احتفال حاشد اليوم لتنصيب الراعي بطريركا للموارنة.. وسط مشاركة سورية

الأب ثابت لـ «الشرق الأوسط»: نأمل أن يأخذ الله بيد البطريرك لجمع الشمل المسيحي خاصة والوطني عامة

TT

يتوقف الحراك السياسي في بيروت اليوم مع إغلاق المؤسسات الرسمية والخاصة احتفاء «بعيد البشارة» الذي كرسه لبنان عيدا وطنيا، في حين تتجه الأنظار إلى مقر البطريركية المارونية، حيث سيتم تنصيب البطريرك المنتخب بشارة الراعي على سدة بطريركية الطائفة المارونية، متسلما من سلفه البطريرك نصر الله صفير مهامه رسميا.

ومن المقرر أن يشارك في حفل التنصيب الذي يقام عند الخامسة من مساء اليوم أركان الدولة اللبنانية؛ وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان وعدد كبير من الشخصيات السياسية والروحية، فضلا عن حشود شعبية من لبنان وسورية، في موازاة الحديث عن مشاركة سورية رسمية رفيعة واتخاذ تسهيلات لمرور الحشود على الحدود بين لبنان وسورية. وكانت «بكركي» وجهت دعوات إلى المراجع السياسية والروحية والدبلوماسية في لبنان، فضلا عن توجيه دعوة إلى الرئيس السوري بشار من ضمن سلسلة الدعوات التي وجهتها البطريركية إلى الدول التي تضم أبرشيات مارونية.

وكان البطريرك الراعي حمل كلا من السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي ومستشارة وزير الأوقاف السوري نزهة إلياس، دعوة إلى الرئيس السوري للمشاركة في حفل التنصيب، ووعد بتلبية دعوة سورية نقلاها له من الأسد لزيارة سورية وتفقد الأبرشية المارونية فيها.

ومن المتوقع أن يشكل احتفال تنصيب البطريرك اليوم مناسبة لجمع كل الأطراف السياسية في لبنان، بعد أن نوهت جميعها بانتخاب البطريرك الراعي وأكدت وقوفها إلى جانبه، لا سيما قوى «8 آذار» التي أعلنت فتح صفحة جديدة مع «بكركي» بوصول البطريرك الراعي.

وكان البطريرك الراعي اعتبر أمس أن «الجميع يشهد أنه إذا سار الموارنة تسير معهم الأمور، وإذا تراجعوا تتعرقل الأمور على المستوى الكنسي والوطني والاقتصادي والاجتماعي وعلى مستوى الرسالة». وشكر «الله الذي يحب للبنان والشرق أن يؤدي هذه الرسالة؛ فقوة الكنيسة المارونية ليست للافتخار، بل لتحمل المسؤولية معا يدا بيد». وأضاف: «نحن نصلي من أجل لبنان الذي يرتبط به مصير المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط، وهذا ما قاله البابا العظيم يوحنا بولس الثاني الذي نستعد لتطويبه، حيث قال إن ازدهار المسيحية في لبنان هو الشرط لبقاء المسيحيين وحمايتهم في الشرق الأوسط».

ويراهن المسيحيون عموما في لبنان، والموارنة تحديدا، على الدور الذي يمكن أن يؤديه البطريرك الراعي في المرحلة المقبلة بعد أن نجح في الحصول على تأييد كل القوى المسيحية والوطنية باعتباره الخيار المسيحي الأقوى. وفي هذا السياق، أكد مدير عام إذاعة «صوت المحبة» الأب فادي ثابت، المقرب من البطريرك الراعي والمتابع للتدابير التنظيمية لاحتفال اليوم، أن «التفاف كل الفاعليات والقوى السياسية حول البطريرك الراعي اليوم يعكس مدى الفرحة لا على صعيد الساحة المسيحية فحسب؛ بل على المستوى الوطني بأكمله». وأمل، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «يأخذ الله بيد البطريرك لجمع الشمل المسيحي خصوصا والوطني عامة، على الرغم من كل الخلافات القائمة في وجهات النظر».

ومن المقرر أن تدق أجراس الكنائس اليوم في مختلف المناطق اللبنانية عند السادسة والنصف مساء احتفالا بتنصيب البطريرك، الذي يرتقب أن يقوم بزيارة قريبة إلى الكرسي الرسولي في الفاتيكان.

وحول رمزية عملية التنصيب، أوضح الأب ثابت أن البطريرك صفير هو من سيترأس القداس الإلهي ويبارك جلوس البطريرك الراعي على الكرسي البطريركي، لافتا إلى أن تجليسه على الكرسي إنما يعني إعطاء السلطان له، باعتبار أن البطريرك هو الأسقف الأول بين متساويين. ووفق التقليد المتبع، يضع الأساقفة أيديهم على العصا البطريركي الذي يرمز للرعايا، في حين يضع الراعي يده دونهم أولا ثم يرفعها فوقهم، في إشارة إلى تقدمه على الأساقفة الذين يؤدون الخضوع له.