البحرين: «الأصالة» السلفية تفصل زعيمها الروحي لرفضه استقالة كتلة الوفاق الشيعية من البرلمان

الشيخ المعاودة لـ «الشرق الأوسط»: لن أكون من يجر البلد إلى نفق مجهول

بحريني يمر في شارع المصارف في المنامة حيث تعرض الاقتصاد البحريني لأضرار جراء الإضطرابات الأخيرة (رويترز)
TT

فجرت جمعية الأصالة الإسلامية (سلف) مفاجأة كبرى في الشارع السني البحريني، أمس، بعد قرار كتلتها النيابية فصل النائب الشيخ عادل المعاودة، نائب رئيس البرلمان، من عضوية كتلتها، وذلك لغيابه عن جلسة البرلمان ليوم أمس، والتي كان المجلس ينوي خلالها قبول استقالة نواب جمعية الوفاق الوطني الإسلامية (المعارضة)، فيما كان موقف المعاودة يخالف ذلك.

ويعتبر الشيخ المعاودة الزعيم الروحي للتيار السلفي بالبحرين، وكان له اليد الطولى في إدخال الجمعية السلفية للعمل السياسي مع الدورة الأولى للبرلمان مع بدء البرنامج الإصلاحي لملك البحرين.

وأوضح المكتب السياسي لكتلة الأصالة، في بيان أرسل لـ«الشرق الأوسط»، أن الكتلة كانت قد بادرت بطلب عقد جلسة البرلمان ليوم أمس، والتأكيد على حضورها والتصويت بالموافقة على استقالة أعضاء كتلة الوفاق من عضوية مجلس النواب.. «لكن النائب عادل المعاودة قد خالف قرار الكتلة، ولم يحضر الجلسة على الرغم من تأكيداته على الالتزام بالقرار، مما أدى لعدم اكتمال نصاب الجلسة وبالتالي عدم انعقادها، بالمخالفة للمطلب الشعبي الواسع بقبول استقالة (الوفاق) من عضوية المجلس بعد انفضاح المخطط الآثم الموجه لوطننا العزيز، ووصفت الكتلة تصرف النائب المعاودة بأنه مخالفة جسيمة لقراراتها الرامية إلى تحقيق المطالب الشعبية، مما استوجب فصله فورا من الكتلة». وبحسب كتلة الأصالة «فإنها ستحرص دائما وبإذن الله على أن تكون الأقرب لنبض الشارع، مهما كلفها الأمر من تضحيات». كما أكدت الكتلة أنها غير مسؤولة عما ينسب إليها من تصريحات أو مواقف صادرة من النائب عادل المعاودة.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال النائب المعاودة تعليقا على عدم حضوره للجلسة الاستثنائية إنه أراد من ذلك «تجنيب البلاد مزيدا من الاحتقان، ذلك أن البلاد في مثل هذا الوقت أحوج ما تكون لرأب الصدع والاستقرار وليس إلى مزيد من الخلاف والتأزيم، خاصة أن دفع البلاد إلى انتخابات تكميلية في هذا الوقت هو أمر اتفق عقلاء البلد على أنه صعب ولا يصب في التوجه إلى التهدئة والاستقرار». وتعليقا على ما ذكره بيان الكتلة بأن النائب المعاودة قد وعد بالحضور للجلسة، قال المعاودة إن موافقته على الحضور كانت مبنية على أن هذا الأمر متفق عليه من الجميع ومنسجم مع توجهات البلد، وأنه اكتشف بعد ذلك أن كل المسؤولين في البلد وعلى أعلى المستويات لم يكونوا كما نسب إليهم.

وكذلك قال المعاودة إن كثيرا من النواب غير مقتنعين بصواب قرار قبول الاستقالة، إلا أنهم كانوا تحت ضغوط الناس، مع قناعتهم التامة بأن ذلك قد يكون مضرا جدا بمستقبل البلد. وأضاف أن ترك الفرصة للنواب لمراجعة قرارهم أولى من قبول رجوع أعضاء مجلس الشورى المعينين.. «والذي يجب أن نتعلمه أن توجه قيادتنا هو توجه للإصلاح والتهدئة والاستقرار للبناء، وليس إلى مزيد من التأزيم».

وقال المعاودة إنه يعلم أن كثيرا من النواب كانوا يودون وقوف الموقف نفسه، لكن منعهم من ذلك الخوف من نقد الناس، وتابع أن «مصلحة بلدنا واستقراره يستحقان أن يضحي الإنسان بنفسه من أجلهما». وذكر المعاودة أنه تلقى الشكر والتأييد من كثير من النواب وعلى رأسهم رئيس المجلس وأعضاء مجلس الشورى وكثير من المسؤولين رجالا ونساء متمنين هذه الوقفة من أجل الوطن.

واختتم المعاودة بالقول إن المجلس سبق أن صوت على تأجيل البت في الاستقالة لشهرين، ثم مرة أخرى اتفق على سحب طلب بالإدراج.. «ومن هو جاد حقا فإن المجلس ينعقد كل أسبوع، ويمكن لأي خمسة إعادة طلبها». لكن المعاودة قال «لن أكون من يجر البلد إلى نفق مجهول، ولو كلفني ذلك كل شيء، من أجل ديني ووطني وقيادتي وأهلي».

ومن المتوقع أن ينعكس قرار فصل المعاودة من كتلة الأصالة انقساما في الشارع السني، الذي كان قد استجمع قواه بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البحرين، إلا أن خروج المعاودة بهذا الشكل، وإصرار الجمعية السلفية على استخدام كلمة «فصل» وليس تعليق، سيعود بانعكاسات سلبية على الشارع السني خلال المرحلة المقبلة.