيليكس) قد تحتوي على الكثير من اللغط»، مشيرا إلى أنه «بمعزل عن ذلك فإنه، من الناحية القانونية، لا يمكن عرض أي قضية على القضاء اللبناني استنادا إلى (ويكيليكس) لأنه ينبغي أن يستدعي التحقيق كل من شارك فيها وتحدث عنها، ومعظمهم يخضعون لحصانات دبلوماسية ومحلية، وبالتالي فإن حزب الله يقوم بعملية تهويل إعلامي لا أكثر».

وحول نفي أوساط الرئيس بري ما ورد عنها في «ويكيليكس» واعتبار الوزير خليفة أن ما نشر عنه يجعله يعيد النظر بمصداقية ما نشر عن الموقع عينه، أوضح علوش أن حزب الله يتعامل مع وثائق «ويكيليكس» على أساس أنها صحيحة ولا تخطئ، لافتا في الوقت عينه إلى أن «هذه الوثائق قد يكون مشكوكا بصحتها ودقتها».

وفي إطار مواقف حزب الله من وثائق «ويكيليكس»، أشار النائب نوار الساحلي إلى أن «المقاومة وسلاحها باقيان ولن يتأثرا بالحملة التي يطلقها أبطال (ويكيليكس) من جماعة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس (كوندي وفيلتمان) الذين كانوا يزايدون على الأميركي في التحريض والتآمر على المقاومة منذ عدوان يوليو 2006 دعما للعدو الصهيوني». ودعا الساحلي «المراهنين الخائبين إلى الكف عن رهاناتهم لأن هذه الحملة المسعورة على المقاومة، لن تؤدي إلى شيء ولن تغير من واقع الحال بشيء».