الناطق باسم المجلس الانتقالي ببنغازي: لم نشكل حكومة.. وطرابلس تعيش حصارا رهيبا

قال إن نظام القذافي ارتكب جرائم مروعة في العاصمة.. ونستغرب دعم روسيا له

ليبي ينتحب أمام قبر صديقه الذي قتلته قوات مؤيدة للعقيد معمر القذافي في أجدابيا وذلك أتناء مراسم دفنه في مدينة بنغازي أمس (رويترز)
TT

نفى عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي المناهض للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، ما أشيع عن اتجاه المجلس لتشكيل حكومة انتقالية في ليبيا، برئاسة الدكتور محمود جبريل، كما نفى معلومات عن مساع يبذلها رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني لتنظيم مفاوضات سرية بين الثوار والقذافي.

وقال غوقة في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في بنغازي وتأجل مرتين بسبب الوضع الأمني، إن المجلس الوطني والليبيين لن يقبلوا بأقل من محاكمة القذافي على الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب الليبي. معتبرا أن نظام القذافي يحاصر سكان العاصمة الليبية طرابلس إعلاميا وأمنيا لمنعهم من التعبير بحرية عن تطلعاتهم للخلاص من القذافي.

وقال إن طرابلس تعيش تحت حصار أمني وعسكري رهيب من قوات القذافي، ويتم التشويش على المحطات الإذاعية، وأنه لا يسمح سوى ببث القنوات الرسمية الليبية.

وأضاف «خرجت أمس (أول من أمس) مظاهرات في منطقة بو سليم وسوق الجمعة وفشلوم وتاجوراء وتم قمعها واعتقال المئات من سكان طرابلس».

وأضاف: «الحصار خانق على طرابلس والمعلومات والاتصالات مقطوعة، والنظام لا يترك الناس حرية التعبير عن إرادتهم وتطلعاتهم في طرابلس، والإعلام الرسمي يمارس الكذب والخداع والتضليل». كما اتهم نظام القذافي بارتكاب مذبحة وجريمة مروعة في الكلية الحربية بطرابلس، وإعدام مئات من طلابها. وقال إن نظام القذافي أشاع بمجرد بدء الضربات الجوية أنها استهدفت المدنيين، وأتى بجثث ونبش قبورا. مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكشف عن ما وصفه بجريمة مروعة أخرى في الكلية الحربية في منطقة صلاح الدين بطرابلس.

وقال إن عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، تراجع عن تصريحه الأخير بعد ما أطلعه المجلس الوطني على حقيقة الوضع. ودعا غوقة قوات التحالف إلى توسيع منطقة الحظر الجوي، لتشمل قصف قوات القذافي التي تتقدم بصورة كبيرة في اتجاه بعض المدن الليبية وتهدد بارتكاب مذابح جديدة ضد المدنيين. وقال: «نأمل أن تتواصل مهمة التحالف، لتشمل كل المدن التي تتقدم إليها قوات القذافي ونحن نعمل على ذلك».

وتابع: «الضربات الجوية التي تمت حمت مدينة بنغازي، وجاءت في الوقت المناسب، لأن الدبابات والراجمات والمدرعات التي تم قصفها بالقرب من مدينة بنغازي كانت كفيلة بإبادة المدينة». مشيرا إلى أن توغل جزء من هذه القوات في منطقة كوبري الجامعة أدى إلى مقتل 100 وجرح 150 شخصا آخرين.

وأضاف أن نظام الطاغية يستمر في تحريك الأرتال باتجاه بنغازي، متحديا قرارات الحظر الدولي. مشيرا إلى أن نظام القذافي صعد من هجماته فـــــــي جنــــــــوب إجدابيـــــــــا وحاصر مدينتي جـــــــالو وأوجلة، بعدمـــــــا قصف مصراتة وزنتان.

وأعرب غوقة عن استغراب المجلس الوطني الانتقالي لطلب روسيا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، لبحث وقف العمليات العسكرية ضد ليبيا. منتقدا تجاهل روسيا للمذابح التي يرتكبها النظام الليبي ضد المدنيين العزل.

واعتبر أنه ليس كافيا أن تقول روسيا إن نظام القذافي لا يتمتع بالمعايير الخاصة بالديمقراطية. مشيرا إلى أن هذا ليس خافيا على الليبيين منذ عقود.

وأضاف: «لا أعتقد أن مجلس الأمن سيأبه بهذا الطلب الروسي الغريب، لأن قرار مجلس الأمن صدر بغالبية ساحقة، والدول التي صوتت على القرار هي التي تقوم بتنفيذه على أرض الواقع». مشيرا إلى أن هذا القرار في البند الرابع منه «وفر فعلا حماية لأهلنا والمدنيين في ليبيا».

وتابع غوقة: «ونحن نقدر هذه الدول التي شاركت في هذه المهمة الإنسانية، خاصة أن نظام الطاغية القذافي ما زال يصعد من هجماته، ولم ينفذ القرار الدولي الذي قضى بوقف العمليات الحربية التي يقوم بها ضد المدنيين في ليبيا».

وبشأن الجدل حول حكومة الدكتور محمود جبريل، قال غوقة إن خبر تشكيل حكومة انتقالية ليس صحيحا. وأضاف «لم نقم بتشكيل حكومة، ولم نقم بأي جهد، ولم نقم بتأسيس أي كيان آخر».

وتابع: «لسنا بوارد تشكيل حكومة من عدد كبير، ولكن كيانا يدير الشؤون اليومية. لا يوجد قرار بتشكيل حكومة. ما ظهر في وسائل الإعلام غير صحيح. لسنا بصدد تشكيل حكومة بالمعنى التقليدي حاليا». وكشف غوقة النقاب عن أنه تم رصد ميليشيات مدعومة بالدبابات والراجمات جنوب شرقي أوجلة قادمة من تشاد. مؤكدا أن نظام القذافي ما زال يخرق قرار المجلس الأمن، ويواصل قتل الشعب الليبي الذي رفض نظامه، وتطلع لنيل حريته وكرامته.

وقال إنه لم يتم الإعلان عن بقية أعضاء المجلس الوطني، خوفا على حياتهم. وقال لو أعلنا أسماءهم لقتلهم في الزنتان ومصراتة والزاوية وزوارة.

وبشأن المستجدات العسكرية، لفت غوقة إلى أنه قتل في الزنتان أول من أمس 10، وجرح 26 شخصا. لافتا إلى أن القصف العشوائي الذي تم أمس على المدخل الشرقي للمدنية أدى إلى قتل وجرح 19 شخصا، بالإضافة إلى قطع التيار الكهربائي والاتصالات بالكامل. وفي مصراتة، قال غوقة هناك قناصة انتشروا فوق بعض المباني، خاصة مستشفى مصراتة المركزي الذي هو قيد السيطرة. مشيرا إلى أن عدد القتلى 16 من بينهم خمسة أطفال وجرح 23 مدنيا والآن يعالجون في ممرات المستشفى في مصراتة، مما دفع أهل مصراتة إلى طلب توفير مستشفى عائم لتوفير العلاج للجرحى.

وأضاف إن مدينتي جالو وأوجلة تعرضتا للقصف بالدبابات وصواريخ الكاتويشا، مما أدى إلى هدم ثلاثة مبان سكنية شرق المدينة، ولم تقع إصابات بعد إخلاء السكان، بينما أدى القصف العشوائي إلى مقتل 2 من سكان أوجل وجرح 6، بالإضافة إلى قطع الكهرباء والاتصالات.