اتفاق بين زعيمي أكبر حركتين مسلحتين بدارفور على تحالف عريض لإسقاط البشير

المتمردون يطالبون بمساعدات عاجلة لأكثر من 1.5 مليون من المدنيين فروا من معارك بشمال دارفور

TT

أعلن زعيما أكبر حركتين متمردتين في إقليم دارفور المضطرب عن اعتزامهما تشكيل تحالف عريض للحركات المتمردة والمقاومة في الإقليم والتحالف مع المعارضة السياسية في السودان، للاتفاق على خارطة طريق لإقامة دولة مدنية تقوم على هوية حقيقية ومواطنة متساوية ويحكمها القانون وإسقاط حكومة الرئيس السوداني عمر البشير.. في وقت طلبت فيه حركة تحرير السودان برئاسة عبد الواحد نور، من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (اليوناميد)، الإسراع في تسهيل وصول مساعدات إنسانية عاجلة لنحو مليون ونصف مليون شخص بجبل مرة، قالت إنهم يعانون أوضاعا معيشية بالغة التعقيد، بجانب 70 ألف نازح فروا مؤخرا بفعل التصعيد العسكري خاصة في مناطق شمال دارفور.

وأصدر رئيس حركة تحرير السودان وكبير مساعدي الرئيس السابق مني آركو مناوي، ورئيس حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم، بيانا صحافيا مشتركا، دعوا فيه إلى بناء تحالف وطني عريض بين حركات المقاومة المسلحة في دارفور وهوامش السودان المختلفة، وبين القوى السياسية والمدنية والمهنية والفئوية بطول السودان وعرضه، للاتفاق على خارطة طريق لإقامة دولة مدنية تقوم على هوية حقيقية ومواطنة متساوية، ويحكمها القانون. وشددا على أن حل قضية دارفور يتم في إطار الحل الشامل للأزمة السودانية، مع التأكيد على خصوصية إقليم دارفور. وأكدا على «ضرورة إقامة دولة مدنية ذات هوية حقيقية تعبر عن هجين الشعوب القاطنة في الجزء المتبقي من السودان، ومكافحة جميع أنواع التمييز بين المواطنين في البلد الواحد». واتهما «المؤتمر الوطني» بارتكاب إبادة جماعية تأسيسا على استراتيجيته الجديدة القديمة (الاستراتيجية الجديدة لدارفور)، كما اثنيا على جهود «الأسرة الدولية لرصد وتجريم وإدانة جرائم الحرب والتطهير العرقي والإبادة الجماعية والاغتصاب في إقليم دارفور، ومساعيها الرامية إلى إيجاد حل عادل وشامل وكامل متفاوض عليه لقضية السودان في دارفور».

إلى ذلك، التأم بالعاصمة الأوغندية كمبالا أول من أمس، اجتماع رفيع المستوى بين الطرفين، بعد آخر لقاء جمعهما في باريس 2009. وترأس وفد الحركة رئيسها عبد الواحد نور، فيما مثل بعثة «يوناميد» رئيسها إبراهيم قمباري، بجانب القائد العسكري ومسؤولي الشرطة والمنظمات الإنسانية. وقال المتحدث باسم الحركة، نمر عبد الرحمن، إنهم سمحوا لـ«اليوناميد» بالتحرك في كل المناطق التي يسيطرون عليها وإقامة مراكز للوجود فيها. وأبان أن الحركة عرضت توفير مساعدات أمنية لتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول على نحو عاجل لآلاف المحتاجين. وأوضح نمر أن الحركة أبلغت البعثة رسميا احتجاجها على ما تعتبره «وحدات أمنية أقامتها الحكومة داخل المعسكرات»، واعتبر أن ذلك يتنافى مع الأعراف الدولية التي تحكم التعامل مع اللاجئين، وطلبت الحركة من «اليوناميد» التدخل لإخلائها.

وبحسب المتحدث باسم حركة عبد الواحد فإن بعثة اليوناميد قد وعدت بالتدخل لحماية المدنيين من الأعمال العسكرية الجارية والقصف الجوي كلما كان ذلك ضروريا، كما اتفق الطرفان على عقد لقاء يجمع ممثلين للنازحين واللاجئين والإدارات الأهلية والقادة العسكريين، على أن يلتئم الاجتماع في مناطق سيطرة الحركة.

إلى ذلك، لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب سبعة وأربعون بجروح متفاوتة (إصابة سبعة منهم خطيرة)، وذلك إثر انقلاب شاحنة كانت تقلهم في طريقها بولاية شمال دارفور. وقال العقيد صالح المبارك، مدير شرطة محلية كبكابية، لـوكالة السودان للأنباء، إن أسباب الحادث تعود إلى السرعة والحمولة الزائدتين للعربة (68 ركبا)، مما أفقد السائق السيطرة عليها وأدى إلى انقلابها.