تركيا تدعو سورية لتطبيق الإصلاحات بسرعة وتأسف لسقوط ضحايا.. وواشنطن تدين «القمع الوحشي»

وزير الدفاع الأميركي يدعو دمشق لأخذ العبر من مصر.. وأستراليا تعبر عن قلقها

TT

في وقت جددت فيه واشنطن إدانتها للعنف ضد المتظاهرين في دمشق، وأصدر البيت الأبيض بيانا أول من أمس، أدان فيه «القمع الوحشي للمظاهرات، ولا سيما أعمال العنف، وقتل المدنيين»، دعت تركيا دمشق أمس إلى الوفاء بوعودها حول الإصلاحات السياسية والاقتصادية بأسرع وقت ممكن. وعبرت وزارة الخارجية التركية، في بيان أمس، عن أسفها للإصابات في أعمال العنف التي انتشرت في أنحاء سورية، ودعت عائلات الضحايا إلى الهدوء.

وقال البيان: «نرحب ببيانات المسؤولين السوريين حول البدء في العمل على إصلاحات اجتماعية واقتصادية لتلبية مطالب وتوقعات الشعب المشروعة». وأضافت: «من المهم جدا أن يتم استكمال العمل بأسرع وقت ممكن، وأن يتم تطبيق القرارات من دون خسارة الوقت. نشجع الخطوات التي سيتخذها أشقاؤنا السوريون لتحسين مسار الإصلاحات، وتركيا مستعدة للمساهمة في العمل على مسار الإصلاحات بأي طريقة ممكنة». وتابع البيان أن تركيا «تراقب التطورات في سورية عن قرب»، وتقدم تعازيها لعائلات الضحايا وتتمنى شفاء الجرحى.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن مطلع الأسبوع أنه تحدث بالهاتف إلى الرئيس السوري بشار الأسد، ودعاه إلى أخذ لدروس من الأحداث الجارية في بلدان عربية أخرى.

وفي واشنطن، وقال غاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض: «نحن نرفض استخدام العنف تحت أي ظرف من الظروف. ونشعر أيضا بقلق عميق إزاء الاعتقالات التعسفية لنشطاء حقوق الإنسان وغيرها. وأضاف للصحافيين أول من أمس: «يجب محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف. الولايات المتحدة تقف دائما مع دعم الحقوق العالمية للإنسان، بما في ذلك حرية التعبير، والتجمع السلمي. والولايات المتحدة تؤمن أنه يجب على الحكومات أن تستجيب للتطلعات المشروعة لشعوبها في كل مكان». وقال: «نحن ندعو الحكومة السورية إلى ممارسة ضبط النفس، واحترام حقوق شعبها، وندعو جميع المواطنين لممارسة حقوقهم سلميا».

من جهته، قال وزير الدفاع روبرت غيتس إن سورية ليست بمنأى عن الضغوط الثورية التي تنمو في أنحاء العالم العرب، وأضاف: «ما تواجهه الحكومة السورية هو في الواقع نفس التحدي الذي تواجهه الكثير من الحكومات في مختلف أنحاء المنطقة. الحكومة السورية تواجه المظالم السياسية والاقتصادية للشعب والتي لم تلبها». وأضاف: «السوريون قد يأخذون درسا» من مصر. وكان غيتس اجتمع بداية الأسبوع، مع حاكم مصر المؤقت، محمد حسين طنطاوي، قال إن مصر صارت نموذجا للسماح بمظاهرات سلمية.

وقال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما: «توجد موجة عامة من الخوف في داخل السوري الذي لا يريد أن تكون سورية مثل العراق، دولة منهارة ومقسمة. وحكومة سورية استغلت هذا الإحساس، وحذرت، ورفعت لواء الأمن والاستقرار. واستمر الحال هكذا على مدى الأربعين سنة الماضية». وقال: «يوجد تردد. ولكن يبدو أن هناك فجوة كبيرة في السد. يبدو أن عامل الخوف قد انهار. وأحدث مقاطع الفيديو التي خرجت من سورية مروعة، وبشعة للغاية». وأضاف لانديس أن هناك احتمالين: سيرد الشعب على أعمال العنف التي ترتكبها قوات الأمن في محافظة درعا. أو سيعود إلى الخوف. وتابع أن «حكومة الأسد تقامر بتخويف الشعب من احتمال العراق. والمعارضة تأمل أن جرأة وغضب وشجاعة الشعب السوري سوف تدفعه للتظاهر».

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأسترالي كيفين رود أمس أن بلاده تشعر بقلق بالغ بشأن تطورات الأحداث في سورية. وقال رود لهيئة الإذاعة الأسترالية (إيه بي سي): «لدينا شكوك عميقة إزاء التفسيرات الرسمية بشأن مقتل عدد من الأشخاص في مدينة درعا بجنوب البلاد». وأضاف: «ندعو الحكومة السورية بشكل مباشر إلى ضبط النفس تجاه الاحتجاجات السلمية المطالبة بالتغيير الديمقراطي». وأوضح رود أن الأمم المتحدة تراقب الأحداث في سورية عن كثب. وذكر موقع «نيوز» الإخباري الأسترالي أن وزارة الشؤون الخارجية دعت الأستراليين إلى «إعادة النظر في حاجتهم للسفر إلى سورية».