انتقادات شديدة في حماس لهنية لدعوته للقاء أبو مازن

انطلاقا من أنها خلت من اشتراطات حماس التقليدية

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن دعوة رئيس حكومة غزة المقالة إسماعيل هنية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) قوبلت بانتقادات شديدة لدى أوساط واسعة في حركة حماس في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج. وذكرت مصادر مطلعة أن مبعث الانتقاد لهنية جاء لأن دعوته سمحت لعباس بأن يبدو وكأنه من يستطيع التحكم في شروط المصالحة، سيما بعدما أعلن أنه سيأتي لغزة لبحث قضية تشكيل حكومة تكنوقراط فقط، علاوة على خلو الدعوة من الاشتراطات التي حرصت دوما حماس على التشديد عليها، لا سيما وقف التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، إلى جانب استبعاد الورقة المصرية كأساس لإجراء أي حوار بين الجانبين. وأشار المصدر إلى أن سعة الانتقادات اتسعت لتجمع «الحمائم» و«الصقور» في قيادة الحركة، إذ إن قادة حماس في الضفة الغربية المحسوبين بشكل تقليدي على «الحمائم» استاءوا من تجاهل دعوة هنية التشديد على ضرورة الإفراج عن المعتقلين السياسيين كشرط لاستئناف الحوار، علما بأن قادة وعناصر حماس في الضفة الغربية هم الأكثر تضررا من الاعتقال السياسي. وأشارت المصادر إلى أن هنية عدل من موقفه أول من أمس عندما شدد على أن أي حوار مستقبلي يجب أن يستند إلى متطلبات الحوار الشامل التي تمت الإشارة إليها قبيل جلسات الحوار السابقة. وأوضحت المصادر أنه لا يوجد حاليا أي خلاف بين قيادات حماس في غزة والضفة والخارج بصدد شروط الحد الأدنى لأي حوار مستقبلي مع أبو مازن. وأشارت إلى أن بعض الأوساط القيادية في حماس ترى أنه يتوجب على الحركة أن تتبنى الموقف الذي رفعه الكثير من الشخصيات الأكاديمية الفلسطينية أخيرا التي نادت بـ«إسقاط» اتفاقيات أوسلو قبل الحديث عن إنهاء الانقسام، على اعتبار أن الانقسام هو نتاج تطبيق هذه الاتفاقيات. وأشارت المصادر إلى أن بعض الأوساط في حماس تبدي تشددا أكثر في شروط الحوار، حيث تطالب بأن يتم أولا تحديد المسؤول عن الطلب من مجلس حقوق الإنسان بعدم بحث تقرير «غولدستون» الذي «اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ومحاكمته»، علاوة على مطالبتها بتشكيل لجنة وطنية للتحقيق في ما جاء في الوثائق التي عرضتها فضائية «الجزيرة» بشأن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي تبين من خلالها إبداء وفد السلطة التفاوضي استعداده لتقديم تنازلات كبيرة في قضيتي القدس واللاجئين.

وترى أوساط في حماس أنه يتوجب عدم التعاطي بجدية مع التحركات الشبابية التي تنظم في غزة لإنهاء الانقسام، على اعتبار أن هناك مؤشرات ودلائل تؤكد تلقي هذه التحركات الدعم من السلطة الفلسطينية في رام الله.