مصر: شرف يستهل نشاطه الخارجي بزيارة لشمال السودان وجنوبه

خبراء يرونها تدشينا لتوجه مصر نحو أفريقيا

TT

أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور عصام شرف، أن زيارته للسودان، بشماله وجنوبه، على رأس وفد وزاري كبير، تعد خطوة أولى نحو التوجه في سياسة مصر تجاه القارة الأفريقية، مشيرا، قبيل مغادرته إلى الخرطوم، أمس، إلى أن الهدف الأساسي من الزيارة هو التشاور مع الأشقاء في السودان حول أوجه التعاون، خاصة أن هناك ملفات مهمة وكبيرة بين مصر والسودان، وبينهما وبين دول القارة الأفريقية.

وأضاف أن هذه الزيارة سيعقبها زيارات للكثير من الدول الأفريقية، خاصة دول حوض النيل، بينما رأى خبراء أن الزيارة تدشين لتوجه مصر نحو أفريقيا.

وتأتي زيارة شرف للسودان كأول مهمة له خارج مصر، ويرافقه وفد مصري كبير يضم وزير الخارجية، نبيل العربي، ووزراء التعاون الدولي والموارد المائية والري والزراعة والصناعة والتجارة والنقل والتعليم العالي والبحث العلمي والقوى العاملة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، أمس، إن الدكتور العربي يجري مباحثات مع نظيره السوداني علي كرتي حول كافة تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة مع التركيز على زيادة التنسيق بين مصر والسودان.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية المصرية، منحة باخوم، إن الزيارة تعكس الاهتمام المصري بالأشقاء في السودان شمالا وجنوبا، باعتبار أن ذلك يمثل أولوية استراتيجية لمصر، وتوضح حرص مصر على دعم السودان الشقيق شمالا وجنوبا في هذه المرحلة الحساسة والمهمة، التي تسبق الإعلان عن قيام الدولة في جنوب السودان، وتتطلع مصر لعلاقات تعاون وتكامل وسلام، ليس فقط بين شمال وجنوب السودان، بل أيضا بينهما وبين مصر، وبما يخدم التنمية والاستقرار والسلام في كل دول المنطقة.

ومن المزمع أن تستغرق زيارة الوفد المصري يومين تتضمن شمال وجنوب السودان، حيث يلتقي الوفد بكبار المسؤولين بالخرطوم وجوبا. وتتناول المحادثات كل جوانب العلاقات المصرية - السودانية وسبل تطويرها وتدعيمها في المرحلة المقبلة بما يخدم شعبي البلدين والمصالح القومية العليا.

وأوضح السفير أحمد حجاج، رئيس الجمعية الأفريقية بالقاهرة، أن اختيار السودان ليكون أول زيارة لرئيس الوزراء المصري ذو مغزى كبير يدلل على أهمية وعمق العلاقات المصرية – السودانية، مشيرا إلى محاولات مصرية حثيثة لإزالة الخلاف بين شمال السودان وجنوبه، وقال حجاج إن قضية المياه ستكون محل نقاش طويل بين الطرف المصري والطرفين السودانيين، مؤكدا أن مصر والسودان لا بد أن يتفقا على سياسة موحدة تجاه الاتفاقية الإطارية لنهر النيل.

وقالت الدكتورة نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بمصر، إن المسؤولين المصريين في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير من هذا العام، أدركوا مدى فداحة إهمال النظام السابق لأفريقيا عامة والسودان خاصة، الذي يمثل جزءا لا يتجزأ من أمن مصر القومي.