مصادر فلسطينية لـ «الشرق الأوسط»: حماس الخارج رفضت مبادرة أبو مازن لأنها سبقت مقترحات مشعل

فتح: مصالح كثيرين في «القسام» ستتضرر.. والحركة تخشى من أن يظهر الرئيس «كمنقذ»

TT

أكدت مصادر في حركة فتح أن مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، لإنهاء الانقسام، أصبحت شبه منتهية، بعد رفض حماس لها واتخاذها خطوات متقدمه على هذا الطريق، أهمها منع الوفد «الإداري» الذي كان يفترض أن يدخل إلى غزة للترتيب لزيارة وإقامة أبو مازن، من الدخول. وحسمت حماس أمرها كما يبدو، بعد تباين كبير في الآراء، حول الزيارة التي أيدتها قطاعات في الحركة، ورفضتها أخرى، انتصر فيه في النهاية، موقف الخارج المتشدد في هذه المسألة على موقف الداخل الذي ضم مؤيدين ومعارضين لهذه الزيارة.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن غضب الخارج انصب أساسا على مبادرة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، وتصاعد هذا الغضب بعد قبول أبو مازن لها وعرضه مبادرة زيارة غزة. وحسب المصادر فإن هذا الغضب مرده أن مبادرة هنية، جاءت في وقت كان يفترض أن يقدم فيه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل مبادرة جديدة شاملة، وهو ما أحبطته فكرة هنية ومن ثم مبادرة أبو مازن.

وهذا أحد أهم الأسباب التي دعت قيادة حماس في الخارج إلى شن هجوم عنيف على عباس ورفض مبادرته واستدعاء عضوي المكتب السياسي للحركة في الداخل محمود الزهار وخليل الحية للحضور إلى دمشق من أجل التشاور. وترى حماس أنها أقوى الآن من ذي قبل. وأقر مصدر في الحركة بأن التغييرات المحيطة تصب في صالح حماس، وقال لـ«الشرق الأوسط» «موقفنا أقوى اليوم مع التغيير في مصر، الانحياز السابق لفتح انتهى، ولسنا مضطرين للنزول عند رغبات السلطة». ومبادرة مشعل بالإضافة إلى الموقف في مصر، كانا السببين الرئيسيين في رفض مبادرة أبو مازن. يرى مسؤولون في فتح أن هذه السببين إضافة إلى أسباب أخرى، منعا حماس من قبول مبادرة أبو مازن. وبحسب مصدر في فتح، فإن «مصالح كثيرين في حماس ستتضرر وأهم هؤلاء هو الجناح العسكري الذي يحكم غزة الآن، وكان رد فعله باديا في الصواريخ التي أطلقا بعد مبادرة أبو مازن، بالإضافة إلى أن الحركة تخشى من أن يظهر الرئيس بمظهر (المنقذ) الذي أنهى الانقسام وهذا ما لا تريده حماس، وفوق كل ذلك، فهي تخشى من مشهد خروج مئات الآلاف من غزة لاستقباله، وهذا سيظهره صاحب شعبية كبيرة في القطاع طالما نفتها حماس، كما أنه سيربك الحركة من ناحية كيفية التصرف مع هذه الجماهير».

وأقرت مصادر في حماس بوجود مشكلات بروتوكولية، وقال مصدر لـ«الشرق الأوسط»، «من سيستقبل أبو مازن وأين سيمكث ومن سيقوم بحراسته، وبصفته من؟. وأين ستحدث الاجتماعات.. هذه تفاصيل مهمة».

وعلى أي حال ستنتظر فتح الموقف النهائي لحماس الذي من المتوقع أن يصلها فور انتهاء اجتماعات دمشق، ويتوقع أن يستند إلى الاستعداد لبدء حوار وطني شامل واتفاق مصالحة يشمل ترتيب البيت كله بما فيه منظمة التحرير، يسبق الاتفاق على حكومة وحدة وانتخابات.

وتأمل فتح أن يتغير هذا الموقف بعد تدخلات وعدت بها مصر والجامعة العربية عند حماس. ووعد وزير الخارجية المصرية وفد فتح، الأسبوع الماضي بفحص موقف حماس.

وطالب أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، في كلمة أمس، نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، في المؤتمر الوطني العام الثالث للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني، حماس، بالاستجابة الفورية ودون مماطلة لمبادرة أبو مازن، للاتفاق فورا على تشكيل حكومة من شخصيات مستقلة، وتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وللمجلس الوطني. أما وزير الأوقاف محمود الهباش فقال في خطبة الجمعة: «إن مبادرة الرئيس فرصة تاريخية لن تتكرر من أجل رأب الصدع وإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية التي هي السلاح الأقوى في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية»، مضيفا: «المطلوب الآن هو موقف جريء من الشعب الفلسطيني ينادي بالتوحد ونبذ الانقسام، الذي يعني بقاؤه إنهاء القضية وضياع الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وتحقيق أهدافه».

واعتبر الهباش أنه «لا يوجد مبرر ديني أو وطني أو سياسي ليبقى الانقسام، وكل من يعمل على بقائه أو يتسبب به فهو آثم لأن الوحدة فريضة شرعية وضرورة سياسية ومن يضر بها يخالف شرع الله»، مؤكدا «أن القيادة الفلسطينية لن تترك سبيلا لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام إلا وستسلكه».