رئيس وزراء اليابان: الأزمة النووية لم تنته وعلينا البقاء مستعدين

الأمم المتحدة تدعو لإعادة تقييم نظام السلامة النووية العالمي

رئيس الوزراء الياباني ينحني أمام علم بلاده، تذكرا لضحايا كارثة التسونامي، قبل مؤتمره الصحافي في طوكيو أمس (رويترز)
TT

أكد رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان، أمس، أن محطة الطاقة النووية المعطوبة في شمال شرقي البلاد ما زالت في حالة غير مستقرة، في وقت دعت الأمم المتحدة إلى إعادة تقييم نظام السلامة النووية العالمي.

وقال كان في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون «الوضع في منشأة فوكوشيما دايتشي لم يقترب من الحد الذي يمكن أن نشعر عنده بالارتياح. نبذل جهودا لمنع الوضع من التفاقم، لكن ما أفهمه هو أننا لا يمكننا أن نشعر بالارتياح. ويجب أن نظل على أهبة الاستعداد». وأضاف كان أن الحكومة ستواصل مشاركة المعلومات بشأن انتشار الجزيئات المشعة. وتابع قائلا: «كشفنا بسرعة عن المعلومات للمواطنين والمجتمع الدولي بطريقة شفافة. وفي نفس الوقت أوضحنا تماما التأثير على الصحة وسنستمر على هذا النهج».

وجاء خطاب كان بعد مرور أسبوعين على وقوع زلزال هائل وموجات مد دمرت الساحل الشمالي الشرقي وأدخلت البلاد في أزمة نووية. ويحاول مهندسون احتواء الموقف في محطة فوكوشيما التي تتكون من ستة مفاعلات وتقع على بعد 250 كيلومترا شمال العاصمة، بعد نحو أسبوعين من زلزال مدمر وأمواج مد عاتية ألحقت أضرارا بالمحطة النووية وخلفت دمارا هائلا في شمال شرقي البلاد ونحو 26 ألفا بين قتيل ومفقود. ولم تقع حوادث انطلاق دخان أو بخار جديدة في المحطة أول من أمس، لكن أربعة من مفاعلاتها لا تزال تعتبر غير مستقرة على الرغم من أنها في طريقها للاستقرار.

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، إن الوقت حان لإعادة تقييم نظام السلامة النووية الدولي في أعقاب أزمة اليابان. وقال بان في بيان إن «الوضع في اليابان أثار دعوات لإعادة تقييم إطار عمل الاستجابة الدولية للطوارئ ونظام السلامة النووية. وإنني أؤيد تلك الدعوات».

وحذرت السلطات سكان طوكيو، البالغ عددهم 13 مليون نسمة، من شرب الأطفال حديثي الولادة من مياه الصنابير، بعد أن بلغ التلوث ضعف المستوى الآمن هذا الأسبوع. لكن المستويات تراجعت إلى كميات مسموح بها. وعلى الرغم من مناشدة الحكومة المواطنين عدم الذعر، فإن المياه المعبأة نفدت من المتاجر الكبيرة. وتم رصد إشعاعات أعلى من المستويات الآمنة في الحليب والخضراوات القادمة من فوكوشيما، حيث تقع المحطة النووية المتضررة على ساحل المحيط الهادئ. وقالت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء إنه تم اكتشاف سيزيوم مشع يزيد 8.1 مرة عن المستوى الطبيعي في الخضراوات الورقية المزروعة في منشأة أبحاث بطوكيو.

وقالت الصين أمس إن مسافرين يابانيين وصلا إلى شرق الصين عن طريق الجو تبين أنهما مصابان بمستويات إشعاع «تفوق بشكل خطير الحدود» حينما دخلا البلاد الأربعاء. وقالت الإدارة العامة للإشراف على الجودة والفحص والحجر الصحي مشيرة إلى مستويات الإشعاع «أظهرت الاختبارات أن المستويات لدى المسافرين فاقت الحدود بشكل خطير». وقال البيان إن المسافرين تم تقديم علاج طبي لهما ولا يشكلان خطرا إشعاعيا على الآخرين. كذلك، قالت سنغافورة إنها اكتشفت تلوثا إشعاعيا في أربعة أنواع من الخضراوات القادمة من اليابان. وكانت سنغافورة وأستراليا انضمتا في وقت سابق إلى الولايات المتحدة وهونغ كونغ في فرض قيود على واردات الأغذية والحليب من المنطقة، في حين أصبحت كندا أحدث دولة تشدد إجراءات الفحص بعد أسوأ كارثة نووية يشهدها العالم منذ كارثة تشرنوبيل.

من ناحية أخرى، قال مسؤول في قطاع الشحن إن بعض السفن التجارية ربما تتجنب ميناء طوكيو بسبب مخاوف من تعرض أفراد الطواقم للإشعاع. ورصدت جسيمات مشعة في مناطق بعيدة وصلت إلى آيسلندا غير أن اليابان تصر على أن المستويات لا تمثل خطرا على البالغين. ووصلت الخسائر الناجمة عن الزلزال، الذي بلغت شدته 9 درجات، وأمواج المد الذي أعقبته، إلى نحو 300 مليار دولار لتكون هذه أكبر كارثة طبيعية تكلفة في العالم، ويتضاءل إلى جانبها زلزال كوبي الذي ضرب اليابان عام 1995 وإعصار كاترينا الذي اجتاح نيو أورليانز في الولايات المتحدة عام 2005.