قوات الأمن تخرج الصحافيين من درعا وتؤكد لهم: كل شيء عاد إلى طبيعته

شهود قالوا إن 50 ألفا شاركوا في المظاهرات حاملين أغصان زيتون

TT

أخرجت قوات الأمن السورية الصحافيين الذين حاولوا دخول المدينة القديمة في درعا - التي شهدت معظم أعمال العنف - في عربتي أمن، بحسب ما قالت وكالة «أسوشييتد برس». وقال رائد في الجيش، في الوقت الذي كان يقف فيه أمام مكتب رئيس حزب البعث الحاكم في درعا، للصحافيين قبل أن يتم إخراجهم من المدينة: «كما ترون، فإن كل شيء قد عاد مجددا إلى حالته الطبيعية، وانتهت حالة الاضطراب». وذكر أحد السكان في مكالمة تليفونية أنه في الظهيرة، تجمع عشرات الآلاف، الذين أتى كثيرون منهم من القرى المجاورة، في ميدان الأسد الرئيسي في درعا، مرددين هتافات مؤيدة للديمقراطية مثل: «حرية.. حرية». وذكر نشطاء وشهود عيان لوكالة «أسوشييتد برس» أن آلافا من السوريين قد نزلوا إلى الشوارع يوم الجمعة للمطالبة بإصلاحات والوقوف حدادا على أرواح المحتجين الذين لقوا مصرعهم خلال أعمال القمع الوحشية التي استمرت لمدة أسبوع، والتي قد ألقت بضغط هائل على كاهل نظام الحكم الاستبدادي. ولم ترد تقارير فورية عن أعمال عنف خطيرة.

وقد أصبحت درعا، المدينة الرئيسية في المنطقة الحيوية الزراعية التي تعاني من الجفاف الواقعة جنوب سورية، بؤرة للمحتجين في دولة لا تتورع قيادتها عن استخدام أقصى درجات العنف للقضاء على الاضطراب الداخلي.

وداخل المدينة القديمة التي ترجع إلى العصر الروماني، استمر المحتجون على مدار 7 أيام متصلة في مواجهة العنف المتزايد من جانب قوات الأمن، غير أنهم لم يتسببوا في حدوث حالة من الاضطراب تذكر في أجزاء أخرى من الدولة. ويوم أمس، حدثت مظاهرات في درعا وفي أرجاء مختلفة من الدولة في ما يطلق عليه منظموها اسم «يوم الكرامة». وقال شهود إن المتظاهرين قد حملوا أعلاما سورية وأغصان زيتون. وأشار أحدهم، شريطة عدم ذكر اسمه خوفا من تعرضه للعقاب، إلى أن ما يزيد على 50 ألف فرد كانوا مشاركين في المظاهرات. وقد رددت جموع المتظاهرين هتافات مضادة لمستشارة الرئيس بثينة شعبان، التي أعلنت يوم الخميس عن إجراءات حكومية لتحسين مستوى المعيشة في درعا.

وبعد أداء صلاة الجمعة في قرية دايل، بالقرب من درعا، أطلق رجال، يستقلون دراجات نارية وسيارات، للأبواق العنان، في حين سار مئات من الرجال على أقدامهم، وكان بعضهم يحمل أعلاما سورية ويرددون: «لن تهان دايل ودرعا». وقد اكتفت عناصر أمنية، ترتدي ملابس مدنية، بالمشاهدة دون أن يتدخلوا بأي صورة. وكانت أعداد هائلة محتشدة في القرى المحيطة بينما ظهر على أنه استعداد للسير إلى درعا. غير أن الجنود السوريين انتشروا على طول الطريق السريع، وبدا أن ذلك يهدف إلى منع أي مسيرات.

وذكر أحد نشطاء حقوق الإنسان، مستشهدا بتعليقات شهود عيان، أن الآلاف كانوا يحتشدون في مدينة دوما خارج العاصمة، دمشق، متعهدين بدعم شعب درعا. وطلب الناشطون عدم الإفصاح عن هويتهم خوفا من العقاب. وفي العاصمة، ردد نحو 200 شخص بالقرب من ساحة المرجة الرئيسية: «بالروح.. بالدم.. نفديك يا درعا!» و«حرية.. حرية!».

وذكر أحد النشطاء، طالبا أن لا يتم الإعلان عن اسمه خوفا من انتقام الحكومة، أن قوات الأمن قد قامت بتفريق الجموع المحتشدة، وضرب بعضهم بالعصي واحتجز البعض الآخر. وأشار الناشط أيضا إلى أنه كان يسمع تقارير من الجماهير المحتشدة في مدينة اللاذقية الساحلية، الواقعة شمال الرقة والزباداني جهة الغرب.