سفير فلسطين في طرابلس لـ«الشرق الأوسط»: العاصمة الليبية تعيش حالة حرب وتعاني من أزمات

عاطف عودة قال إن على الجامعة العربية أن تتحرك للبحث عن حل سياسي بعد توفيرها الغطاء لضرب ليبيا

عاطف عودة
TT

قال عاطف عودة، سفير دولة فلسطين في العاصمة الليبية طرابلس، لـ«الشرق الأوسط»، إنه يتعين على الجامعة العربية والمنظمات الإقليمية الأخرى أن تسعى الآن للبحث عن حل سياسي سريع للأزمة الليبية الراهنة، مشيرا إلى أن الجامعة العربية تتحمل الدور الأكبر في هذا الإطار باعتبارها من وفر الغطاء اللازم لتمكين قوات التحالف الدولي من شن ضربات جوية وصاروخية على نظام العقيد معمر القذافي لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي بشأن فرض الحظر الجوي. وعلى الرغم من النفي الرسمي الليبي لوجود أزمة خانقة في الوقود استدعت حصول السلطات الليبية على شحنات قادمة من الخارج لتغطية احتياجات السوق المحلية، فإن السفير الفلسطيني في طرابلس قال إن سكان المدينة التي لا تعيش في حالة طبيعية وإنما في حالة حرب يعانون من أزمة في الوقود. ودعا عودة، الذي أبلغ «الشرق الأوسط» أنه زار الأماكن التي استهدفتها الضربات الجوية والصاروخية الأخيرة على ليبيا وتفقد جانبا من مقر إقامة العقيد القذافي في باب العزيزية، إلى البحث عن حل سياسي للخروج من الأزمة الراهنة في ليبيا، معتبرا أن الحل العسكري لن يفضي إلى أي نتيجة. وهنا نص الحوار:

* فهمت أن كل الفلسطينيين المقيمين في ليبيا قد غادروا فعلا..

- لم يغادر إلا القليل.

* ما تأثير القصف الجوي عليكم؟

- بلا شك القصف يبدأ ليلا وفي بدايات الصباح الأولى، وهو يشمل معظم مدينة طرابلس، ولا يفرق بين أهداف عسكرية وأهداف مدنية، وبالأمس كما سمعتم وأول أمس سقط ضحايا كثيرون.

* كيف الوضع في العاصمة طرابلس؟

- هادئ، وإلى حد كبير مستقر، هناك فقط أزمة بنزين، حيث توجد بعض الصعوبات في الحصول على الوقود.

* تعني أن الحياة طبيعة في المدينة؟

- كيف تكون طبيعية والبلد في حالة حرب، وفي ظل وجود قصف؟.. هناك جزء من المحلات التجارية مفتوح، لكن البلد في حالة حرب.

* بالنسبة لدبلوماسي مثلك، كيف تتعامل مع هذا الوضع؟

- نتعامل بحذر شديد، وعلى اتصال بحكومتنا، وكنا اليوم (أمس) في غداء مع السفراء العرب بمقر إقامة السفير السوداني، وهذا الوضع لا يوجد فيه فرق بين شعور الدبلوماسي والمواطن العادي.

* إذن كيف تشعر كمواطن في مدينة تتعرض للقصف؟

- بالنسبة لي هذا ليس جديدا، نحن عشنا أيام (العاصمة اللبنانية) بيروت، وتم القصف علينا لمدة 82 يوما ليل نهار. لكن من دون شك أقول لك إن الوضع غير طبيعي، وقصف الطائرات يروع المواطنين الموجودين والجاليات العربية الموجودة خاصة أن هذا القصف يبدأ كل ليلة منذ بدء العمليات العسكرية ولم يتوقف.

* هل زرت الأماكن المستهدفة بالقصف؟

- نعم زرنا بعض المناطق المستهدفة ومنها مقر القيادة الليبية في باب العزيزية، ورأينا الصاروخ الذي سقط على بعد 50 مترا فقط من المواطنين، ولو سقط هذا الصاروخ على هذه الجموع لتسبب في كارثة، لكن لطف من الله أنه أصاب بناية.

* في تقديرك هل النظام يستطيع المقاومة أكثر من ذلك؟

- كيف يقاوم كل هذا؟ نحن نتكلم عن تحالف من 32 دولة، واليوم (أمس) دخل حلف شمال الأطلسي (الناتو). إذا كان المقصود بالمقاومة المواجهة العسكرية لهذا الحشد على ليبيا، فأعتقد أنه لا يوجد تكافؤ.

* كيف يكون الخروج من هذه الأزمة؟

- يجب أن يكون هناك تحرك سريع لحل الأزمة سياسيا، وأرى أن الحل العسكري لن يجدي ولن يفضي إلى نتيجة، يجب أن يتم التحرك سريعا لإيجاد مخرج سياسي في ليبيا لأن الموضوع الذي تتعرض له ليبيا الآن قد أغلق جميع الأبواب السياسية وكل طرق الحوار، وكان يجب على المجتمع الدولي أن يشجع على الحوار في ليبيا، وأن يشجع على وجود أرضية لحل سياسي وليس حلا عسكريا.

* هل لديك معلومات عن قيام بعض المسؤولين الليبيين ببذل مساع في هذا الإطار؟

- من دون شك الجهود متواصلة، وأعتقد أنه يجب على الجامعة العربية كما وفرت منطقة حظر جوي على ليبيا، أن تتحرك من أجل وضع حل يضمن على الأقل عدم استهداف المدنيين وتحجيم القصف، خاصة أن ليبيا أعلنت عن وقف إطلاق النار وأبدت استعدادا للحوار، وهذا في تقديري يطرح تساؤلات حول أهداف هذه العملية.

* بمعنى؟

- من الصعب تصور أن تقف المنظمات الإقليمية كالجامعة العربية والاتحاد الأفريقي مكتوفة الأيدي، وعلى مجلس الأمن الدولي ألا يغلق باب الحوار مع ليبيا. ما يجري من تدمير للبنية التحتية والمنشآت الحيوية أمر مرفوض. على العالم أن يتحرك سياسيا وبسرعة لتوفير أرضية لحوار بين الليبيين، والقصف لا يخدم مصالح الدول المرتبطة بعلاقات مع ليبيا خاصة في الغرب حيث مصالح النفط وغيرها.