جنرال إسرائيلي كبير: اشتعال حرب في قطاع غزة مسألة وقت

أكد وجود فوضى عارمة في القطاع وحماس عاجزة عن كبحها.. وأن الهدنة الحالية مؤقتة

TT

أكدت مصادر أمنية عليا، خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية، أمس، أن التفاهمات التي أبرمت بشكل غير مباشر مع حركة حماس حول التهدئة، هي إجراءات مؤقتة. وقالت إن اشتعال حرب مع قطاع غزة مسألة وقت. ولكنها عزت وجود هذا الخطر ليس إلى النية الإسرائيلية، بل إلى ما سُمي بـ«الفوضى العارمة التي تسود القطاع، وعجز حركة حماس عن السيطرة على التنظيمات المسلحة».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد صرح في الجلسة بأن حكومته معنية بالتهدئة ولا تريد تصعيد التوتر، لا في الشمال ولا في الجنوب، ولكنه هدد في الوقت نفسه بأن قواته سترد بشكل صارم وقاس على كل إطلاق صواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية. وادعى أن الغارات الإسرائيلية تتم في إطار حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها وحدودها.

وجاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعة من قيام طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بقصف جديد في منطقة مفتوحة شرق مخيم جباليا في قطاع غزة، تسبب في سقوط شهيدين فلسطينيين وجرح ثلاثة آخرين. وقد سئل نتنياهو في الحكومة عن سبب هذا القصف، في حين كان الأطراف من الجهتين (الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة من جهة والحكومة الإسرائيلية من جهة ثانية)، قد توصلوا إلى تفاهم حول العودة إلى التهدئة؛ فأجاب أن قصف الطائرة الإسرائيلية استهدف «خلية إرهابية فلسطينية تابعة لتنظيم الجهاد الإسلامي، وهذا التنظيم تابع مباشرة لإيران، ويتمرد حتى على حماس، وقد أرسلت هذه الخلية لكي تطلق صواريخ باتجاه إسرائيل، وهذا القصف هو الذي منعها من تنفيذ مهمتها»، وقد اعترف تنظيم الجهاد الإسلامي بأن المصابين هم من عناصره المسلحة، لكنه رفض تأكيد أو نفي ادعاءات نتنياهو.

وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، في الجلسة، أن قواته تلاحظ بلبلة في صفوف القيادات في قطاع غزة. وأكد على تصريحات قائد اللواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي، الجنرال طال روسو، الذي يقود أيضا القوات الإسرائيلية العاملة في محيط قطاع غزة، وقال فيها إن «هناك فوضى عارمة في صفوف القيادات في قطاع غزة، وحماس تفقد سيطرتها على التنظيمات».

وأضاف روسو أن حماس لا تفقد سيطرتها على تنظيم «الجهاد الإسلامي» فحسب، بل أيضا على الجناح العسكري بقيادة أحمد الجعبري وعلى لجان المقاومة الإسلامية. فهذان التنظيمان يتجاوزان القيادة المحلية في قطاع غزة، ويتلقيان التعليمات مباشرة من خالد مشعل، رئيس حماس، المقيم في دمشق.

واستخلص غانتس من هذا التحليل أن الجيش الإسرائيلي لا يعتمد على تصريحات التنظيمات الفلسطينية، إنما يبني مواقفه حسب التحركات على الأرض؛ «فالتهدئة من جهتنا تكون فقط إذا لم تطلق صواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية بشكل عملي مثبت». من جهة ثانية، رضخ الجيش الإسرائيلي لمطالب سكان الجنوب، وبدأ أمس في نصب منظومة «القبة الحديدية»، التي من المفترض أن تتصدى للصواريخ الفلسطينية حال اكتشاف مسارها باتجاه إسرائيل وتدميرها في الجو قبل أن تصل إلى هدفها. وقد نصبت في بئر السبع، ولكن تقرر أن تكون قوة متحركة يتم نقلها إلى أماكن أخرى وفقا للاحتياجات.

وكان الجيش قد عارض نصب هذه المنظومة في هذه المرحلة بدعوى أن بناءها لم يكتمل بعد، لكن القيادات المدنية رفضت هذا المنطق، وقالت: «قبل بضعة أسابيع دعانا الجيش إلى حدث تاريخي هو تشغيل هذه المنظومة، وقيل لنا إنها أصبحت جاهزة للعمل. واليوم، عندما أصبحت الصواريخ تسقط في بئر السبع وتهدد مدن الوسط الإسرائيلي يتراجعون؟!». فاضطر إلى نصبها في بئر السبع، ولكن وزير الدفاع، إيهود باراك، حذر المواطنين قائلا إن هذه المنظومة ما زالت في مرحلة التجربة، ولا تضمن تدميرا شاملا لكل الصواريخ التي تطلق باتجاه إسرائيل. المعروف أن وزارة باراك تبني كثيرا على تسويق هذه المنظومة في نحو عشر دول في العالم، أبدت اهتماما بشرائها، بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا والهند وغيرها. ولكن هذه الدول تنتظر لترى كيف يكون أداء هذه المنظومة في الحرب الإسرائيلية المقبلة. فمن دون أن تراها ناجحة ميدانيا لا تريد اقتناءها. والجيش في إسرائيل لا يريد الدخول في حرب قبل أن يجري تجارب سرية على هذه المنظومة ويضمن أن تعمل بشكل ناجح، وفقط بعدها يجري التجارب الميدانية.