شباب «الإخوان» يرسمون مستقبل الجماعة السياسي بعد ثورة 25 يناير

يعقدون اليوم مؤتمر «رؤية من الداخل» ومكتب الإرشاد ينفي مشاركته

TT

فيما بدا أنه تصعيد لحدة الاختلاف داخل جماعة الإخوان المسلمين في مصر بين جيل الشباب ومكتب إرشاد الجماعة (أعلى هيئة تنفيذية)، نفى مكتب الإرشاد رعايته لمؤتمر شباب الإخوان المقرر عقده اليوم. فيما قالت قيادات من شباب الإخوان إن المكتب وعد بالمشاركة في المؤتمر لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة اعتراضا على أسماء بعض القيادات التي تمت دعوتها للمؤتمر.

ونفى الدكتور محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد المتحدث الإعلامي باسم الجماعة ما تردد عن رعاية مكتب الإرشاد لمؤتمر شباب الإخوان، مؤكدا أن مكتب الإرشاد لم يوافق على أي عرض لتنظيم مؤتمر للحوار بين الشباب ومناقشة أطروحات الجماعة، وقال في تصريحات للموقع الرسمي للجماعة إن «ما أشيع بهذا الصدد عار تماما من الصحة، حيث لم يوافق مكتب الإرشاد على طلب من هذا النوع، كما أنه لم يقر بالتبعية حضور ممثلين عنه في مؤتمر اليوم».

وأشار إلى أن مكتب الإرشاد ممثلا في مرشده العام وأعضائه قد بدأوا سلسلة من الحوارات الموسعة مع شباب الإخوان منذ أكثر من شهر، ولا تزال فعاليات هذه اللقاءات مستمرة لمناقشة كافة الرؤى والأفكار المطروحة للمرحلة الراهنة.

ويعقد شباب الإخوان مؤتمرهم تحت عنوان «رؤية من الداخل» بأحد فنادق القاهرة وتبدأ فعالياته من الساعة التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء. واستجاب عدد من شباب الجماعة وقيادتها للدعوة، وقال محمد القصاص عضو ائتلاف شباب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) إنه سوف يلبي الدعوة، مشيرا إلى أن المؤتمر سيناقش العمل السياسي لجماعة الإخوان ودور الحزب وشكله.

ويتطرق المؤتمر لمناقشة برنامج حزب الحرية والعدالة، كما يناقش قرار الجماعة برفض ترشيح المرأة والمسيحي لمنصب الرئاسة في البلاد، وهو الموقف الذي أثار اعتراضات القوى السياسية، متهمين الجماعة برفض إحدى ركائز الدولة المدنية.وتعتزم جماعة الإخوان أكثر القوى السياسية تنظيما إنشاء حزب سياسي هو الحرية والعدالة، لكن الطريقة التي أدار بها مكتب الإرشاد مشروع إنشاء الحزب أثارت غضب عدد من كوادر وقيادات الإخوان، ويقول المعارضون إن «المكتب (الإرشاد) اختار وكيل المؤسسين وقيادات هيكل الحزب الرئيسية دون الرجوع لمجلس شورى الجماعة»، كما اعترض عدد من شباب الإخوان على تصريحات لمرشد الجماعة الدكتور محمد بديع قال فيها إنه من غير المسموح لأعضاء الجماعة الانتساب إلى حزب آخر غير الحرية والعدالة.

وقال معارضون داخل الإخوان إن «هناك عشرات من كوادر الجماعة لا ترى أن الحزب الجديد (الحرية والعدالة) سيلبي طموحاتهم، لذلك تقدم عدد منهم باستقالاتهم من الجماعة وطرحوا مشروعا لإنشاء حزب بديل». وقالت مصادر من قيادات شباب الإخوان إن مكتب الإرشاد وعد بالمشاركة في المؤتمر لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة اعتراضا على بعض الأسماء التي لا تحظى بقبول المكتب، ورفضت المصادر الإفصاح عن تلك الأسماء.

وكانت قيادات بالجماعة قد رفضت مشاركة الإخوان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فيما سمي حينها بجبهة المعارضة، ومنهم مختار نوح والمهندس حامد الدفراوي والمهندس خالد داود والدكتور عبد الحي الفرماوي.

وقالت مصادر من شباب الإخوان إنه «سواء شاركت قيادات من مكتب الإرشاد في فعاليات المؤتمر أو لم تشارك فإن أوراق المؤتمر وتوصياته ستصل إلى المكتب».

ويطالب شباب الإخوان بزيادة مساحة مشاركتهم في الدرجات التنظيمية داخل الجماعة، ومشاركة «الأخوات» في الدرجات التنظيمية المختلفة، وتطوير المناهج التربوية للجماعة والآليات الإعلامية.