العلويون.. ثاني أكبر الطوائف في سورية

بعد أن تولى حافظ الأسد مقاليد السلطة حاول تحسين صورتهم في نظر المسلمين

TT

يخشى السوريون وقوع أعمال عنف طائفية بين العلويين والسنة في مدينة اللاذقية، وتتوزع الفئة الأولى في أطراف المدينة، بينما يتمركز السنة في وسطها، فمن هم العلويون؟

ينتشر العلويون في سورية بشكل أساسي في الجبال الساحلية من البلاد، من عكار جنوبا، إلى طوروس شمالا، وينتمون للطائفة الشيعية الاثني عشرية، ويتوزع بعضهم في محافظات حمص وحماة ودمشق وحوران ولواء الإسكندرونة، حيث يشكلون نسبة من 8 - 9 في المائة من السكان، ويوجد منهم أقليات صغيرة في لبنان (محافظة الشمال)، كما تجد منهم جاليات في كل من العراق وفلسطين وإيران، وكذلك في أوروبا من تركيا واليونان وبلغاريا إلى ألبانيا، وفي أميركا وحدها يوجد أكثر من ربع المليون علوي.

عرف العلويون بعدة أسماء منها «النصيريون»، نسبة لـ«محمد بن نصير البكري النميري» الذي كان من معاصري الإمام الحسن العسكري، وقد عرفوا أيضا بـ«الخصيبية» نسبة إلى «الحسين بن حمدان الخصيبي»، لكن كلمة «علويين» رافقت كلا من العلويين والشيعة من أيام الإمام علي بن أبي طالب. فقد كانت بدايتهم الحقيقية بعد وفاة الرسول، محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت هناك فئة مسلمة تدافع عن حق الإمام علي، كرم الله وجهه، في الخلافة، لكونه أكثر المسلمين علما بالقرآن والأقرب لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأطلق على هذه الفئة في ما بعد تسمية العلويين، متتبعة نفس سلسلة أئمة الاثني عشرية، بداية بالإمام علي بن أبي طالب، ونهاية بالإمام محمد بن الحسن الغائب.

وتعتبر الطائفة العلوية في سورية ثاني أكبر طائفة، حيث يأتي «أهل السنة والجماعة» في المرتبة الأولى، ثم يأتي العلويون، فالمسيحيون فالدروز. ويكفل الدستور السوري في المادة 35 حق المعتقد وحرية العبادة، لمختلف الطوائف والفرق الفقهية والصوفية من سنة وشيعة.

ويعد «سرور بن قاسم الطبراني» من أعلام العلوية، إذ قام بالانتقال إلى مدينة اللاذقية السورية، وعلى الرغم من الأقلية العلوية هناك، فإنها تتمتع بنفوذ واسع، وفي عام 1097 إبان الحملة الصليبية، تصدى العلويون للقوات الصليبية الغازية، وفي عام 1120، هزم الإسماعيليون والأكراد العلويين، وبمرور 3 سنوات على الهزيمة تمكنوا من هزيمة الأكراد، وفي عام 1297، حاول الإسماعيليون والعلويون الاندماج، إلا أن الاختلافات المذهبية حالت بينهم.

عندما هيمنت الإمبراطورية العثمانية على بلاد الشام في 1516، قام الأتراك بالبطش بهم وارتكاب المجازر بحقهم وقتلوا مئات الآلاف. وبسقوط الإمبراطورية العثمانية واستبدالها بالانتداب الفرنسي على سورية ولبنان، منح الفرنسيون حكما ذاتيا لهم.

وبعد أن تولى الرئيس الراحل حافظ الأسد مقاليد السلطة في سورية عام 1970 حاول تحسين صورة العلويين في نظر المسلمين من الطوائف الأخرى، وقام الإمام الشيعي اللبناني موسى الصدر بالاعتراف بالعلوية على أنها فرقة من فرق الإسلام عام 1974.

والعلويون لا يكترثون بمن يعترف لهم بأنهم مسلمون ممن لا يعترف، لأنهم يقولون بإيمانهم بأن من أساسات العقيدة، رفض انقسام الدين الإسلامي لطوائف متعددة، ويعتبرون أن من ترك الإسلام، وانتمى إلى مذهب متفرع، فهو ضال عن الطريق الصحيح.

من أشهر العلويين في منطقة الشرق الأوسط، قائد ثورة جبال الساحل السوري ضد الفرنسيين الشيخ صالح العلي، والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وابنه بشار الأسد، بالإضافة إلى عدد من الكتاب والمفكرين كالشاعر أدونيس والشاعر بدوي الجبل والشاعر سليمان العيسى والشاعر والمسرحي ممدوح عدوان، والمرشح لجائزة نوبل سعد الله ونوس وغيرهم الكثير من المفكرين السوريين.