مدينة إجدابيا.. بوابة الاتصال بين شرق ليبيا وجنوبها

TT

مدينة إجدابيا الليبية هي مدينة صحراوية تقع شمال شرقي ليبيا على الطريق الساحلي، تبعد نحو 160 كم جنوب بنغازي.

وتعتبر إجدابيا هي المحور الذي يتحكم بالطرقات الرئيسية التي توصل إلى شرق ليبيا وجنوبها، وتقع البريقة إحدى المدن القريبة من إجدابيا على بعد 75 كم على خليج سرت، على مسافة 240 كيلومترا إلى الغرب من بنغازي، وهي أيضا جزء من اسم مدينة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها سبعة آلاف نسمة، شُيِّدت قبل 10 سنوات لإيواء عمّال المجمّع الغازي الكبير المجاور، لتكون منتجعا ساحليا على البحر، وهي ليست المرة الأولى التي تكون فيها المدينة النفطية، نقطة ساخنة للمواجهات المفصلية؛ فقد وقعت فيها معركة أساسية خلال الحرب العالمية الثانية، وقد نجح ثوارها في التصدي لقوات العقيد معمر القذافي عندما حاولت استعادة السيطرة عليها قبل يومين، كذلك منعوا مرتزقة القذافي من السيطرة على مطارها الحيوي حيث تسير رحلات يومية إلى طرابلس، وتضم المدينة مصافي التكرير الخاصة بشركة «سرت» النفطية المملوكة من الشركة الوطنية للنفط.

تكمن خطورة مدينة إجدابيا في أنها تعتبر همزة وصل بين المدن الليبية، حيث يربطها طريق طبرق إجدابيا الذي قلص المسافة من 620 كم (عبر الطريق الساحلي الليبي) إلى حوالي 410 كم فقط، لكن الحركة على هذا الطريق قليلة نسبيا لعدم وجود علاقات اجتماعية مهمة بين المدينتين، ويستعمل هذا الطريق من قبل المسافرين من طرابلس إلى طبرق، وبالعكس.

تاريخيا كانت إجدابيا تعتبر في العصر الروماني مركزا حربيا وقد افتتحها عمرو بن العاص سنة 22هـ، وبلغت أوج ازدهارها وأهميتها الإقليمية في القرن العاشر الميلادي، إبان حكم الفاطميين ويرجع سبب ازدهارها إلى أهمية موقعها عند مفترق الطريق الساحلي وطرق القوافل الممتدة عبر الصحراء، ويعود اهتمام الفاطميين بها لموقعها الذي بفضله يمكن تأمين طرق التجارة بين مصر والمغرب، مما جعلها تنفرد بمجموعة مهمة من الآثار التي تعود لتلك الفترة التاريخية. وتضم إلى جانب القصر الفاطمي - وهو درة التاج في إرث إجدابيا الأثري - كلا من مسجد الإمام سحنون، ويعرف كذلك بالمسجد الفاطمي، وقصر الصحابي الموجود في منتصف المسافة بين إجدابيا وأوجلة، وهي قلعة بنيت أثناء الفتح الإسلامي، وسميت قصر الصحابي نسبة إلى عبد الله بن أبي السرح، كما يوجد بها حصن روماني تم اكتشافه عام 1975 يقع شمال غربي مقبرة سيدي حسن.

في العصر الحديث احتلتها القوات الإيطالية للمرة الأولى في منتصف مارس (آذار) 1914 ودمرتها تدميرا تاما ولم يبق منها سوى القصر القديم الذي حوله الإيطاليون إلى مقر لقيادة الجيش، ثم أعاد الإيطاليون احتلالها في أبريل (نيسان) 1923.

وقد اتخذ الأمير إدريس السنوسي من إجدابيا عاصمة للإمارة بعد اتفاقية الرجمة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 1920.

يبلغ عدد سكان مدينة إجدابيا مع مجموع ضواحيها نحو 108 آلاف نسمة، ويوجد بها مصنع أنابيب البولي إيثيلين أحد فروع شركة «الدرع الأهلية».

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»