تعيين شابيرو سفيرا في تل أبيب سيدخل علاقات أوباما بإسرائيل في مرحلة جديدة

أول من زار دمشق من الإدارة بعد انقطاع طويل ومن أشد المؤيدين للدولة العبرية

TT

بعد أن مرت علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل ببعض المصاعب عقب انتخاب باراك أوباما رئيسا ووصوله إلى البيت الأبيض، عادت العلاقة إلى طبيعتها مع تخلي أوباما عن ضغوطه على إسرائيل لوقف النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية.

وحفاظا على هذه الودية في العلاقات خاصة مع اقتراب موعد انطلاقة الحملات الانتخابية الرئاسية، لا بد أن يختار الرئيس أوباما شخصية شديدة التأييد لإسرائيل، لمنصب السفير في تل أبيب. ولم يجد أوباما أشد تأييدا لإسرائيل في الإدارة الأميركية من دانييل شابيرو المدير الأعلى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي وأحد أبرز المسؤولين عن السياسة الأميركية تجاه الدولة العبرية. وبالفعل أعلن أوباما عن اختياره لشابيرو في وقت سابق من مارس (آذار) الجاري. ويؤكد هذا التأييد لإسرائيل ما جاء في خطاب له أمام «رابطة مكافحة التشهير» وهي جمعية يهودية - أميركية في واشنطن في مايو (أيار) 2010، قال فيه: «قصة إسرائيل تلهمنا.. إنه الحلم الصهيوني الذي عبر عنه ثيودور هيرتزل والصراع المضني لبناء دولة يهودية في الوطن التاريخي لليهود، على الرغم من التهديدات الآتية من كل الاتجاهات». وبهذا المنصب، الذي ما زال يحتاج لمصادقة مجلس الشيوخ، سيتوج شابيرو مسيرة عمل طويلة مرتبطة بالسياسات الأميركية تجاه إسرائيل. وبما أن شابيرو وهو يهودي الديانة، تربطه علاقة جيدة مع كبار القادة الإسرائيليين إضافة إلى علاقاته الجيدة مع المجموعات اليهودية - الأميركية، فمن المتوقع أن تجعله هذه العلاقات أكثر تأثيرا في إسرائيل عند توليه منصب السفير وستزيد من نفوذه.

ولد شابيرو عام 1969، في ولاية ألينوي لأبوين يهوديين، الروائية إليزابيث كلاين والبروفسور في اللغة الإنجليزية مايكل شابيرو. وهو ناشط في أوساط اليهود في الولايات المتحدة ويتقن اللغتين العربية والعبرية.

1993 - 1995: بدأ حياته العملية في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي واستمر في هذا العمل.

1995 - 1999: مستشارا للسياسة الخارجية للسيناتور ديينفنشتاين.

1999 - 2001: مساعدا لساندي بيرغر مستشار الأمن القومي خلال ولاية الرئيس الأسبق بيل كلينتون.

2001 - 2007: مستشارا ونائب رئيس ديوان السيناتور بيل نيلسون.

2007 - 2008: نائب رئيس شركة «تيمونس & كومباني» في واشنطن وعمل في هذه الفترة مستشارا لأوباما في شؤون الشرق الأوسط والقضايا اليهودية، وانضم إلى حملة انتخاب أوباما من أجل جمع التبرعات وحشد تأييد الناخبين اليهود والمساعدة في تحديد السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط.

كان عاملا جوهريا لعب دورا أساسيا في المواقف الأميركية ضد سورية عام 2005 من خلال عمله في مكتب نيلسون. ورغم ذلك اختارته إدارة أوباما عضوا في الوفد إلى سورية في مارس (آذار) 2009 لتحسين العلاقات. وعمل شابيرو على ترميم العلاقات مع سورية والسعي إلى فتح الباب أمام إمكانية بدء المفاوضات السورية - الإسرائيلية. ومن المتوقع أن ينتقل شابيرو وزوجته وأولادهم الثلاثة إلى تل أبيب هذا الصيف ليحل محل جيمس كامينغهام الذي شغل المنصب منذ يونيو (حزيران) 2008. وينتظر شابيرو مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي قبل الحصول على هذا المنصب، إلا أن مصادر عدة في الكونغرس قالت لـ«الشرق الأوسط» إن شابيرو لن يلاقي صعوبة في الحصول على ثقة مجلس الشيوخ. ولكن قد تصبح عملية المصادقة عليه فرصة لمجلس الشيوخ لتطالب الإدارة الأميركية بتوضيح سياساتها تجاه إسرائيل.