السليمانية: المتظاهرون يؤدون صلاة الجمعة الخامسة وسط هدوء

تقارير عن لقاء مرتقب بين زعماء السلطة والمعارضة

TT

أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بحكومة إقليم كردستان قرارا ببدء الدوام الرسمي بجامعات ومعاهد كردستان اعتبارا من اليوم، بعد توقف دام عدة أسابيع على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي عمت بعض مناطق محافظة السليمانية، فيما دعا عدد من أساتذة جامعة السليمانية وطلابها، في بيان أصدروه أمس، إلى تلبية مطالب الجماهير المحتجة بساحة السراي، مؤكدين أن «استئناف الدراسة في الجامعة لا يؤثر على استمرار الاحتجاجات ولا يعني انتهاءها، بل إن الطلبة والأساتذة مصرون على تلبية جميع المطالب الشعبية المطروحة أمام قيادة الإقليم».

وكان إغلاق جامعة صلاح الدين وصرف طلبتها إلى بيوتهم منذ شهر تقريبا أثار احتجاجات الطلبة وعدد من منظمات المجتمع المدني التي رأت في بياناتها وتصريحاتها أن الإغلاق جاء لقطع الطريق أمام اندلاع المظاهرات الطلابية في حدود محافظة أربيل، لكن وزارة التعليم العالي أكدت في بيانها أمس أن «إغلاق الجامعة كان بسبب حلول العطلة الربيعية التي بدأت من 10 إلى 25 من شهر مارس (آذار) الحالي، وهي العطلة المعتادة سنويا، ولا علاقة لوقف الدوام بالجامعة بالمظاهرات الاحتجاجية»، مؤكدة أن «الدوام الرسمي بجامعات كردستان سيبدأ اعتبارا من اليوم 26/3/2011، وستستقبل قاعات الدرس بالكليات والمعاهد الطلبة، وتأمل الوزارة أن تسير الدراسة خلال الجزء الثاني من السنة الدراسية البالغ 15 أسبوعا بنجاح، وعلى الأساتذة والطلبة أن يحافظوا على انسيابية الدوام».

وهددت الوزارة بأنها ستكثف من مراقبتها لقاعات الدراسة بشكل صارم، ولن تقبل بغياب أي طالب سواء بشكل فردي أو جماعي، ولن تقبل بأي انتهاكات لحرم الجامعة، وعلى الجميع الالتزام بمسيرة التعليم، ولن تسمح الوزارة بأي تدخلات خارجية في شؤون الجامعات».

وعلى الصعيد الميداني، أدى أكثر من عشرة آلاف من المتظاهرين للجمعة الخامسة على التوالي صلاة الجماعة بساحة السراي بمدينة السليمانية، بإمامة الملا شاخوان كريم سيامند، الذي دعا في خطبته إلى الاستعجال بتلبية مطالب المتظاهرين، والامتناع كلية عن إراقة دماء أي من أبناء الشعب الكردي. ووجه الملا سيامند انتقادات حادة إلى قيادة الإقليم لـ«عجزها عن الاستجابة لمطالب الشارع الكردي على الرغم من مرور 37 يوما على بدء المظاهرات الاحتجاجية».

من جهته، أصدر اتحاد علماء مسلمي كردستان بيانا أشار فيه إلى تلقي عدد من أعضائه تهديدات بالقتل عبر رسائل الهاتف الجوال. وقال البيان «وصلتنا معلومات بأن عددا من علماء الدين في السليمانية تم تهديدهم برسائل عبر الموبايل، فيما أصيب أحد العلماء برصاص من قبل مجهولين، وتعرض عدد آخر منهم إلى الرشق بالحجارة في مدينة حلبجة، وجرى كذلك الاعتداء على عدد آخر منهم في جمجمال وكلار، ولذلك فإن اتحاد العلماء المسلمين في كردستان يدين بشدة هذه الاعتداءات الإجرامية، ويؤكد أنه سيدافع عن أعضائه، ورغم وقوع تلك الاعتداءات فإن الاتحاد لا يستطيع اتهام أي طرف بتلك التهديدات لأنها تأتي عبر رسائل من أرقام مجهولة».

في غضون ذلك، علمت «الشرق الأوسط» من مصادرها القيادية أن «الترتيبات تجري حاليا لعقد اجتماع ثلاثي بين قيادات في الحزبين الحاكمين (الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني) وحركة التغيير المعارضة، داخل إحدى قاعات البرلمان الكردستاني، بعيدا عن تدخلات الحكومة والبرلمان. وتوقعت تلك المصادر أنه «في حال توصلت الأطراف الثلاثة إلى اتفاق بشأن إنهاء الاحتجاجات وتهدئة الشارع الكردي، فإن الاجتماعات ستتواصل لبلورة مشروع إصلاحي شامل على مستوى الإقليم يعرض على الزعماء الثلاثة (مسعود بارزاني وجلال طالباني ونوشيروان مصطفى) لوضع تواقيعهم عليه عبر عقد اجتماع ثلاثي بينهم».