الإشعاعات تفاقم أزمة مياه الشرب في اليابان.. وهزة جديدة توقع قتيلا في ميانمار

عودة الكهرباء إلى محطة فوكوشيما.. وتعرض 3 عاملين لإشعاعات.. ودول جديدة تحظر استيراد الخضراوات

يابانيون يأخذون مياها معلبة من نقطة لتوزيع المواد الغذائية في شمال اليابان أمس (رويترز)
TT

في حين تفاقمت أزمة مياه الشرب في العاصمة اليابانية بسبب المخاوف من تلوث مياه الصنابير بالإشعاعات الناجمة عن محطة فوكوشيما النووية، انضمت أستراليا وكندا وروسيا إلى قائمة الدول التي ترفض استيراد منتجات طازجة من منطقة فوكوشيما، حيث أعيد التيار الكهربائي جزئيا، وهو شرط لا بد من توفره لاستئناف عمل أنظمة تبريد المفاعلات.

وبعد نحو أسبوعين من وقوع أسوأ كارثة طبيعية تضرب اليابان، أسفرت عن مقتل أو فقدان أكثر من 26 ألف شخص مع 9737 قتيلا مؤكدا، تثير آثار الإشعاعات على السلسلة الغذائية والمياه القلق في اليابان والعالم على حد سواء. ولا تزال السلطات تسجل وقوع هزات ارتدادية؛ إذ ذكرت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية أن زلزالا بقوة 6.1 درجة وقع شمال شرقي اليابان أمس. لكن زلزالا أقوى ضرب أيضا أمس ميانمار (قوته 6.8 درجة) بالقرب من حدود تايلاند الشمالية، مما أدى إلى مقتل امرأة. وقال شهود إن السكان شعروا بهزات في بانكوك وميانمار وهانوي، عاصمة فيتنام، حيث تم إجلاؤهم من المباني المرتفعة. وفالت الشرطة إن امرأة عمرها 53 عاما من سكان ماي ساي بإقليم تشيانج راي لاقت حتفها عندما انهار جدار منزل. وقع مركز الزلزال على بعد 111 كيلومترا إلى الشمال من إقليم تشيانغ راي في أقصى شمال تايلاند.

بدورها، حذرت السلطات اليابانية سكان العاصمة طوكيو (عددهم 13 مليون نسمة) من شرب الرضع مياه الصنابير، لكن مستويات التلوث تراجعت إلى كميات مسموح بها أمس. وعلى الرغم من مناشدة الحكومة المواطنين بألا يصابوا بالذعر، فإن المياه المعبأة نفدت من المتاجر الكبيرة. واستمرت بلدية طوكيو في توزيع 1.5 لتر من المياه المعدنية لكل رضيع لم يبلغ عامه الأول على 80 ألف أسرة. كما نصحت 12 منطقة في شيبا وايباراكي قرب العاصمة بعدم تقديم مياه الصنابير للرضع.

وخصصت شبكات التلفزيون برامجها، صباح أمس، للإجابة عن أسئلة الأهالي القلقين من استخدام المياه للاستحمام أو لغسل ملابس الرضع. وقالت كازوكو هارا، 39 سنة، التي أتت إلى مقر بلدية بونكيو للحصول على زجاجات مياه لطفلتها وهي في شهرها الثالث: «لم أعد أعلم ما عليّ فعله». وأضافت: «بدأ الخبراء يقولون إنه لا سبب للهلع. وهدأ ذلك من روعي. لكن عندما ترون الناس يتهافتون إلى المحال ويشترون كميات كبيرة من المنتجات أصاب مجددا بالذعر».

كما تم رصد إشعاعات أعلى من المستويات الآمنة في الحليب والخضروات المقبلة من فوكوشيما، حيث تقع المحطة النووية المتضررة على ساحل المحيط الهادئ. وحظرت الحكومة بيع بعض الخضراوات والحليب الطازج في أربع مناطق على الأقل قريبة من فوكوشيما بعد رصد مستوى غير طبيعي من المواد الإشعاعية. كما قررت تعزيز المراقبة في ست مناطق أخرى قريبة من طوكيو.

وكثفت وزارة الصحة عمليات مراقبة الأسماك والرخويات التي يتم صيدها على طول السواحل بعد رصد مواد مشعة في مياه البحر قرب المحطة. وتراجعت أسعار ثمار البحر في تسوكيجي أكبر سوق أسماك في العالم في خليج طوكيو. إلا أن أسعار الأعشاب البحرية التي تستخدم خصوصا في إعداد الحساء سترتفع؛ إذ إن بائعي الجملة سيشترونها من مناطق أخرى.

وقال تاجر الأعشاب البحرية كنيشيرو سايتو: «نعلم أننا لن نستطيع تناولها في المناطق المنكوبة قبل عامين أو ثلاثة أعوام». وأضاف «نشتريها من هوكايدو (أقصى الشمال) بأسعار مرتفعة».

ولكن المستهلكين يتوخون الحذر. وقال كيوكو توبيتا، 65 عاما: «عندما نتبضع بأنفسنا يمكننا الاختيار، لكن عندما نقصد مطعما لا نعلم من أين أتوا بالمنتجات»، معتبرا التصريحات الرسمية المطمئنة بأنها «شديدة التفاؤل نظرا إلى خطورة الوضع».

وبعد الولايات المتحدة وفرنسا جاء دور هونغ كونغ وأستراليا وكندا وروسيا وسنغافورة للإعلان عن اتخاذ تدابير حظر أو فرض قيود على استيراد المنتجات اليابانية الطازجة من مناطق قريبة من محطة فوكوشيما. من جهتها، أعلنت السلطات السويدية المكلفة مراقبة الإشعاعات أن المستوى الإشعاعي الذي رصد في السويد، بعد وصول سحابة دخان انبعثت من محطة فوكوشيما «ضئيل جدا، ولا يشكل أي خطر على الإنسان والبيئة».

وفي موازاة ذلك، تستمر مهمة تبريد مفاعلات محطة فوكوشيما الحساسة والخطيرة. واستأنف الموظفون عمليات رش المياه على المفاعل رقم 3، حيث أعيد التيار الكهربائي إلى قاعة المراقبة. وأعيد التيار الكهربائي جزئيا أمس إلى قاعة مراقبة المفاعل رقم 1، لكن نظام التبريد فيها لم يشغل بعد.

وأصيب ثلاثة تقنيين بالإشعاعات؛ نقل اثنان إلى المستشفى بعد تعرضهما لمستوى إشعاعات مرتفع. وفي محطة فوكوشيما رقم 1 ستة مفاعلات انقطع عنها التيار الكهربائي بسبب الزلزال الذي أعقبه تسونامي، وأدى ذلك إلى تعطيل نظام تبريد الوقود. وفي شمال شرقي اليابان، الذي تضربه موجة برد مع تساقط الثلوج، لا يزال المسعفون يدفنون مئات الجثث بعد تعرف الأسر عليها، من دون التمكن من إحراقها لعدم توفر الوقود.