محاولتان جديدتان للانتحار حرقا في تونس

الأمم المتحدة تعتزم إرسال خبراء لمساعدة تونس على الإعداد للانتخابات

TT

أقدم تونسيان في الكاف (شمال غرب) وسيدي بوزيد (وسط غرب) أمس على محاولة الانتحار حرقا بسبب مشكلات نفسية واجتماعية. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان أن «شخصا يبلغ من العمر 46 عاما أقدم صباح الجمعة بمدينة الكاف على إضرام النار في نفسه»، ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأضاف المصدر أنه «تبين من التحريات والشهادة التي قدمتها زوجته أن المعني كان يعاني من اضطرابات نفسية، وسبق أن حاول الانتحار». وكانت الوكالة قالت سابقا إن إقدام هذا الشخص على محاولة الانتحار جاء «احتجاجا على عدم حصوله على عمل». وأكد مصدر طبي في مستشفى الحروق البليغة في بن عروس أن «كهلا من الكاف في أواخر الأربعينات أودع اليوم المستشفى وهو في حالة حرجة جدا».

كذلك، قال بيان الداخلية إن شابا يبلغ من العمر 26 عاما حاول الانتحار حرقا في مقر سكناه في مدينة المكناسي (ولاية سيدي بوزيد) ونقل إلى مستشفى بصفاقس (جنوب) لتلقي العلاج. وأضاف المصدر «أثبتت التحريات الأولية أن الأسباب التي دفعت الشاب إلى إحراق نفسه تعلقت بخلافات بينه وبين أفراد عائلته».

وشهدت بعض مناطق تونس في الأيام الأخيرة محاولات مماثلة على خلفية البطالة ومشكلات اجتماعية. وكان إحراق محمد البوعزيزي، البائع المتجول الشاب (26 عاما)، نفسه في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، احتجاجا على إهانة تعرض لها من عناصر الشرطة البلدية والسلطة المحلية، فجر ثورة شعبية في تونس انتهت بالإطاحة بنظام زين العابدين بن علي في 14 يناير (كانون الثاني) الماضي.

إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، مساء أول من أمس، أن المنظمة سترسل قريبا فريق خبراء إلى تونس لمساعدتها على الإعداد لانتخابات المجلس التأسيسي المقررة في 24 يوليو (تموز) المقبل، حسب بيان لمركز إعلام الأمم المتحدة بتونس الجمعة. وأوضح البيان أن الأمين العام أعلن أن «الأمم المتحدة سترسل قريبا فريق خبراء إلى تونس لمساعدة هذا البلد في إعداد الانتخابات القادمة». وأضاف أن بان كي مون «أعلن ذلك مساء الخميس إثر اجتماع مع مجلس الأمن أبلغه فيه بنتائج زيارته الأخيرة لتونس ومصر». وقال البيان أيضا إن بان كي مون أكد إثر الاجتماع أن «تونس أبلغتنا أنها بحاجة إلى مساعدة لإصلاح قطاع الأمن ومن أجل تحديث نظامها القضائي». وكان بان كي مون زار الثلاثاء الماضي تونس، حيث أجرى بالخصوص مباحثات مع المسؤولين التونسيين، وأكد استعداد الأمم المتحدة لدعم المسار الديمقراطي في البلاد بعد ثورة 14 يناير التي أطاحت بنظام بن علي.

من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، أمس في تونس، أن إيطاليا قررت منح تونس قرضا بقيمة 80 مليون يورو لمساعدتها في التصدي للهجرة غير الشرعية. وأوضح فراتيني في مؤتمر صحافي في مطار تونس قرطاج الدولي قبيل مغادرته أن هذا المبلغ «يهدف إلى وضع التجهيزات الملائمة تحت تصرف الحكومة التونسية للتصدي لموجات الهجرة ولتدريب خفر السواحل» التونسيين. وأضاف «نحن على استعداد لمساعدة المهاجرين التونسيين على العودة طوعا إلى بلدهم»، مؤكدا ضرورة «وضع حد لتجارة تهريب البشر».

ومنذ الإطاحة بنظام بن علي، وصل نحو 16 ألف مهاجر تونسي إلى إيطاليا، خصوصا إلى جزيرة لامبيدوزا الصغيرة جنوب صقلية. وتؤوي هذه الجزيرة في ظروف سيئة نحو ستة آلاف مهاجر، بينهم 2200 في مركز لاستقبال مهاجرين غير شرعيين مخصص في الأصل لاستقبال 850 شخصا. وأجرى فراتيني، الذي قام أمس بزيارة رسمية لتونس برفقة وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني، مباحثات مع رئيس الوزراء التونسي المؤقت الباجي قائد السبسي، ووزيري الخارجية المولدي الكافي والداخلية فرحات الراجحي.