أوباما يعلن أن واشنطن لن تشرك قوات برية في الهجمات على ليبيا

كلينتون: القذافي يبحث عن مخرج للأزمة

TT

بينما قالت البحرية الأميركية إن قوات الحلفاء تقوم بعمليات اعتراض ومهاجمة القوات التابعة للرئيس الليبي العقيد معمر القذافي التي اقتحمت مراكز سكنية، كرر الرئيس باراك أوباما أن الولايات المتحدة لن تنزل قوات برية على الأراضي الليبية، هذا في الوقت الذي أشارت فيه وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون إلى أن القذافي يبحث عن مخرج.

وفي غضون ذلك، قال الأدميرال جيرارد هوبر، قائد الأسطول الأميركي في المتوسط، في مؤتمر صحافي في البنتاغون عن طريق الأقمار الفضائية من البحر الأبيض المتوسط، إن قوات التحالف تستهدف قوات القذافي الآلية والمدفعية التابعة له، ومواقع صواريخ متنقلة، بالإضافة إلى إمدادات الذخيرة، وقوات حكومية أخرى.

وأكد الأدميرال هوبر أن بنغازي توجد تحت سيطرة محكمة للثوار، وأن قوات التحالف انتقلت نحو الغرب، في محاولة لحماية إجدابيا.

ويوم عودته إلى الولايات المتحدة من جولة في أميركا الجنوبية شملت البرازيل وشيلي والسلفادور، تحدث أوباما إلى شبكة «يونيفيشن» الناطقة باللغة الإسبانية، وكرر أن القوات الأميركية لن تنزل على الأراضي الليبية «على الإطلاق».

وفي إجابة عن سؤال من صحافي عن استراتيجية الخروج، لم يجب أوباما إجابة مباشرة عن أي تصور لإنهاء العمل الدولي. لكنه قال: «استراتيجية الخروج سيتم تنفيذها هذا الأسبوع، حيث إننا سوف ننسحب من جهودنا المكثفة لتغيير الصورة في المنطقة».

وأكد أوباما أن دور الولايات المتحدة «واضح ومحدد»، وأنها تدعم القرارات الإنسانية التي تدعمها الأمم المتحدة لحماية المدنيين، وأن هدف أميركا في رؤية سياسية أوسع هو مواجهة «الديكتاتور الليبي الذي ظل في الحكم لأكثر من أربعة عقود ».

وقال إن العمل العسكري بإنشاء منطقة حظر الطيران يروم «إنقاذ أرواح». وأصر على أن الضربات سببت عددا «قليلا، أو لا شيء من الضحايا المدنيين».

وفي مقابلة مع تلفزيون «أي بي سي»، قالت كلينتون إنها تعتقد أن القذافي يبحث عن وسيلة لترك ليبيا لأن استمرار القصف الغربي جعله يقلل من قوته الحقيقية.

لكنها حذرت من أن بعض تقارير التنصت التي حصلت عليها المخابرات الأميركية ربما كانت «مسرحية» و«لعبة يلعب بها» من سمته «الديكتاتور الليبي»، وهو يبحث عن خيارات أمامه.

واعترفت كلينتون بأن الأدلة لم تكن كافية لتأكيد أن القذافي ربما سيهرب من ليبيا. وقالت إن هذا هو رأيها الشخصي. وأضافت «سمعنا عن أشخاص قريبين منه يتصلون مع ناس في جميع أنحاء العالم، ويسألون: ماذا نفعل؟ كيف يمكننا الخروج من هذا؟ ماذا سيحدث بعد ذلك؟».

وأضافت أنه صار واضحا أن القذافي يتحدى التحالف ضده، لكن التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، على استعداد لتوجيه مزيد من الهجمات ضد القوات البرية التابعة له، بعد أن شلت قواته الجوية.

وقال الأدميرال الأميركي صموئيل لوكلير، قائد الهجمات على ليبيا، إن الموجة الأولى من الغارات الجوية الحليفة، التي ركزت على الدفاعات الجوية، لم تقدر على إنهاء الهجمات على المدنيين من جانب مقاتلي القذافي. وقال إن التحالف «يدرس جميع الخيارات لاستخدام القوة الجوية لحماية المدنيين في المدن التي صارت ساحات في المعركة العسكرية». وأشار الأدميرال إلى مصراتة، والزاوية، وإجدابيا. لكن، على الرغم من تصريحات كلينتون في التلفزيون الأميركي، فقد عرض هذا الأخير لقطات للقذافي، وهو يزور مواقع الضربات الجوية ويتحدى الولايات المتحدة وقوات التحالف.

وقال مراقبون في واشنطن إن هناك انقسامات حادة وسط الأميركيين حول العملية الليبية. وأن الانقسامات لا تعتمد على تقسيمات حزبية، على الرغم من أن أكثر المؤيدين من قادة الحزب الجمهوري. لكن، قال قادة حزب الشاي (الجناح اليميني في الحزب الجمهوري): إنهم لا يثقفون في أوباما ليفعل أي شيء إيجابي بالنسبة للولايات المتحدة، في ليبيا أو غيرها، وفي الداخل أو الخارج. لكن، هناك قادة في الجناح الليبرالي للحزب الديمقراطي عارضوا العملية العسكرية الليبية ووصفوها بأنها «مغامرة». واتهم المرشح المحتمل باسم الجمهوريين للرئاسة في سنة 2012، السيناتور السابق من بنسلفانيا، ريك سانتوروم، تحركات أوباما بأنها «بطيئة للغاية»، وخلقت استراتيجية مشوشة. وأضاف: «ليست لدينا أي فكرة عن أي التزام حقيقي من قواتنا العسكرية، وعن السبب الحقيقي لوجودنا هناك».

وقال الأميركيون في استطلاع أجرته مؤسسة «غالوب» إنهم، بصورة عامة، يدعمون العملية الليبية. وأن خمسين في المائة تقريبا وافقوا على عملية الأمم المتحدة. ويعارضها أربعون في المائة تقريبا. وأن الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين (57 إلى 51 في المائة) في التأييد، ولكن النسبة وسط المستقلين 38 في المائة فقط. وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن نسبة التأييد قليلة، بالمقارنة مع بداية الحرب في العراق سنة 2003، حيث كانت 80 في المائة تقريبا، وأفغانستان سنة 2001، حيث كانت النسبة 90 في المائة تقريبا. إلى ذلك، قالت كلينتون إنها سمعت تقارير عن أن اثنين من أبناء القذافي قد قتلا في الأيام الأخيرة. لكنها شددت على أن «الأدلة غير كافية» لإصدار تأكيد رسمي. ونفت التقارير التي قالت إن واحدا منهما قتل من قبل القوات الأميركية. وأضافت: «نحن نسمع أشياء كثيرة مختلفة، ولكننا نعرف أننا لسنا مسؤولين عن القتل هنا، إذا حدث».