الجهاد في غزة ترفض طلب حماس التهدئة.. وترسل وفدا إلى دمشق للتشاور

مصادر في الحركة لـ الشرق الأوسط»: المقاومة ليست موسمية وتحت الطلب

موقع نفق على الحدود مع مصر قصفته الطائرات الاسرائيلية امس (ا. ف. ب)
TT

توترت العلاقات بين الجهاد الإسلامي وحركة حماس من جهة، وبينها وبين السلطة الفلسطينية من جهة أخرى، بعد أن رفضت الحركة طلبا من الحكومة المقالة في غزة بالالتزام بالتهدئة، في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير، وطالت اعتقالات السلطة مجموعة من أهم قيادييها في الضفة الغربية بعد عملية التفجير في القدس الغربية التي لم يتضح هوية منفذيها بعد.

وعلى وقع هذه «الحرب الباردة» غادر وفد من حركة الجهاد الإسلامي، أمس، يضم عضوي المكتب السياسي للحركة الدكتور محمد الهندي والشيخ نافذ عزام، غزة متجهين إلى سورية، ومن المفترض أن يلتقيا مسؤولين مصريين في طريقهما، ومسؤولي الحركة في دمشق، لبحث ملف التصعيد الأخير بشكل أساسي.

وحسب ما قالته مصادر مقربة من الجهاد، لـ«الشرق الأوسط»، فإن مغادرة الوفد المفاجئة مرتبطة بممارسة دول إقليمية وحماس ضغوطا كبيرة على الجهاد من أجل الالتزام بالتهدئة، ولمناقشة هذا الملف.

وكان رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، قد اتصل قبل 3 أيام بزعيم الجهاد في دمشق رمضان شلح ليحثه على التهدئة، غير أن الأخير، وفق المصادر، رفض طلب هنية. وأكدت المصادر أن شلح أعطى ضوءا أخضر لحركته بالتصرف وفق ما يرونه مناسبا، وليس وفق مصالح حماس. وأردف المصدر، «هذا التصعيد بدأته حماس بسبب مشكلات داخلية، لكنها لم تكن تعتقد كما يبدو أن التصعيد الإسرائيلي سيطال الجهاد الإسلامي وأن الجهاد سترد، والآن يريدون من الجميع الهدوء». وأكدت المصادر أن «المقاومة لا يمكن أن تكون موسمية وحسب الطلب».

وتوعدت الجهاد أمس في مؤتمر صحافي بـ«الرد على جرائم الاحتلال والتصدي للعدوان والتصعيد». وقال خضر حبيب القيادي في الحركة «نحن في الجهاد وانطلاقا من التزامنا بالمقاومة وحماية مصالح شعبنا والدفاع عنه، قررنا الرد على جرائم الاحتلال والتصدي للعدوان والتصعيد، حيث حمل هذا الرد رسائل أولية تحذر الاحتلال من مغبة الاستمرار في هذا التصعيد». وأضاف «خلال الساعات الماضية جرت اتصالات كثيرة بهدف تهدئة الأمور، ونحن في حركة الجهاد نقول بشكل واضح مع تقديرنا لكل الاتصالات التي تمت، إن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية عن هذا التصعيد بعدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني، ومسألة تصعيد المقاومة من عدمه مرتبطة بتطورات الموقف في الميدان، لا يمكن للمقاومة أن توقف ردودها ما دام أن هناك عدوانا واستهدافا».

وتابع حبيب القول «التصعيد يقابله تصعيد، والهدوء يقابله هدوء، وإذا ما استمر العدوان الإسرائيلي فلا أحد يمكن أن يقرر كيف تسير الأمور وإلى أين يمكن أن تصل، فكل الخيارات ستكون مفتوحة أمامنا، وإلى أبعد مدى».

ويغضب كلام الجهاد بشكل أساسي حماس، التي بدأت موجة الصواريخ السبت الماضي، وتريد إيقافها الآن، ومن أجل ذلك تجري اتصالات مكثفة، لم تنجح بعد كما يبدو. وبينما تشتعل جبهة غزة، تواصل إسرائيل من جهة والسلطة من جهة أخرى البحث عن منفذين محتملين، لعملية القدس أول من أمس، التي قتلت فيها سائحة بريطانية.

ورغم أن الجهاد لم تعلن مسؤوليتها بل شككت في العملية في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، فإن ثمة من يعتقد أن الجهاد قد تكون تقف وراء العملية.

واعتقلت السلطة قياديين بارزين في الحركة، وهو إجراء رفضته الجهاد بشدة، وطلبت من الفصائل الفلسطينية بما فيها فتح إعلان موقف منها.

وقال حبيب «إن حركته تنظر بخطورة بالغة لما جرى بالضفة من اعتقال الأجهزة الأمنية لأبرز قيادييها»، موضحا أن هذه الحملة، ستسهم في نسف المبادرات التي طرأت مؤخرا وتسمم الأجواء الإيجابية التي لفت الشارع الفلسطيني المنادي بإنهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الوطنية. واعتبر حبيب اعتقال قيادات الحركة بمثابة «تجاوز خطير للخطوط الحمراء وعلامة فارقة في سجل السلطة»، وطالب بالإفراج الفوري عنهم والكف عن ملاحقة قيادات المقاومة، وحملها المسؤولية الكاملة عن حياتهم.