الجيش اللبناني يوقف مشتبها به والبحث مستمر عن الإستونيين المختطفين

«الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة» لــ«الشرق الأوسط»: مستعدون للتعاون مع الجيش

TT

أوقف الجيش اللبناني مواطنا لبنانيا من بلدة الصويرة في منطقة البقاع لشبهات تدور حوله على خلفية اختطاف الإستونيين السبعة وذلك بعد مرور نحو 3 أيام على اختفائهم، فيما لا يزال مصيرهم يلفه الغموض ولم يعرف بعد مكان احتجازهم.

في هذا الوقت، تحدثت مصادر أمنية عن أن «الخاطفين لا يزالون في البقاع ولم يتمكنوا من مغادرة الأراضي اللبنانية»، وأكدت أن «المفارز الأمنية من مختلف الأجهزة تقوم بمسح شامل للمنطقة ولكاميرات المراقبة على طول طريق المصنع الصويرة ومجدل عنجر لمعرفة الوجهة التي سلكتها السيارات التي استقلها الخاطفون».

وفيما ترتكز التحقيقات على إمكانية أن تكون جهات فلسطينية تقف خلف الحادثة باعتبار أن الإستونيين دخلوا منطقة تقع تحت نفوذها عمليا وبالتحديد تحت سيطرة «الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة»، نفى المسؤول عنها في لبنان رامز مصطفى (أبو عماد) نفيا قاطعا ما يشاع، لافتا إلى أن «اتهام الجبهة يأتي في إطار استهدافها ومنذ فترة سياسيا وإعلاميا وأمنيا» وقال لـ«الشرق الأوسط»: «اتهامنا استهداف للمقاومة وهو بمثابة تقديم خدمة مجانية لأعداء القضية الفلسطينية وأعداء لبنان».

وأكد أبو عماد أن «الجبهة أبدت استعدادها للتعاون مع مخابرات الجيش اللبناني للكشف عن مصير الأجانب الـ7 ولا تزال» لافتا إلى أن «قنوات الاتصال مفتوحة مع الجهات الأمنية وبالتالي أي معلومة تصل إلينا لن نتردد في إيداعها الجهات المختصة».

وعما يحكى عن أن سيارات الخاطفين دخلت مخيم «عين البيضا» التابع للجبهة الشعبية، قال أبو عماد: «كي تتمكن السيارات من دخول عين البيضا لا بد أن تمر عبر حواجز تابعة للجيش اللبناني، وبالتالي كيف يستطيع الخاطفون أن يعبروا تلك الحواجز». ولدى سؤاله عن إمكانية دخول الجيش اللبناني إلى مخيم دار البيضا لتفتيشه، أكد مصطفى أن التواصل مع مخابرات الجيش قائم، وأضاف: «لا داعي للتفتيش».

وتابع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري المستجدات في هذا الإطار مع القنصل الفخري لجمهورية إستونيا في لبنان سامي القاموع، والمساعي المبذولة لمعرفة مكان وجودهم. وتوالت المواقف الداخلية المستنكرة لعملية الاختطاف، فشجب رئيس كتلة «نواب زحلة» النائب طوني أبي خاطر العملية محذرا من أن «هكذا أعمال تضرب مصداقية لبنان تجاه العالم وتعطي صورة سيئة عنه في الخارج». وقال أبو خاطر: «كنت مارا بالصدفة من مكان الحادث ووجدت الدراجات النارية التي كان يستقلها السياح إلى جانب الطريق، فظننت أن الأمر لا يعدو كونه حادث سير إلى أن تفاجأت بمعرفة خلفياته». وأسف لحصول هكذا أحداث أمنية مجددا في لبنان، «ما يذكرنا بالفلتان الأمني الذي كان سائدا أيام الحرب»، كاشفا أن «سياحا ينزلون في فنادق زحلة وشتورة غادروها. وهو أمر مؤسف جدا لما له من تأثير سلبي على الاقتصاد اللبناني».

وكان مسلحون مجهولون اختطفوا يوم الأربعاء الماضي 7 إستونيين كانوا على دراجات هوائية شرق مدينة زحلة في البقاع اللبناني متجهين من سهل تربل نحو منطقة كفرزبد. وقال شهود عيان إن «سيارة مرسيدس سوداء اللون من دون لوحات اعترضت سبيل هؤلاء الأشخاص تبعتها سيارة فان أقلتهم شرقا باتجاه كفرزبد قبل أن يتواروا عن الأنظار».