«الزنانة» سلاح إسرائيل في مواجهة المقاومة على مدار الساعة

تحرم أهل القطاع حتى من بث الفضائيات

TT

عبثا حاول مصطفى، 49 عاما، متابعة نشرات الأخبار التي تبثها الفضائيات لمتابعة تطورات الحراك الشعبي في الدول العربية، بعدما تعذر استقبال بث هذه الفضائيات في قطاع غزة بأسره بفعل تأثير طائرات الاستطلاع من دون طيار.

ونظرا لأن صوتها يشبه إلى حد كبير الطنين، فإن الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة باتوا يطلقون على هذه الطائرات «الزنانة». وتواصل هذه الطائرات التحليق على مدار الساعة في أجواء غزة. وأصبح حدوث التشويش على استقبال القنوات الفضائية في القطاع دليلا على وجود الطائرات الزنانة في الأجواء بكثافة.

ويرى خبراء في مجال التقنيات المتقدمة أن الرسائل الإلكترونية التي تقوم طائرات الاستطلاع بإرسالها إلى مراكز التحكم التي تشغلها في القواعد الجوية جنوب إسرائيل، تسهم في تعذر استقبال القنوات الفضائية. وتقوم طائرات الاستطلاع بمهمتين أساسيتين، وهما: جمع المعلومات الاستخبارية، عبر متابعة نشطاء المقاومة وقادتها وتحركاتهم وإرسال صورهم أولا بأول إلى مراكز التحكم التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي التي يوجد فيها عملاء المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك)، الذين يستفيدون من هذه الصور في متابعة نشطاء المقاومة والتعرف على أنشطتهم.

وتقوم هذه الطائرات أيضا بعمليات هجومية، حيث إنها اضطلعت خلال الأعوام الخمسة الماضية بتنفيذ معظم عمليات التصفية والاغتيال ضد نشطاء قادة ونشطاء حركات المقاومة. وتؤكد مصادر طبية فلسطينية أنه من خلال معاينة جثث القتلى وحالات الجرحى الذين أصيبوا جراء إطلاق الصواريخ عليهم من طائرات الاستطلاع أن هذه الصواريخ مصممة لكي تقوم بتقطيع أوصال الضحايا. وكان الجيش الإسرائيلي يستخدم طائرات «الأباتشي» الأميركية الصنع في تنفيذ عمليات التصفية، مسلحة بصواريخ «هيل فاير» التي كانت تؤدي إلى إحراق جثث القتلى والجرحى، علاوة على أنها تؤدي إلى قتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص غير المستهدفين الذين تصادف وجودهم في محيط موقع الاغتيال.

وأشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن إسرائيل أقلعت عن استخدام طائرات «الأباتشي» في تنفيذ عمليات الاغتيال، نظرا لصوتها الهادر الذي يجعل المرشحين للتصفية يسرعون للاختفاء بمجرد سماع صوتها، في حين أن طائرات الاستطلاع تتسم بقدرتها على التسلل إلى الأجواء دون أن تحدث أصواتا كبيرة.

ولا يقتصر استخدام الطائرات الزنانة على سلاح الجو، حيث باتت كتائب المشاة في الجيش الإسرائيلي تستخدم هذه الطائرات لخفة وزنها وسهولة إطلاقها، في مسح المناطق التي تنوي القيام بأنشطة فيها قبل الشروع في العملية. ودلل تقرير بثه التلفزيون الإسرائيلي بعيد الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة على أن كل كتيبة من كتائب ألوية الصفوة في سلاح المشاة التي شاركت في الحرب استخدمت طائرة استطلاع.