اشتباكات في اللاذقية.. وإحراق مبنى حزب البعث في قرية طفس.. واستمرار المظاهرات في درعا

السلطات السورية تتهم «عصابات مسلحة» بقتل المدنيين

TT

في وقت استمرت فيه المظاهرات أمس في درعا واللاذقية، وضعت السلطات السورية اللوم على «عصابات مسلحة» في قتل المدنيين. وأعلن مصدر سوري رسمي لوكالة الصحافة الفرنسية أمس أن قناصين تابعين لـ«مجموعة مسلحة» قاموا بإطلاق النار في مدينة اللاذقية الساحلية ما أسفر عن مقتل شخصين وجرح آخرين. وأوضح المصدر أن «قناصة تابعين لمجموعة مسلحة قاموا بإطلاق النار على المارة في اللاذقية ما أسفر عن مقتل شخصين وجرح اثنين آخرين». وكان مسؤول سوري رفيع أعلن في وقت سابق أن «مجموعة مسلحة احتلت أسطح أبنية في بعض أحياء مدينة اللاذقية وقامت بإطلاق النار على المارة والمواطنين وقوى الأمن».

وأكد شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية سقوط ما بين 40 إلى 60 جريحا من أفراد قوات الأمن السورية وعدد من المتظاهرين في مدينتي اللاذقية وجبلة شمال غربي سورية اليوم أمس إثر اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين يطالبون بإصلاحات في البلاد.

وقال سكان إن آلاف المشيعين في قرية طفس قرب بلدة درعا بجنوب سورية أشعلوا النيران في مقر محلي لحزب البعث ومركز للشرطة أمس أثناء تشييع جنازة محتج قتل أول من أمس في درعا.

وقال شاهد عيان في درعا إن قوات الأمن السورية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين الذين نظموا اعتصاما في واحد من الميادين الرئيسية في بلدة درعا. وأضاف الشاهد: «كان عدة مئات من الشبان يحاولون تنظيم اعتصام. وفرقتهم قوات الأمن المركزي التي أطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع». ودعا المحتجون لإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد. وفي وقت مبكر من صباح أمس، أعلنت المساجد في أنحاء درعا أسماء «الشهداء» الذين ستشيع جثامينهم في وقت لاحق من اليوم. وأزال عمال البلدية الحطام من حول تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أسقطه المحتجون.

وأشار شاهد عيان آخر لوكالة رويترز أن المئات من المحتجين تجمعوا أمس في ميدان رئيسي بمدينة درعا وهم يطالبون بالحرية. وأضاف أن 3 من الشبان المحتجين صعدوا إلى ما تبقى من تمثال الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي حطمه المحتجون أول من أمس ورفعوا قطعة من الورق المقوى كتب عليها شعار «الشعب يريد إسقاط النظام».

وفي حمص استمرت الملاحقات يوم الجمعة حتى ساعة متأخرة من الليل، على خلفية سقوط قتيلين ينتميان لواحد من أكبر العشائر البدوية في المحافظة فيما ساد هدوء حذر يوم أمس السبت الذي شهد تشييع أحد الذين سقطوا يوم الجمعة وبهدوء شديد. وحول ما جرى في حمص، قال بيان رسمي صدر يوم أمس أن «مجموعة مسلحة استغلت تجمعا لبعض المواطنين في مدينة حمص واقتحمت نادي الضباط وقامت بأعمال تخريب وكسر وإطلاق نار ما أدى إلى استشهاد المواطن عادل فندي وإصابة آخرين إضافة إلى إلحاق الأذى والضرر بالنادي والمحال التجارية المجاورة».

وحول ما جرى في مدينة الصنمين في محافظة درعا، قال مصدر سوري مسؤول إن «مجموعة مسلحة قامت يوم الجمعة بمهاجمة مقر للجيش الشعبي في بلدة الصنمين محاولة اقتحامه فتصدى لها حراس المقر وأسفر الاشتباك عن مقتل عدد من المهاجمين». وأضاف المصدر أن «قوات الأمن ستواصل ملاحقة العناصر المسلحة التي تروع السكان والأهالي وتحاول العبث بأمن الوطن والمواطنين».

وأظهرت لقطات فيديو وضعت على الإنترنت محتجين يقومون بتشويه ملصق بصورة للرئيس السوري بشار الأسد في درعا بجنوب البلاد وملصق آخر لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد في مدينة حمص. ووقع الحادث في يوم انتشرت فيه الاحتجاجات في أنحاء سورية، وأريق مزيد من الدماء بعد صلاة الجمعة مع إعلان تقارير أن 23 شخصا على الأقل قتلوا بما في ذلك ولأول مرة في العاصمة دمشق. وكانت المعلومات بشأن الضحايا محدودة وفرضت سلطات الرئيس بشار الأسد قيودا على تحركات الصحافيين.

وجاء ذلك في وقت ذكرت المجموعة الدولية للأزمات أن الأسد البالغ من العمر 45 عاما والذي تلقى تعليمه في بريطانيا قد يستعين برصيد من حسن النية لدى الجماهير لتفادي المواجهة وتطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية. وقالت أول من أمس إن «سورية تواجه ما سيصبح سريعا لحظة حاسمة لقيادتها. لا يوجد سوى خيارين. أحدهما يتضمن مبادرة فورية ومحفوفة بالمخاطر بشكل حتمي ربما تقنع الشعب السوري بأن النظام مستعد للقيام بتغيير كبير. والآخر ينطوي على قمع متصاعد يتضمن كل الفرص لأن يؤدي إلى نهاية دامية ومخزية».

ومثل هذه المظاهرات كان يتعذر التفكير في حدوثها منذ شهرين فقط في هذا البلد الذي يخضع لأشد القيود بين الدول العربية. لكن الاضطرابات وقعت عندما اعتقلت الشرطة أكثر من 10 تلاميذ قاموا بكتابة عبارات بإلهام من المظاهرات المؤيدة للديمقراطية في الخارج. وقدرت منظمة العفو الدولية عدد القتلى في درعا وحولها في الأسبوع الماضي بنحو 55 قتيلا على الأقل. وأعادت المتاجر فتح أبوابها في درعا أمس السبت ولم تشاهد قوات الأمن.