وزير خارجية المغرب تجنب في واشنطن الحديث عن العمليات العسكرية

قال: نرى بداية للربيع العربي ولسنا على يقين بأن صيفا سيأتي

TT

تجنب الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، الرد على سؤال حول أسباب عدم مشاركة بلاده في العمليات العسكرية ضد ليبيا، ورفض التعليق بشأن ما إذا كان العرب «غير مرتاحين» للعمليات الجارية حاليا، في حين نوهت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية، خلال لقاء صحافي عقد بعد محادثات مع الفاسي أول من أمس في واشنطن، بالإصلاحات التي أعلن عنها العاهل المغربي الملك محمد السادس، كما أشادت باقتراح المغرب تسوية مشكلة الصحراء عبر منح المنطقة حكما ذاتيا موسعا.

وتحدث الفاسي حول الوضع في ليبيا والمنطقة العربية بلهجة حذرة. وقال في هذا السياق: «من الطبيعي أن نشجع، ونعبر عن مزيد من التشجيع لانتقال متكامل وناجح في تونس ومصر، وأن نعمل معا لكي نتفادى أية مغامرة، إننا نرى بداية للربيع العربي، ولسنا على يقين بأن صيفا سيأتي بعد الربيع، وربما هنا أو هناك ننتقل مباشرة إلى شتاء مظلم». وأضاف الفاسي يقول: «شارك المغرب في المؤتمر الأخير في باريس، وأعلن بوضوح أن القرار 1973 ملزم لجميع الدول، ومن حق أي دولة المشاركة في تطبيق جزئي أو كامل للقرار، والمغرب نظرا للعلاقة المتينة التي تربط بين الشعبين المغربي والليبي، وعضويتهما في اتحاد المغرب العربي سيسعى لتطبيق هذا القرار، ونؤكد أن الأمر لا يتعلق باحتلال، ولا أحد يريد أن يرى ليبيا مقسمة إلى جزأين أو ثلاثة أجزاء، إن الأمر لا يتعلق بالتجزئة بل بحماية المدنيين، ولذلك هناك جانب عسكري، وهناك جانب إنساني له أهميته».

وأشار الفاسي في هذا الصدد إلى أن هناك فريقا طبيا مغربيا يعمل منذ خمسة أسابيع على الحدود التونسية - الليبية.

وفي سياق ذي صلة، نوهت كلينتون بالإصلاحات في المغرب. وقالت: «المغرب في موقع جيد لكي يلعب دورا قياديا في المنطقة لأنه يسير في طريق تحقيق تغييرات ديمقراطية، وحكومة الملك محمد السادس تسمح باستمرار للمواطنين بالتعبير عن أنفسهم علانية وبطريقة سلمية، وهي تواجه التحديات المستقبلية بصراحة ووضوح». وأضافت كلينتون أن الملك أبان، ومنذ أمد، التزامه بالإصلاحات، «وفي بداية هذا الشهر وعد بإصلاحات شاملة تضمن انتخابات برلمانية حرة، ويشمل ذلك انتخاب رئيس الوزراء، وقضاء مستقلا، وضمان حقوق الإنسان للجميع بما في ذلك الأمازيغ (اعتماد الأمازيغية لغة رسمية). وهذه الأفكار بنيت على إصلاحات من قبل، تشتمل على زيادة حقوق النساء والأطفال، وحصول الجميع على التعليم المجاني».

وزادت كلينتون قائلة: «نحن ندرك أهمية الطموحات التي عبر عنها الملك، وندعو إلى المواصلة والإسراع إلى تطبيق رؤيته».

وحول نزاع الصحراء، قالت كلينتون: «نحن نتطلع إلى حل سلمي، وأن المخطط المغربي للحكم الذاتي يعد مقترحا (جديا وواقعيا وذا مصداقية)»، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بـ«موقف ثابت للسياسة الخارجية الأميركية منذ إدارة كلينتون، إلى إدارة أوباما، مرورا بإدارة بوش».