الدرك الأردني يفض اعتصاما في عمان.. والحصيلة أول قتيل وعشرات الجرحى

اعتصامات ومسيرات في المدن الأردنية تطالب بإصلاحات سياسية

TT

فضت قوات الدرك الأردنية مساء أمس اعتصاما لحركة «شباب 24 آذار» وقوى أردنية أخرى بالقوة من ميدان جمال عبد الناصر (دوار الداخلية) بالعاصمة عمان بعد اشتباكات بالحجارة والعصي بين مجموعتين من المعتصمين إحداهما مؤيدة والأخرى معارضة، مما أسفر عن إصابة أكثر من 50 شخصا بجروح بعضها خطرة، كما قال شهود عيان إن مواطنا اسمه خيري جميل مصطفى، 55 عاما، توفي في المستشفى متأثرا بجراحه.

وكان عدد من الشخصيات قد انضم إلى معتصمي «شباب 24 آذار» منهم القيادي الإسلامي البارز ارحيل الغرايبة وأمجد قورشة، إضافة إلى قوى شبابية وسياسية أخرى من بينها «حركة 15 نيسان» و«حركة 15 نيسان ثورة الغضب» و«الحراك الشبابي»، و«الحملة الأردنية للتغيير» (جايين)، إضافة إلى أعضاء من أحزاب معارضة والحركة الإسلامية بصورة شخصية لا بقرار من الأحزاب، وذلك بحسب مصادر فيها.

ولجأت قوات الدرك الأردنية إلى استخدام خراطيم المياه والهراوات لتفريق الجانبين من المعتصمين كما سيطرت على حريق في أخشاب أشعلها المعتصمون واجتثوا الخيام التي نصبوها بدوار الداخلية بالقوة. وقال شهود عيان ومعتصمون بدوار الداخلية إن قوات الدرك اعتقلت عددا كبيرا من الشباب. وأضافوا أن قوات الدرك تصدت لنحو ألف شخص من المناهضين للمعتصمين ومنعتهم من الوصول إلى الدوار الذي تم إخلاؤه بعد أن أمضى المعتصمون فيه الليلة قبل الماضية. وأشاروا إلى أن بلطجية ومشاركين في اعتصام مؤيد للإصلاحات ضمن رؤى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بحدائق الملك حسين بعمان، اشتبكوا مع المعتصمين من حركة «شباب 24 آذار» بدوار الداخلية مستخدمين العصي والحجارة، مما تسبب في إصابة العشرات منهم بجروح مختلفة من بينهم 5 إصابات خطيرة.

غير أن لجنة اعتصام «نداء الوطن» أكدت عدم مسؤوليتها عن الأحداث التي تسبب فيها شباب اعتصام حدائق الحسين وأكدوا أن شبابهم غادروا إلى منازلهم. وأعلن ممثلو حركة «شباب 24 آذار» أنهم تلقوا دعوة من قبل محافظ العاصمة سمير مبيضين للحوار في مقر المحافظة بحضور وزير الداخلية إلا أنهم رفضوا الفكرة مطالبين أولا بأن تقوم الأجهزة الأمنية بإبعاد البلطجية. وحاول رجال الأمن العام، إبعاد العشرات من البلطجية الذين استمروا منذ ظهر أمس في مضايقة المعتصمين والاعتداء عليهم عن طريق رشقهم بالحجارة والتسبب في عشرات الإصابات الحرجة والمتوسطة، إلا أن ذلك لم يمنع هؤلاء من الانتقال إلى مواقع أخرى واستئناف عمليات رشق المعتصمين بالحجارة والطوب.

وفي سياق آخر، أعلن نقيب المهندسين الزراعيين المهندس عبد الهادي الفلاحات، انسحابه من لجنة الحوار الوطني، التي بدأت اجتماعاتها يوم السبت الماضي بإدارة حوار وطني مكثف حول مختلف التشريعات التي تتعلق بمنظومة العمل السياسي، وانضمامه إلى حركة «شباب 24 آذار»، كما أعلن رئيس اتحاد طلبة الجامعة الأردنية عبد السلام منصور انسحابه أيضا من لجنة الحوار الوطني.

ولم تتوقف الاحتجاجات عند الاعتصامات، بل تواصلت أمس المظاهرات عقب صلاة الجمعة، بمشاركة الآلاف في عمان وعدد من المحافظات الأردنية، مطالبين بالإصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية.

واعتصم المئات عقب صلاة الجمعة بالقرب من مسجد الكالوتي في منطقة الرابية بعمان القريب من مقر السفارة الإسرائيلية إحياء للذكرى الثالثة والأربعين لمعركة الكرامة، ورفضا للتطبيع مع العدو الصهيوني. وطالب المشاركون في الاعتصام الذي دعت إليه لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الوطنية بإلغاء معاهدة «وادي عربة» بين الأردن وإسرائيل، والإصلاح السياسي ومحاسبة الفاسدين.

واعتصم أيضا العشرات من أعضاء حزب «التحرير» المحظور أمام مسجد الجامعة الأردنية عقب صلاة الجمعة للمطالبة بإقامة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية.