القوات السورية تغير على اعتصام بالقرب من دمشق.. وتعتقل 200 شخص

انقطعت الكهرباء فجأة منتصف الليل وبدأ الهجوم

TT

أكد ناشطون سوريون، أمس، لوكالة «أسوشييتد برس»، أن قوات الأمن هاجمت مظاهرة بالقرب من العاصمة السورية، دمشق، منتصف ليل أول من أمس، لتعتقل ما يقرب من 200 شخص، في غارة شنتها في أحدث موجة من أعمال العنف القمعية ضد المظاهرات التي تجتاح المدن السورية.

وذكر الناشطون، الذين تحدثوا، شريطة عدم ذكر أسمائهم خشية التعرض للانتقام على أيدي أجهزة الأمن، أن ما يزيد عن 4 آلاف شخص كانوا يتظاهرون في مدينة دوما على أطراف العاصمة دمشق، وفوجئوا، منتصف ليل الجمعة، بالتيار الكهربائي ينقطع، وتعرُّض المتظاهرين للهجوم.

وأوضح الناشطون أن القوات التي هاجمت المتظاهرين هاجمتهم بالعصي والهراوات، مما أدى إلى إصابة الكثير منهم، لكن هذه التقارير لم يتسن التأكد منها من مصدر مستقل. وقال شهود عيان سافروا إلى دوما، أمس، إنه لم يكن هناك أي آثار لقتال في المنطقة، وكانت المتاجر مفتوحة.

ومع عودة الهدوء إلى المدن السورية، أشار ناشطون في جماعات حقوق الإنسان إلى أن السلطات أطلقت سراح 70 سجينا، وأن هذا العفو عن المعتقلين يأتي في سياق محاولة امتصاص غضب المحتجين واحتواء نتيجة أعمال القمع التي أسفرت عن سقوط قتلى في المظاهرات التي تجتاح البلاد منذ أسبوع. كما وردت أنباء عن الإفراج عن مجموعة أخرى من المعتقلين أوائل الأسبوع الحالي أيضا.

وقال عبد الكريم الريحاوي، الذي يرأس رابطة حقوق الإنسان السورية، إن غالبية المفرج عنهم كانوا محتجزين في سجن سعيدنايا في ضاحية دمشق، حيث عادة ما يتم احتجاز المعتقلين، لكنه أوضح أنه لا تتوافر تفاصيل بشأن الخبر، كما لم يصدر تأكيد رسمي لها. لكن تقارير تحدثت عن أن السلطات اعتقلت عشرات من المتظاهرين الآخرين خلال أعمال العنف التي اندلعت في واحدة من أكثر أنظمة دول الشرق الأوسط قمعية، التي سعت إلى إخماد المظاهرات التي انفجرت في أنحاء البلاد مطالبة بالإصلاح.

جاءت غارة منتصف الليل تتويجا لأعمال القمع الحكومية الدؤوبة تجاه المظاهرات، التي انتشرت بصورة كبيرة في الكثير من المدن السورية، وفرض السيناريو، الذي لم يكن متوقعا من قبل، أكبر تهديد خلال عقود لسورية التي تحكم بقبضة من حديد. وذكر شهود عيان لوكالة «أسوشييتد برس» أن الشرطة السورية فتحت النار على المتظاهرين يوم الجمعة مما أدى إلى مقتل أكثر من 15 شخصا في ست مدن وقرى على الأقل، من بينها ضواح في العاصمة دمشق، لكن لم يتسن التأكد من الخبر من مصدر مستقل.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية قد ذكرت في بيان لها، أمس، أن مجموعة مسلحة هاجمت ناديا للشرطة في مدينة حمص يوم الجمعة، وقتلت شخصا وأصابت آخرين. وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعية نشر عدد من مقاطع الفيديو التي تعرضت لأحداث ليلة الجمعة، والتي أظهرت بعض المتظاهرين في حمص يمزقون ملصقا ضخما لحافظ الأسد، الرئيس السوري الراحل، التي كانت معلقة على مدخل نادي الضباط، ولم يتم التأكد من الفيديو من مصدر مستقل.

وكان عشرات الآلاف قد تقاطروا إلى ساحة الأسد في وسط درعا بعد صلاة يوم الجمعة، وكان الكثير منهم من المدن القريبة مرددين هتافات «حرية! حرية!» ويلوحون بالأعلام السورية وأغصان الزيتون، وقال شهود عيان إن البعض هاجموا التمثال البرونزي للرئيس الراحل، حافظ الأسد، الموجود في الميدان. ورُدّ عليهم بإطلاق نار كثيف بحسب أحد السكان الذي قال إنه شاهد قتيلين والكثير من الإصابات، ونقلوا إلى مستشفى درعا الرئيسي.

وبعد أن خيم الظلام على المكان، قام آلاف من المتظاهرين باختطاف الأسلحة من عدد صغير من القوات، وطاردوهم إلى خارج المدينة الرومانية القديمة من درعا، ليستردوا السيطرة على المسجد العمري. لكن لم يتسن التثبت من مصدر مستقل في الحال نتيجة القيود على حركة الصحافة في سورية. وقال أحد سكان درعا، إن ما يقرب من 2000 شخص متحصنون في حرم المسجد وحوله، مشيرا إلى أن قوات الأمن تراجعت.

وقالت الحكومة السورية إن 34 شخصا قتلوا في درعا قبل يوم الجمعة، في الوقت الذي أكد فيه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن أعداد القتلى وصلت إلى 37 شخصا، وقال ناشطون إن الرقم يقارب المائة.

وفي دمشق، معقل حكم الرئيس بشار، اندلعت المظاهرات والمصادمات في عدد من الأحياء بين المناوئين والموالين للرئيس بشار الأسد، الذين هتفوا: «نحن نحبك يا بشار».

وقد اندلعت المصادمات بين الجانبين في مدينة دمشق القديمة خارج المسجد الأموي التاريخي، الذي يعود إلى القرن الثامن الميلادي، واستخدمت فيها الأحزمة الجلدية. وعلى بعد ميلين اكتظ الميدان الأموي الرئيسي بالمتظاهرين الذين تبادلوا اللكمات والضربات بالعصي من الأعلام السورية، بحسب مراسل «أسوشييتد برس» الذي شاهد الموقف.