اليمن: الاشتباكات تعود مجددا بين الحرس الجمهوري والجيش

أنصار الرئيس يردون على «جمعة الزحف» بـ«جمعة التسامح»

معارضون يمنيون يتحلقون حول لوحة ضخمة علقت عليها صور القتلى من المحتجين برصاص قوات الأمن في ساحة صنعاء أمس (إ.ب.ا)
TT

تجددت الاشتباكات في محافظة حضرموت اليمنية بين الجيش والحرس الجمهوري، وذلك على خلفية انضمام قادة عسكريين إلى «ثورة الشباب»، هذا في وقت يواصل فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حشد أنصاره من رجال القبائل في المحافظات للتظاهر اليوم تأييدا له وردا على دعوة المعارضة لأنصارها بالتظاهر في ذات اليوم.

وأفادت مصادر مطلعة في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، بأن ما لا يقل عن 3 ضباط أصيبوا في اشتباكات متقطعة وقعت بالقرب من القصر الجمهوري بالمدينة بين وحدات من الجيش تتبع المنطقة العسكرية الشرقية، وأخرى من الحرس الجمهوري، وذلك على خلفية إعلان قائد المنطقة اللواء محمد علي محسن انضمامه وتأييده للثورة وانشقاقه عن الرئيس علي عبد الله صالح، وكانت المواجهات بين الطرفين أسفرت، اليومين الماضيين، عن مقتل جندي وإصابة عدد آخر من الجنود.

في هذه الأثناء، يواصل الرئيس علي عبد الله صالح حشد أنصاره من رجال القبائل للمشاركة في مظاهرات أطلق عليها «جمعة التسامح»، وأفاد شهود عيان بأن عشرات الآلاف من أبناء قبائل يمنية توافدوا، أمس، إلى العاصمة صنعاء للتظاهر تأييدا للرئيس اليمني، الذي تأتي تحركاته ردا على دعوة المعارضة و«شباب الثورة» إلى مظاهرات حاشدة في «جمعة الرحيل»، بعد أن كانت تمت الدعوة إلى «جمعة الزحف» مصحوبة بتهديد بالزحف على القصر الرئاسي، غير أنه تم التراجع عن هذه الدعوة، خاصة مع التعزيزات والإجراءات العسكرية غير المسبوقة التي نصبت في محيط «دار الرئاسة» ومنطقة «ميدان السبعين يوما» القريبة من الدار.

ويخشى مراقبون من تكرار أحداث الجمعة الماضية التي سقط فيها قرابة 57 شابا قتلى ومئات الجرحى برصاص قناصة اعتلوا المباني القريبة من «ساحة التغيير»، في صنعاء، إضافة إلى مخاوف من مواجهات بين المتظاهرين المؤيدين لـ«الشرعية»، حسب قول السلطات، والمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح. وفي هذا السياق دعت منظمة «سياج» لحماية الطفولة، أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» وغيرهم، إلى عدم اصطحاب الأطفال إلى ساحات التظاهر والاعتصام.

وبعد أن دخلت حالة الطوارئ حيز التنفيذ فعليا إثر المصادقة المثيرة للجدل من قبل مجلس النواب (البرلمان) عليها، شهدت معظم المحافظات اليمنية المزيد من الإجراءات الأمنية المشددة، ويقول مراقبون إن السلطات اليمنية تتجه نحو تضييق الخناق على الحريات ووسائل الإعلام، وبعد إغلاق مكاتب لقنوات تلفزيونية عربية وترحيل صحافيين عرب وبريطانيين وأميركيين، منعت السلطات اليمنية، أمس، الصحافي الأميركي روبرت ورث من دخول البلاد، وأعادته من المطار.

من جهة أخرى، أفادت مصادر قريبة في العاصمة صنعاء، بأن دولا غربية عديدة بدأت في إجلاء رعاياها من اليمن خشية الأوضاع الأمنية وتطورات الأحداث، وقالت المصادر إن ألمانيا الاتحادية أجلت جميع مواطنيها العاملين في المنظمات التنموية الألمانية العاملة في اليمن، فيما قررت بريطانيا إجلاء دبلوماسييها من اليمن، في الوقت الذي دعت فيه الخارجية الروسية رعاياها إلى مغادرة اليمن.

في موضوع آخر يتعلق بتداعيات أحداث الجمعة الماضية، تبرأ النائب العام اليمني الدكتور عبد الله العلفي، من التصريحات التي نسبها إليه الإعلام الرسمي ومفادها اتهامه للمتظاهرين والمعتصمين في صنعاء بالتورط في تلك الأحداث، وقال في اتصال هاتفي مع المعتصمين في «ساحة التغيير» بصنعاء، إنه ألقى القبض على 3 أشخاص يشتبه بتورطهم في قتل المتظاهرين، وانتقد بشدة تقصير أجهزة الأمن في ملاحقة المطلوبين الآخرين.