احتمالات التحالف بين مرشحي الرئاسة في مصر تثير جدلا

البرادعي: لا أمانع.. موسى: مستعد للتعاون.. الأشعل: تفسد المعركة.. صباحي: غير واردة

TT

دخلت انتخابات الرئاسة المصرية مرحلة جديدة من الحراك السياسي. ففي الوقت الذي أعلن فيه بعض مرشحي الرئاسة استعدادهم للدخول في تحالفات مع مرشحين آخرين، اعترض آخرون على المبدأ لأن فيه فسادا لمعركة الرئاسة، ولكون حدوثها غير منطقي إلا إذا قبل طرف أن يكون رئيسا والآخر نائبا. وشرع مراقبون في وضع تصورات مستقبلية للتحالفات بين مرشحي الرئاسة، خاصة مع بدء سباق الانتخابات الرئاسية نظريا، وظهور منافسين أقوياء أمثال الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، والمستشار هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض، وحمدين صباحي رئيس حزب الكرامة تحت التأسيس، وطلعت السادات النائب البرلماني السابق وابن شقيق الرئيس الأسبق أنور السادات، وعبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق، وسامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري، بالإضافة إلى منافسين أصحاب تجارب سابقة أمثال الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد المعارض، والدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد الأسبق.

وطرحت مؤخرا فكرة، قيام تحالف بين البرادعي والبسطويسي ليكون أحدهما رئيسا والآخر نائبا، وهي الفكرة التي رفضها البسطويسي تماما، ثم طرحت فكرة التحالف بين البسطويسي وصباحي، وهي الفكرة التي لاقت قبولا من الطرفين وتم تحديد لقاء بينهما خلال الفترة المقبلة لبحث سبل التحالف، ودعت بعض الأصوات البرادعي إلى أن يفكر في التحالف مع شخصية تحظى بقبول جماهيري واسع مثل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين الذي أعرب مؤخرا عن ترشحه للرئاسة.

وأكد عمرو موسى أنه استعد للتعاون مع البرادعي ومع غيره من المتعرضين للعمل العام، حال فوزه في انتخابات الرئاسة.

وقال أحمد صالح، عضو المكتب الإعلامي لحملة دعم البرادعي، أنه بدأ سلسلة تحالفات منذ ثاني يوم وصل فيه إلى مصر قبل عامين، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إن الدكتور البرادعي لا يمانع في التحالف أو التكتل مع أي مرشح للرئاسة، ما دام في هذا التكتل مصلحة البلاد»، موضحا أن البرادعي «ذكر في أكثر من لقاء جمعنا، أنه يرحب بفكرة التحالف مع أي مرشح ما دام أنها سوف تخدم المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يحدد مرشحا بعينه يمكن التحالف معه».

في المقابل، اعتبر السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية، المرشح، أن التحالفات التي تظهر على الساحة الآن بين مرشحي الرئاسة ليست تحالفات بالمعنى المفهوم، بل هي تحالفات تأتي نتيجة صداقة تجمع المرشحين مع بعضهم، ضاربا مثالا بالتقارب الذي حدث بين صباحي والبسطويسي.

وقال الأشعل لـ«الشرق الأوسط»: «أرفض التحالف مع جميع الأسماء المطروحة للرئاسة خاصة موسي والبرادعي ونور»، معربا عن تخوفه من إفساد معركة الرئاسة بسبب التكتلات بين مرشحين أو أكثر. وأضاف أنه عندما يكون التنافس فرديا، فسوف يزيد ذلك من حدة المنافسة.

واستبعد أمين إسكندر، وكيل مؤسسي حزب الكرامة الناصري، فكرة التحالفات قائلا: «فكرة التحالف بين صباحي والبسطويسي غير واردة، مع احترامنا لتاريخ البسطويسي في القضاء المصري». وأضاف «منطقيا، لا يمكن أن يحدث تحالف بين اثنين من المرشحين، إلا إذا قبل طرف أن يكون رئيسا وقبل الثاني أن يكون نائبا، وهو الأمر الذي قد لا يحدث بين المرشحين المحتملين للرئاسة، أو عقب ظهور فوز أحد المرشحين بالرئاسة، وقيامه باختيار أي من الأسماء الخاسرة نائبا له».

وكشف عصام شيحة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، ذو التوجه الليبرالي المعارض عن أن مرشح حزب الوفد لن يمانع التحالف مع المرشحين الآخرين، بشرط أن يتضمن الاتفاق مزايا للحزب، لأن المسألة تحكمها حسابات وليست مجرد دعم مرشح. وقال لـ«الشرق الأوسط» ليس «معنى تأييد الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب لعمرو موسي مرشحا للرئاسة، أننا جميعا موافقون عليه»، لافتا إلى أن هناك أكثر من اسم يدور داخل أروقة الحزب مثل الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الأسبق، والدكتور جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، ورجل الأعمال نجيب ساويرس. وأكد ياسر حسان، عضو الهيئة العليا للوفد، أن رئيس الحزب اتفق على مرشح الرئاسة وسوف يكون من خارج الحزب، وسينضم إليه. وقال: «مرشح الوفد لقي قبولا من شخصيات مسيحية، وقد يلقى قبولا من جماعة (الإخوان)، وإذا حدث عليه خلاف فسوف يكون بسبب دعم الجماعة للبرادعي».