تنصيب البطريرك الراعي على كرسي البطريركية المارونية بمشاركة رسمية واسعة

استبدال تمثيل وفد سوري رسمي بسفير دمشق في بيروت

TT

خطفت بكركي أمس الأضواء من الاستحقاق الحكومي فحل أركان الدولة اللبنانية كافة ضيوفا على الصرح البطريركي الذي فتح أبوابه لآلاف الموارنة الذين توافدوا من مختلف المناطق اللبنانية والسورية وحتى من الأردن وقبرص ومصر للمشاركة في تنصيب المطران بشارة الراعي بطريركا على أنطاكيا وسائر المشرق.

وملأت الجماهير الباحة الكبرى للصرح قبل ساعات من موعد الحفل المسائي الذي لم يشارك فيه وفد وزاري سوري كما كان مقررا، واكتفى السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي بتمثيل الرئيس بشار الأسد. كما حضر الحفل عدد كبير من السفراء وممثلي دول عربية وأجنبية شهدوا على مراسم تولية البطريرك الراعي على كرسي البطريركية المارونية.

وبلافتات حيّت «ابن حملايا» وهي البلدة مسقط رأس البطريرك الجديد وبالأعلام اللبنانية لوّح المشاركون في الاحتفال الذي صفقوا عاليا مع تسليم البطريرك المستقيل نصر الله صفير عصا الرعاية للبطريرك الجديد مار بشارة بطرس الراعي ليصبح بذلك البطريرك الـ77 للكنيسة المارونية.

وفي أول كلمة له بعد تنصيبه بطريركا، شدّد البطريرك الراعي على أن «مجد لبنان ينتقص بالانغلاق على الذات والتقوقع وينمو ويعلو بالانفتاح على الآخر، على الشرق وعلى العالم»، وقال: «المجد يعطى للبنان وشعبه إذا كنا كلنا للوطن، كما ننشد. فالوطن ليس لطائفة أو حزب أو فئة. ولن يحتكره أحد لأن في احتكار فئة له احتقارا لنا جميعا، وفقدانا لهذا (المجد)، الذي عظمته في تنوع عائلاته الروحية وغناها، ولا أقول في تنوع طوائفه لأنها صبغت بألوان سياسية وحزبية ضيقة انتزعت من هذه الطوائف قدسيتها وأصالة إيمانها وروحانية دينها» مستذكرا المقولة القائلة: «ويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقل فيها الدين». وتوجه البطريرك الراعي لـ«ممثلي رؤساء الدول الشقيقة»، واعدا بالمحافظة «على علاقاتنا التضامنية مع العالم العربي والسعي لتوطيدها وإقامة حوار صادق وعميق مع إخواننا المسلمين، لنبني معا مستقبل عيش مشترك وتعاونا. ذلك أن مصيرا واحدا يربط بين المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة».

وكان البابا بنديكتوس السادس عشر وعبر السفير البابوي المطران غابريال كاتشيا، وجّه رسالة للبطريرك الجديد واصفا تنصيبه بـ«الحدث الاستثنائي للكنيسة برمتها» معلنا عن ثقته «أنه وبواسطة مشورة البطريرك صفير الحكيمة وبالتعاون مع أساقفة المجمع سيحظى بالقوة التي تنورها الحكمة من أجل قيادة الكنيسة المارونية موحدا الدولة اللبنانية بفضل مساهمات كل الديانات الموجودة في هذا البلد ليضطلع الشرق بدور التضامن والوحدة والسلام في العالم».

بدوره، شدّد الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الأباتي سمعان أبو عبده، على أنه «من واجبنا ألا نضع البطريرك الجديد بشارة بطرس الراعي في خانة أحد»، مشيرا إلى أنه «من مسؤوليتنا جميعنا أن نصلي من أجله وأن نقف إلى جانبه ليكون الراعي الذي يقود القطيع إلى الخلاص الوطني، الإنساني والروحي». ولفت أبو عبده إلى أن البطريرك الأسبق نصر الله صفير «علّمنا درسا في التواضع لن ننساه أبدا»، مشددا على أنه «أمام كل القتل والتجاذبات والتمسك بالسلطة من قبل السياسيين، أتى قراره بالتنحي ليأخذ غيره هذا المكان».