«ناتو مصغر» يقود العمليات العسكرية على ليبيا بالاشتراك مع قوات التحالف

حلف الأطلسي يشرف على حظر الطيران.. والتحالف الدولي يستهدف القوات البرية

رادار في مدينة طرابلس، يبدو مدمرا بعد تعرضه إلى غارة من قبل طائرات قوات التحالف الليلة قبل الماضية دون وقوع ضحايا (رويترز)
TT

عقب اجتماعات استمرت ما يقرب من أسبوع وبالتحديد نهاية الأسبوع الماضي، وعلى مستوى السفراء الدائمين للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أعلن الحلف أن قيادته للعمليات العسكرية في ليبيا، ستتم بطريقة مشتركة، وستبدأ فعلا من الناحية العملية الأسبوع المقبل.

وبموجب هذا الاتفاق سيقوم حلف الأطلسي بعمليات لمنع طائرات القذافي من التحليق في الأجواء، وإسقاطها إذا احتاج الأمر، بينما يواصل التحالف الدولي استهداف القوات البرية.

وسيبدأ حلف الأطلسي تطبيق منطقة حظر طيران فوق ليبيا، وأكدت الناطقة باسم الحلف أونا ليجنسكو، أن القيادة ستكون بمثابة «ناتو مصغر»، مشددة على أهمية المشاركة العربية في العملية. وأضافت منوهة إلى أن مهمة الناتو تنحصر في إدارة منطقة حظر الطيران فوق ليبيا، بينما تستمر قوات التحالف المؤلف من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا في إدارة العمليات على الأرض في ليبيا. وأردفت: «مهمة الناتو تأتي في إطار حرصنا على تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة»، حسب قول الناطقة، التي ذكرت بالعملية التي أطلقها الناتو من أجل تدعيم المراقبة الجوية والبحرية على حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.

وحول ما إذا كان الحلف سيمنع توريد الأسلحة إلى القوات الموالية للقذافي فقط، أشارت الناطقة إلى أن القرار الدولي يشدد على فرض مراقبة لمنع توريد الأسلحة إلى ليبيا بالكامل، على حد وصفها. واعتبرت في تصريحات أمس أن موافقة البرلمان التركي على تعاون أنقرة مع الحلف يعتبر أمرا جيدا، و«هذا ما سيسمح بوضع كافة الإمكانيات بتصرف الحلف لاتخاذ القرارات المناسبة»، وجاء ذلك بعد أن قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس راسموسين، إن بلدان الحلف اتفقت على تطبيق منطقة حظر الطيران فوق ليبيا لحماية المدنيين.

وحسب تصريحات المسؤولين داخل الحلف، اتفقت الدول الأعضاء على تعزيز منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا، وإسناد مهمة العمليات العسكرية لقوات التحالف في الأيام القليلة المقبلة، ويقول راسموسين الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: «سنتعاون عن قرب مع شركائنا في المنطقة ونرحب بمساهماتهم».

لكن هذا الإعلان ليس نهائيا، لا سيما أن اجتماعا سيعقد الثلاثاء في لندن لبحث القضية تشارك فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي أفادت بأن حكومات كل دول حلف شمال الأطلسي الثماني والعشرين أعطت التعليمات إلى عسكرييها للمشاركة في عملية التحالف الدولي في ليبيا.

وأضافت كلينتون التي تحدثت للصحافيين في أعقاب اتفاق دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) على إدارة منطقة حظر الطيران فوق ليبيا، أن «كل حلفائنا الثمانية والعشرين سينضمون إلى العملية للقيام بمهمة أوسع لحماية المدنيين». وأضافت: «الناتو مؤهل جدا للتنسيق في هذا الجهد العالمي وضمان فاعلية الدول المشاركة مع بعضها البعض للأهداف المشتركة، قوات القذافي تراجعت، لكنها لا تزال تشكل تهديدا بالنسبة للمدنيين».

وفي وقت سابق قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إن قيادة العمليات العسكرية الغربية في ليبيا ستنقل من الولايات المتحدة إلى حلف شمال الأطلسي خلال يوم أو يومين. وأضاف أوغلو للصحافيين، أن «العملية ستسلم إلى حلف الأطلسي بصورة كاملة». أما وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه فقد أكد على شرعية العمليات العسكرية قائلا: «إن القرار 1973 الصادر عن مجلس الأمن كان قرارا هاما للقيام بعمليات عسكرية لحماية المدنيين». من جهتها أكدت بريطانيا أنها لن تذهب في عملياتها مع التحالف أبعد مما أقر به مجلس الأمن. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: «إن الهدف هو حماية المدنيين وأن نقيم منطقة الحظر الجوي في ليبيا والأهم أننا لن نذهب إلى ما هو أبعد من ذلك». إيطاليا وأميركا وبريطانيا كانت قد شددت دعواتها لحلف شمال الأطلسي لتولي قيادة ومراقبة العمليات.

وأكدت قوات التحالف، أي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، الحاجة إلى دفع دول عربية إلى المشاركة. لكن حتى الآن لم تعلن سوى قطر والإمارات العربية المتحدة مشاركتها. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: «كررنا دائما أن قيادة ومشاركة عربية أمر أساسي».