الشرطة تمنع مسيرة جديدة لـ«تنسيقية التغيير» في الجزائر

بوشاشي يندد بسياسة الحكم ويشدد على «التغيير السلمي»

TT

حاولت التنسيقية الوطنية للتغيير في الجزائر تنظيم مسيرة في العاصمة أمس، وكانت الشرطة قد منعت المشاركين من مغادرة ساحة أول مايو مكان انطلاق المسيرة. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن قوات الأمن حاصرت المتظاهرين الذين كان بينهم الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، المحامي علي يحيى عبد النور، ونواب من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. ومنع رجال الشرطة عشرات المتظاهرين من مغادرة ساحة أول مايو نحو ساحة الشهداء على بعد ثلاثة كيلومترات كما كان مقررا. وكان المتظاهرون يرفعون لافتات كتب عليها «النظام ارحل» و«من أجل الحرية والعدالة والكرامة»، قبل أن يتفرقوا في هدوء. وهو نفس السيناريو الذي تكرر في المرات السبع السابقة التي حاولت فيها التنسيقية تنظيم مظاهرات.

وتأسست التنسيقية الوطنية للديمقراطية والتغيير في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي بعد الاحتجاجات ضد غلاء الأسعار التي خلفت خمسة قتلى و800 جريح، لكن التنسيقية انقسمت الشهر الماضي لأن بعض أعضائها بقيادة حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (19 نائبا في البرلمان) قرروا تنظيم مسيرة كل يوم سبت في الجزائر العاصمة مع أن المسيرات ممنوعة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس عن رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان مصطفى بوشاشي قوله إن «الثورة قريبة»، مؤكدا أن الجزائر لا تريد أن تبقى متخلفة عن حركة التغيير الكبرى في الوطن العربي ضد الأنظمة الحاكمة منذ عقود. وبعد تجمع لجناح «بركات» (يكفي) للتنسيقية الوطنية للديمقراطية والتغيير في العاصمة الجزائرية أول من أمس، قال بوشاشي: «لا تصدقوا ما جاء في جريدة (لوموند) الفرنسية التي كتبت أن الثورة في الجزائر ليست قريبة». وأضاف: «الثورة لن تكون بعد عامين أو ثلاثة. إنها قريبة». وجدد بوشاشي أمام 500 شخص حضروا التجمع في قاعة الأطلس في حي باب الوادي الشعبي، مطلبه «بالتغيير السلمي» وندد «بسياسة النظام منذ خمسين سنة».

وتشكلت تنسيقية التغيير جناح «بركات» بعد انفصالها عن التنسيقية الوطنية للديمقراطية والتغيير. وقال بوشاشي إن «استراتيجيتنا هي الاقتراب من الشعب وتنظيم تجمعات لشرح ما هو التغيير والديمقراطية وإعادة الثقة للمواطنين بأنه يمكنهم السير سلميا والتوجه نحو تغيير حقيقي والضغط على السلطة الجزائرية». وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان يخشى أن يتجاوز الشبان الذين يقفون وراء احتجاجات الغضب اليومية، مبادرته ومبادرات الجمعيات الأعضاء في التنسيقية: «نحن بادرنا وسأكون سعيدا إذا تجاوزونا». وبرر موقفه هذا بالقول إن «الشباب هم من سيقوم بالثورة. كل الثورات في البلدان العربية قام بها شباب ونحن هنا لمرافقتهم».