شباب التغيير والحرية: نأكل مع جنود الجيش ونحافظ جميعا على سلامة المعتصمين

انتشار الجيش حد من وجود البلطجية وأعطى شعورا بالطمأنينة لدى المعتصمين

TT

تجاوزت ساحات التغيير والحرية في المدن اليمنية حالات الخوف من الاعتداء أو الهجوم عليها مع انضمام قيادات الجيش والأمن إليها وقيامهم بحماية ساحات الاعتصامات بعد انسحاب قوات الأمن المركزي ومكافحة الشغب.

لقد شعر اليمنيون بالهيبة والخوف بعد حوادث القتل التي رافقت ساحات الاعتصامات في المدن اليمنية، التي تصدرتها صنعاء يوم 25 فبراير (شباط) الماضي، بمقتل 53 شابا.

تبدأ حواجز الحماية لساحة التغيير بحاجز من الجيش فيستوقفك جنود مسلحون من الجيش برشاشاتهم الكلاشنيكوف، وبابتسامة عسكرية، يقول لك الجندي: ادخل. بعدها يقابلك حاجزان للجان الأمنية التابعة لشباب الاعتصام، يتحسسون جيوبك وملابسك وما تحمله، مع ابتسامة مرحبة بدخولك، لكن الأمر لا ينتهي عند ذلك فهناك لجان أمنية منتشرة في ساحات الاعتصام، وهي عبارة عن أشخاص مجهولين يقومون بمراقبة ساحات الاعتصام والخيام ومنع حدوث ما يعكر سلامة المشاركين فيه.

منذ الأحد الماضي وبعد انسحاب قوات الأمن ومكافحة الشغب من ساحة التغيير بصنعاء، ونزول جنود الفرقة الأولى شعر المعتصمون بالطمأنينة، التي افتقدوها طوال 34 يوما بساحة التغيير و45 يوما بساحة الحرية بتعز إضافة إلى المدن الأخرى.

يقول العماد محمد، شاب يحرس مع لجنة النظام المدخل الشرقي لساحة التغيير: «لقد كنا طوال الأيام الماضية لا نقدر على النوم أو الشعور بالراحة، كان بعضنا يواصل يومهم من دون نوم». ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «وبعد نزول جنود الجيش بدلا من الأمن تغير الوضع بشكل كبير، وأصبحنا سعيدين بهم وواثقين من أن الاعتداءات لن تتكرر مرة أخرى».

الكثير من المتهمين بالاعتداء على ساحة التغيير تم الإمساك بهم عن طريق اللجان الأمنية التابعة للشباب، وفي «جمعة الكرامة» التي وقعت فيها المجزرة الدامية كان لهذه اللجان الدور الأكبر في اعتقال أكثر من 19 شخصا متهمين بالتسبب في الأحداث، وحققوا معهم، قبل أن يتم تسليمهم إلى الجهات المختصة بحسب قيادي في اللجنة الأمنية، كما لم يسلم أعضاء هذه اللجان من حوادث القتل؛ حيث قتل الكثير منهم برصاص قناصة.

الكثير من الأهالي في حي جامعة صنعاء وما حول ساحة الاعتصام يشعرون أيضا بالأمان، كما يقولون، خاصة بعد رحيل من كانوا يسمون أنفسهم البلطجية.

يقول الفنان اليمني عبد الرحمن الأخفش لـ«الشرق الأوسط» وهو من سكان الحي: «قبل أسبوع انتشر في حارتنا أشخاص لا نعرفهم وليسوا من الحارة تحت مسمى لجان شعبية كانوا يمنعون الناس من المرور، ويخوفون السكان من شباب الاعتصام، لكن مع انسحاب الأمن المركزي انسحبوا ولم نعد نجد لهم أثرا».

الكثير من الجدران بُنيت في الشوارع الفرعية لساحة التغيير، بعضها بُني من قبل أهالي الحي والبعض لا يُعرف من بناها، كما يقول عبد الستار الشرعبي لـ«الشرق الأوسط».

ويضيف الشرعبي، وهو من سكان شارع الزراعة القريب من المدخل الشرقي للساحة: «في الأسابيع الأولى من الاعتصامات كان يمنعنا أشخاص لا نعرفهم من دخول حارتنا، وطلبوا مني صورة من أجل أن يستخرجوا لي تصريحا للمرور إلى مسكني، كما يمنعون أي مواطن من الدخول إلى الساحة».

ويؤكد سكان الحي أنهم الآن غير متخوفين على منازلهم من الاقتحام أو الاعتداء، فبحسب رئيس اللجنة الإعلامية الميدانية لساحة التغيير إبراهيم الذيفاني، فإن «السكان يقدمون الدعم من الاحتياجات الضرورية للمعتصمين، مثل الكعك والخبز والماء، ويوم الجمعة الماضي كان يتم رش الماء على المعتصمين من أسطح المنازل للتبريد على المعتصمين من حرارة الشمس، إضافة إلى رمي الريحان لتوزيعه عليهم».