أبو مازن وفياض يدينان العملية «المشينة» وحماس تصمت.. والجهاد ترحب بتحفظ

مصدر كبير في المقاومة لـ «الشرق الأوسط»: العملية قد تكون فدائية أو للمافيا أو مفبركة إسرائيليا

TT

أدانت السلطة الفلسطينية بشدة التفجير الذي استهدف حافلة ركاب إسرائيلية في القدس، أمس، وقتلت فيه امرأة وأصيب نحو 30 آخرين، وجاءت الإدانة الأولى للعملية «التي أوقعت ضحايا مدنيين»، على لسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي يقوم حاليا بزيارة روسيا. وتلاه رئيس الوراء الفلسطيني سلام فياض الذي هاجم هذا النوع من العمليات الإرهابية، في وقت التزمت فيه الفصائل الفلسطينية على غير عادتها الصمت تجاه العملية التي شكك مصدر كبير في المقاومة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يكون الفلسطينيون يقفون وراءها.

وقال فياض في بيان صحافي: «نتابع هذا الأمر عن كثب، ورغم عدم توفر معلومات كافية حتى الآن حول هذه العملية التي أدت إلى إصابة 30 شخصا، فإنني أدين بأشد العبارات هذه العملية الإرهابية بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها».

وحول ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن ادعاء أحد الفصائل الفلسطينية مسؤولية هذه العملية، قال فياض إنه «لمن المشين، وبعد كل ما ألحقته مثل هذه العمليات من ويلات بشعبنا وضرر فادح بنضاله وعدالة قضيته، أن تكون هناك أي جهة فلسطينية لا تزال تصر على استحضار مثل هذه الأعمال والمشاهد المشينة وتحت شعارات ومسميات جوفاء لم تعد تنطلي على شعبنا، وتتعارض تماما مع سعيه المشروع لنيل حريته بالوسائل السلمية وبإصراره على الصمود والبقاء على أرضه». وعبر فياض عن أمله بالشفاء العاجل للجرحى.

وجاءت العملية في وقت كانت فيه حركة حماس تجري اتصالات مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ودمشق، من أجل حملها على الالتزام بالتهدئة، وفق ما أكدت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، مستبعدة أن تكون حماس هي التي تقف وراء الهجوم.

ولم يصدر تصريح على الفور من حماس، والتزمت الصمت، على غير عادتها، إذ كانت تسارع في مرات سابقة إلى مباركة مثل هذه العمليات، إذا لم تكن تتبناها.

أما حركة الجهاد الإسلامي التي كان يعتقد على نطاق واسع أنها تقف وراء هذه العملية، بعد أن هددت بالرد على اغتيال 4 من عناصرها في غزة أول من أمس، فقد رحبت بالعملية، لكنه ترحيب حذر، مقرونا بالتأكيد على أنه مرتبط بنوع العملية ومن يقف وراءها.

وقال خالد البطش، القيادي في الجهاد لـ«الشرق الأوسط»: «نريد أن ننتظر، حتى نرى من يقف خلف العملية.. نريد أن نعرف إذا كانت عملية مقاومة أو لا». وأضاف «إذا كانت عملية للمقاومة، فهذا وقتها، ونحن نرحب ونبارك ونعتبرها اختراقا كبيرا لأمن وتحصينات العدو، خصوصا أننا نؤمن بحق المقاومة بالعمل في كل زمان ومكان ولا نؤمن بالعمليات الموسمية التي تخدم أجندة معينة».

وأضاف البطش «إسرائيل تصعد الآن، وترتكب جرائم في غزة وتهود في الضفة، ومن حق الفصائل الرد عليها، نحن نبارك إذا كانت العملية للمقاومة، ولم تكن جنائية أو ما شابه».

ويصب حديث فياض مع صمت حماس وتشكيك الجهاد، في سياق التخوف من أن العملية قد تكون جنائية أو مشبوهة تهدف إلى إعطاء إسرائيل مبررا لتصعيد أكبر في غزة حسب ما أشار مصدر كبير في فصائل المقاومة لـ«الشرق الأوسط».

وقال المصدر «العملية قد تكون فدائية، وقد تكون للمافيا أو جنائية أو مفبركة إسرائيليا، لشن هجوم أكبر على غزة، كل الاحتمالات مفتوحة».

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد قالت إن تقارير استخبارية أفادت بإمكانية وقوع عملية بالقدس، إلا أنها لم تستطع تحديد الموقع.

وأكد قائد الشرطة الإسرائيلية في القدس، أهارون فرانكو، أنه ليس لدى الشرطة أي اتجاه للتحقيق، وأنه سيجري التحقيق إن كانت هناك علاقة بين هذا الانفجار والانفجار الذي وقع قبل 3 أسابيع في حاوية للنفايات تسببت في إصابات عامل.

وأجرت الشرطة الإسرائيلية فورا عمليات تمشيط واسعة، وشددت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من إجراءاتها فورا على الحواجز الإسرائيلية، وخصوصا في الشوارع التي تربط بين القدس والمدن القريبة منها بيت لحم ورام الله.