مسؤولان أميركيان: مقربون من القذافي بدأوا في الانشقاق عنه

إيطاليا تعتزم تقديم خطة مشتركة مع ألمانيا لاجتماع لندن غدا.. تشمل نفي العقيد

TT

أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، أمس، أن مقربين من العقيد معمر القذافي بدأوا في «الانشقاق» إثر تدخل التحالف الدولي في ليبيا، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت كلينتون: «هناك العديد من الدبلوماسيين والقادة العسكريين في ليبيا الذين يغيرون موقفهم وينشقون لأنهم يرون كيف سينتهي هذا الأمر».

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي في البرنامج نفسه: «لا تقللوا من أهمية احتمال انشقاق عناصر من النظام، عن الزعيم الليبي».

وقال غيتس، في برنامج تبثه شبكة «إيه بي سي»، وشاركت فيه الوزيرة كلينتون: «كما شهدنا في السابق، فإن أي تغيير لنظام هو أمر معقد جدا، وفي بعض الأحيان يستغرق الكثير من الوقت وفي أحيان أخرى يمكن أن يحدث بسرعة. لكن ذلك لم يكن أبدا جزءا من هدفنا العسكري» في ليبيا.

وقال غيتس: «هذا هو الفرق بين مهمة عسكرية وهدف سياسي». وأضاف: «في حملة عسكرية، أحد الأمور المهمة على ما أعتقد هو عدم تحديد هدف من غير الأكيد بلوغه».

وأشار غيتس إلى أن الوضع في ليبيا يهدد بزعزعة استقرار تونس ومصر، وتعريض ثورتيهما لـ«الخطر»، وذلك في معرض تبريره التدخل الأميركي في هذا البلد. وقال غيتس أيضا إن المواجهات بين نظام القذافي والمعارضة «يمكن أن تعرض للخطر الثورتين في تونس ومصر».

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، إن بلاده ستقترح أن تؤيد مع ألمانيا خطة مشتركة بشأن ليبيا تتضمن وقفا لإطلاق النار، وإقامة ممر إنساني، ونفي العقيد القذافي، حسب ما أفادت «رويترز».

وذكر فراتيني، في مقابلة نشرتها صحيفة «لا ريبوبليكا» أمس أن روما ستحاول إقناع برلين بالموافقة على الخطة وتقديمها لاجتماع يعقد في لندن غدا الثلاثاء، لتشكيل مجموعة توجيه رفيعة المستوى حول ليبيا.

وأضاف: «لدينا خطة، وسنرى ما إذا كان يمكن ترجمتها إلى اقتراح إيطالي - ألماني. ربما يكون في وثيقة مشتركة يمكن تقديمها غدا الثلاثاء». وأضاف أنها شملت وقفا لإطلاق النار تراقبه الأمم المتحدة و«إقامة ممر إنساني دائم» لإدخال المساعدات، وهو ما قال إن تركيا تبذل بالفعل جهودا لتحقيقه. ومضى يقول إن إيطاليا ستطلب التزاما قويا من جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، وقبل أي شيء أن يكون هناك حوار مع المعارضة الليبية. وستحضر الدول العربية الاجتماع الذي يعقد غدا.

وقال فراتيني إنه «ليس واردا» أن يكون من شأن أي حل بقاء القذافي في السلطة، مضيفا أن الاتحاد الأفريقي يعمل على محاولة إقناعه بالتنحي؛ بل إن بعضا من أفراد نظامه يقومون بذلك أيضا. وأردف فراتيني قائلا: «في هذه الأيام الصعبة ربما تكون أوروبا قد فقدت بعضا من أجزائها. لا نريد أن نفقد ألمانيا، وأي تطور في اتجاه وقف إطلاق النار سيجعل انضمامها مرة أخرى أسهل». وأضاف: «سنعمل على المضي في آخر جزء من هذا الطريق معا. سنحاول أن نحافظ على تماسك أوروبا».

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أمس أن وزراء خارجية أكثر من 35 دولة أكدوا مشاركتهم غدا الثلاثاء بلندن في اجتماع مجموعة الاتصال السياسية حول العمليات العسكرية في ليبيا، حسب ما ذكرته «رويترز». وأوضحت الوزارة أن «وزراء خارجية أكثر من 35 دولة قد أكدوا مشاركتهم» إلى جانب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أعلن قدومه مؤخرا. وأضافت الوزارة أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ سيحضر أيضا الاجتماع. وأعلنت الحكومة البريطانية أول من أمس مشاركة رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم.

وبموازاة ذلك، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر إلى «وقف استخدام السلاح» في الأزمة الليبية، وأبدى قلقه إزاء المدنيين في مناشدة تتضمن على ما يبدو استخدام القوى الخارجية، وفق ما أفادت به «رويترز». وأضاف في قداس أمس أنه يوجه مناشدته «للكيانات الدولية» و«لمن يتحملون مسؤولية عسكرية وسياسية»، ولم يتحدث عن «وقف لإطلاق النار» بين الجانبين الليبيين المتناحرين. وقال إنه يصلي من أجل عودة السلام إلى ليبيا ومنطقة شمال أفريقيا بأكملها. وتابع للزوار والسياح في ميدان القديس بطرس: «أناشد الكيانات الدولية ومن يتحملون مسؤولية عسكرية وسياسية بدء حوار على الفور يوقف استخدام السلاح». وفي أكثر تعليقاته شمولا منذ بدء الأزمة في ليبيا قال إنه يشعر بقلق بالغ إزاء «سلامة وأمن المدنيين».