الدويك لـ «الشرق الأوسط»: أعتقد أن العقبات زالت أمام زيارة أبو مازن وعلى الإخوة في غزة والخارج إعادة النظر في مواقفهم

أكد بعد لقائه عباس أنه أبلغهم استعداده لاستئناف الحوار مع حماس من حيث انتهى

TT

قال الدكتور عزيز الدويك، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني إن العقبات الحقيقية أمام زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى قطاع غزة، زالت بموافقته على إجراء حوار مع حماس في القطاع.

وأكد الدويك لـ«الشرق الأوسط»، بعد لقائه ووفد رفيع من حركة حماس، الرئيس في مقره في رام الله، أن أبو مازن أبلغهم أنه مستعد لاستئناف الحوار مع حماس من حيث انتهى. وقال إنه كان يقصد حين تحدث عن عدم استعداده لخوض حوارات في غزة، أنه لا يريد أن يبدأ من نقطة الصفر.

واعتبر دويك أن اللقاء أزال العقبات. وقال ردا على سؤال في هذا السياق: «نعم، زالت العقبات، وأعتقد أن المواقف كلها التي صدرت من غزة والخارج يجب أن يعاد النظر فيها الآن. وأوضح أن الوفد ناقش مع أبو مازن جل القضايا محل الخلاف، التي يمكن أن تهيئ الأجواء لزيارته إلى غزة». وقال: «طالبناه بتهيئة الأجواء لزيارته، طلبنا إنهاء ملف الاعتقال على خلفية فصائلية، وأثرنا قضايا الفصل الوظيفي والمسح الأمني والمناكفة الإعلامية.. قلنا له إننا لا نريد أن نراكم الأمور، نريد أن نشرح كل شي».

وأكدت مصادر في حماس لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاء قد يغير من موقف الحركة في دمشق وغزة، وأن نقاشات معمقة تجرى الآن في دمشق، من أجل إصدار موقف نهائي من زيارة أبو مازن.

وجدد أبو مازن أمس، تأكيده الاستعداد للذهاب إلى غزة فورا في حال وافقت حماس على مبادرته، بتشكيل حكومة مستقلين محايدة، تحضر لانتخابات عامة بعد 6 شهور. وأبلغ وفد حماس، أنه ما زال مستعدا للزيارة إذا ما ردت حماس على مبادرته بالإيجاب.

وأوضح أبو مازن للوفد أنه يريد تشكيل حكومة من شخصيات وطنية مهنية مستقلة، مهمتها البدء في إعمار القطاع، إلى جانب الإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، ومجلس وطني فلسطيني. وأضاف: «لا بد من التعامل مع المتغيرات التي تجري في المنطقة، والتصدي بشكل موحد للتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها استمرار العدوان الإسرائيلي، وتهديده بضرب غزة مجددا».

كما أكد أبو مازن في هذا السياق ضرورة أن تتمسك حماس بالتهدئة في غزة، «لتقطع الطريق أمام إسرائيل للاستمرار في تهديداتها، ومن أجل مجابهة الأوضاع الصعبة التي تواجه القضية الفلسطينية». وتابع: «نريد أن نذهب لاستحقاقات سبتمبر (أيلول) القادم (إقامة الدولة)، ونحن موحدون، ونريد أن نطور معا منظمة التحرير ونشارك فيها».

وحضر وفد حماس الذي ضم، إلى جانب دويك، وزير التربية والتعليم السابق، ناصر الدين الشاعر، ووزير الأسرى السابق، وصفي قبها ووزير التخطيط السابق، سمير أبو عيشة، والنواب وعبد الرحمن زيدان، وأيمن دراغمة، ومحمد أبو طير، إلى مقر الرئاسة بناء على دعوة موجهة من أبو مازن نفسه، في وقت رفضت فيه حماس في غزة استقبال وفد إداري وأمني لترتيب الزيارة والإقامة.

وجاء اللقاء رغم إعلان مسؤولين في حماس في الخارج وغزة، رفضهم لمبادرة أبو مازن، وتمسكهم بحوار شامل.

وقال دويك للصحافيين بعد اللقاء: «نأمل أن تتم زيارة الرئيس في القريب العاجل من أجل إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام بصورة عملية». وأشار إلى أن وفد حماس سلم أبو مازن رسالة تعكس وجهة نظر الحركة في مبادرته. مؤكدا أن الموقف «سينجلي خلال الأيام القليلة المقبلة».

من جهته أكد عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لفتح، ومسؤول ملف الحوار فيها، رغم وصفه الاجتماع بالإيجابي، عدم وجود خطوات عملية من قبل حماس تجاه مبادرة أبو مازن.

واعتبر الأحمد أن الوصول إلى نتيجة عملية تنهي الانقسام لن تتم بصورة أفضل من وصول الرئيس إلى غزة، قائلا إن حركته متمسكة حتى الآن بهذه المبادرة رغم مواقف حماس السلبية منها.

وأضاف: «إننا لم نيأس، وسنبذل كل الجهود بشكل مباشر وغير مباشر، حتى لو استعنا بأشقائنا العرب من أجل خلق الأجواء المناسبة لإنجاح المبادرة وإنهاء حالة الانقسام». واستطرد: «سنواصل الجهود لوضع حد لهذه المعاناة وتذليل كل العقبات التي تقف أمام تنفيذ مبادرة الرئيس».

من جهته، طالب الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، حركة حماس بالمسارعة في الموافقة على مبادرة الرئيس لإنهاء الانقسام، «والترفع عن أي مصالح فئوية على حساب المصالح الوطنية العليا لشعبنا».

ووصف أبو ردينة مبادرة أبو مازن بأنها «خريطة طريق فلسطينية لاستعادة الوحدة وإنهاء الاحتلال». وقال في بيان رسمي: «إن موجة التأييد التي حظيت بها مبادرة الرئيس، من قبل طيف واسع من أبناء شعبنا والدعم اللافت الذي لاقته على مختلف الصعد، تؤكد صحتها وضرورة التمسك بها والعمل بشتى السبل لتوفير عناصر نجاحها»، معتبرا «أن تنفيذها وتحولها إلى حقيقة قائمة على الأرض سيعزز صمود شعبنا على أرضه، ومقاومته للاستيطان، ويزيد من فرص تحقيق سلام عادل وشامل يستعيد من خلاله شعبنا حقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويسقط شتى الحجج الواهية التي تتذرع بها إسرائيل، بعدم وجود شريك، من أجل التقدم باتجاه عملية سلام حقيقية ومفاوضات مجدية وفعالة تنتهي بسلام يضم أمن واستقرار الشعب الفلسطيني وسائر شعوب المنطقة».