طهران: احتفالات رسمية بـ«نوروز» اليوم بحضور طالباني وكرزاي.. على الرغم من دعوات لإلغائها

وزير الخارجية الإيراني: وجود القوات الأجنبية في البحرين لا يحل أي مشكلة

TT

من المقرر أن يجري في طهران اليوم احتفال رسمي بمناسبة عيد رأس السنة الفارسية (أعياد النوروز) بحضور عدد من الرؤساء من بينهم الرئيسان العراقي جلال طالباني والأفغاني حميد كرزاي وبحضور ممثلي 30 دولة، من ضمنهم ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير خارجية عمان، يوسف بن علوي.

ووصل طالباني إلى طهران، أمس، على رأس وفد رفيع المستوى يضم نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، نيجيرفان بارزاني، إلى مطار مهراباد الدولي بطهران بطائرة خاصة لحضور احتفالات نوروز، وكان في استقباله وزير التربية والتعليم الإيراني حميد رضا حاج بابائي.

كما وصل الرئيس الأفغاني حميد كرزاي على رأس وفد مؤلف من وزراء الخارجية والثقافة والإعلام والمالية الأفغانية، حيث كان في استقبالهم وزير التجارة الإيراني مهدي غضنفري.

والى جانب الرئيسين العراقي والأفغاني دعا الرئيس الإيراني رؤساء دول طاجيكستان وتركمانستان وأرمينيا، ونائب رئيس وزراء قرغيزستان، وهي دول تحتفل شعوبها بعيد نوروز أيضا.

وبحسب مصادر مرافقة للرئيس العراقي، فإن الرئيس العراقي أجرى، فور نزوله من الطائرة، محادثات مع أحمدي نجاد، على هامش تلك الاحتفالات، بالإضافة إلى لقائه بالكثير من القيادات الإيرانية، ويرافقه في جميع تلك اللقاءات نيجيرفان بارزاني الذي يمثل رئيس الإقليم في تلك الاحتفالات.

والجدير بالذكر أن إيران احتفلت بعيد نوروز رسميا لأول مرة العام الماضي، حيث استضافت طهران مهرجانا بحضور رؤساء جمهورية طاجيكستان وأفغانستان والعراق في اليوم السابع من الشهر الأول للعام الإيراني الذي يبدأ في 21 مارس (آذار).

وفي الأسابيع الأخيرة، انتقد مسؤولون محافظون الحكومة الإيرانية لإقامة هذه الاحتفالات على الرغم من الانتفاضات التي يشهدها العالم العربي، وخصوصا في البحرين، لكن مسؤولا في الرئاسة الإيرانية أعلن أن «تنظيم هذا العيد يعني أن إيران موئل للسلام والتسامح والهدوء». وكانت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة قد أعلنت إلغاء الاحتفال الرسمي دعما للاحتجاجات التي عمت في العالم العربي.

والتقى وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، يوسف بن علوي، أمس، وجدد خلال اللقاء رفض بلاده لـ«أي تدخل أجنبي في شؤون البحرين»، وأكد أن «وجود القوات الأجنبية في هذا البلد بأي ذريعة ليس فقط لا يحل مشكلة، بل يزيد القضية تعقيدا»، في إشارة إلى قوات درع الجزيرة التي دخلت إلى البحرين لإعادة الأمن والاستقرار إليه، بدعوة من السلطات البحرينية، بعد الاحتجاجات التي شهدتها المملكة.

وأضاف أن «احترام مطالب الشعب وتجنب استخدام العنف، السبيل الأكثر منطقية لحل المشكلات». ومن جانبه، اعتبر الرئيس الإيراني، خلال استقباله بن علوي، «العلاقات والصداقة بين البلدين راسخة ومتنامية»، وقال إن «العلاقة الوثيقة والاتصالات المستمرة والتنسيق المتزايد يوميا بين طهران ومسقط، تخدم مصالح الشعبين والمنطقة»، وأضاف أن «المشكلات الراهنة في العالم ناجمة عن غياب المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية».

وكان نجاد قد التقى أيضا نظيره الأفغاني، وبحث معه «العلاقات الثنائية، وأهم التطورات في المنطقة، وأكدا على ضرورة تعزيز مستوى التعاون والعلاقات الثنائية والإقليمية».

وبحسب وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية (إرنا)، فقد اعتبر الرئيس الإيراني، خلال اللقاء، الشعب الأفغاني «شعبا ذكيا ودؤوبا»، قائلا إن «أفغانستان حكومة وشعبا قادرة على توفير الأمن والرخاء لنفسها دون وجود الأجانب وتدخلهم في شؤونها»، في إشارة إلى القوات الأميركية وبقية قوات التحالف الموجودة في أفغانستان.

وأشار إلى أن هناك «طاقات هائلة لرفع مستوى التعاون الثنائي بين الشعبين الإيراني والأفغاني»، معلنا عن «استعداد إيران لتقديم تجاربها إلى أفغانستان في مسار تقدم الشعب الأفغاني وأمنه ورخائه».

ويأتي الاحتفال في إيران وسط جدل إيراني بين الخط المحافظ، الذي يدعو إلى إلغاء الاحتفالات بعيد نوروز باعتبارها تعود إلى عصور سبقت ظهور الإسلام، ومن يدعو إلى تعزيز القومية الفارسية.

وبحسب وكالة أنباء «مهر» الإيرانية، فإن مراسم افتتاح المهرجان ستقام في الساعة الخامسة من مساء اليوم بتوقيت طهران، في قاعة الوحدة بالعاصمة الإيرانية. ومن المقرر أن يتم خلال هذه المراسم افتتاح الأمانة الدائمة لمهرجان نوروز، وإلقاء كلمات رؤساء الدول المشاركة، إضافة إلى إقامة عروض مسرحية وموسيقية تراثية وعرض ثلاثة كتب حول موضوع نوروز. ويستمر المهرجان 5 أيام بمشاركة فنانين من دول تركمانستان وباكستان والهند وطاجيكستان وقرغيزيا وأوزبكستان وتركيا والعراق وأذربيجان وجورجيا.